«الخيانة» مع روسيا تلاحق فريق ترامب الرئاسي (تقرير)
الخميس، 16 فبراير 2017 04:46 م
سلطت استقالة مايكل فلين، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق للأمن القومي، من منصبه جراء اتصالاته مع السفير الروسي، الضوء على علاقة مسئولين آخرين في إدارة ترامب مع موسكو، الأمر الذي قد يصل بهم إلى الاتهام بـ «الخيانة» إذا ثبت تورطهم.
وأفصح أربعة مسؤولين أمريكيين، لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن مسئولين من وكالة إنفاذ القانون والاستخبارات قد سجلوا اعتراض لمكالمات لأعضاء في حملة ترامب الانتخابية العام الماضي وغيرهم من مقربينه مع كبار المسؤولين في المخابرات الروسية في العام قبل الانتخابات.
وأضاف المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، أن التحقيقات حول المكالمات لا تزال جارية من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية، وأن وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات رصدوا اتصالات بين مسئولين أمريكيين ونظرائهم روس في الوقت الذي اكتشفوا فيه أدلة على تدخل روسيا لـ «عرقلة» الانتخابات الرئاسية من خلال قرصنة اللجنة الوطنية الديمقراطية.
وتابعت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات حاولت معرفة ما إذا كانت حملة ترامب «تتواطأ» مع الروس على القرصنة أو التأثير على الانتخابات.
وأوضح المسؤولون، أن عمليات اعتراض المكالمات كانت في الأوقات التي كان يتحدث فيها ترامب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حملته الأولى الانتخابية، مشيرين إلى أن ترامب قال في الصيف الماضي خلال أحد الاجتماعات بحملته الانتخابية أنه يأمل في أن تسرق المخابرات الروسية حساب البريد الإلكتروني الشخصي لمنافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وتنشرها علانية.
وتابع المسئولون، أن اعتراض الاتصالات لم تكن مقتصرة على مسئولي الحملة الانتخابية السابقة لترامب، بل أيضا اعترضت مكالمات بين أشخاص مقربة من الرئيس الأمريكي، وأعضاء من الحكومة الروسية خارج الأجهزة الاستخباراتية.
ومن الشخصيات المقربة لترامب المتورطة في هذا الاتهام «بول مانافورت»، الذي تولى رئاسة حملة ترامب لعدة أشهر، وكان يعمل مستشارا سياسيا في أوكرانيا. ورفض المسئولون الكشف عن هويات شخصيات متورطة أخرى.
بيد أن مانافورت قد نفى تصريحات المسئولين، في مكالمة مع الصحيفة قائلا: «هذا سخيف.. ليس لدي أدنى فكرة عن ما يشيرون إليه.أنا لم أتكلم على الإطلاق لضباط في المخابرات الروسية. ولم أتورط في فعل أي شيء مع الحكومة الروسية أو إدارة بوتين أو أي قضايا تخضع للتحقيق اليوم». وأشارت الصحيفة إلى أن مانافورت وغيره من مقربي ترامب لديهم أعمال ومصالح في روسيا.
من جانبه، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريده له اليوم على حسابه الشخصي، صحيفة نيويورك تايمز والمسئولين بالاعتذار قائلا: «التسريب.. حتى التسريبات غير القانونية، مشكلة كبيرة في واشنطن منذ سنوات..أخيرا سلطت الضوء على المسربين البائسين! وسيتم القبض عليهم!».
ومن جهته، صرح سيث مولتون، العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي لشبكة «سي إن إن» أمس الأول بأن «روسيا تعتبر عدوة للولايات المتحدة.. وإذا ثبت تآمر مسئولين في الإدارة الأمريكية مع روسيا، حتى في وقت سابق خلال الانتخابات ويعملون الآن في الإدارة نفسها.. هذا يعنى الخيانة».
بدورها، نفت الرئاسية الروسية (الكرملين) تصريحات المسئولين الأمريكيين، قائلة إنها ادعاءات غير مبنية على دلائل، جاء ذلك وفق ما أفادت به قناة سكاى نيوز العربية أمس الأربعاء.
وعقب استقالة فلين، طالب أعضاء من كبار الحزب الجمهوري إجراء تحقيقات معه، حيث قال رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري جون ماكين إن استقالة فلين مؤشرا على سوء وظيفة مسئولي الأمن القومي، حسبما أفادت صحيفة «اندبندنت» البريطانية أمس.