«دواعش» تحت قبة البرلمان (تقرير)

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 09:45 م
«دواعش» تحت قبة البرلمان (تقرير)
مجلس النواب
السعيد حامد

 

كثيرة هى الموافق المثيرة للجدل التى دأب حزب النور السلفى- منذ ولادته عقب ثورة 25 يناير، على اتخاذها.. فبين رفض أعضائه ومناصريه الوقوف للسلام الجمهورى وتحريمه وبين استحقار المرأة، يخوض الحزب معركته مع التيار المدنى، الذى ذاق الأمرين خلال تجربة جماعة الإخوان «الإرهابية»- الأب الشرعى للسلفيين فى مصر.

وقبل يوم واحد، هاجم طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور للشئون القانونية، عبر موقع «أنا السلفى»، القوى المدنية المطالبة بفصل السياسة عن الدين، متهمهم بـ «معادة الإسلام باطنا لا ظاهرا»، وهى أراء لا تختلف كثيراً عن آراء واتجاهات تنظيم داعش الإرهابى.. «صوت الأمة» تبرز أبرز مواقف حزب النور المثيرة للجدل.

تحريم السلام الجمهوري

يرفض أعضاء حزب النور السلفى الوقوف للسلام الجمهورى، اعتراضا على عزف الموسيقى التى يحرمها، وأثار عزف السلام الجمهوري خلال اجتماع الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد عام 2012 إبان حكم « الإرهابية» جدلاً واسعًا في صفوف القوى السياسية والدينية، بعد رفض 7 من نواب حزب النور السلفي الوقوف أثناء عزف السلام الجمهوري.

وقال ياسر برهامى، رئيس الدعوة السلفية بالأسكندرية، فى فتاوى أثرت جدلا كبيرا حينها، إن «الوقوف احتراماً للعلم والوقوف دقيقة حداد بدعتين محدثتين لا يصح للمسلم اتباعهما، أما التصفيق فقد اعتبره الشيخ تشبها بالنساء».

وتبعه مساعد رئيس حزب النور للشؤون القانونية الحالى طلعت مرزوق، حيث سخر من المهاجمين لفتاوى شيوخ النور بقوله «ما فيش فتوي بتقول إننا نقف أثناء عزف السلام الجمهوري».

المرأة «عدو النور»

«المرأة عورة.. صوتها عورة.. جسدها عورة.. مشاركتها البرلمانية ضرورة.. صورتها حرام».. هكذا هى المرأة فى عيون شيوخ السلفية وأعضاء حزب النور.

يقول التيار السلفي إن «نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط في الميادين سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا على المجتمع الإسلامي وله تبعاته الخطيرة، وثمراته المرة، وعواقبه الوخيمة، ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه، وأن النصوص الشرعية تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه».

كما يرفض حزب النور والسلفيين، تولي المرأة في المناصب القيادية في الدولة كالوزارات والمحافظات وغيرها باعتبار أنه يخالف ما نص عليه القرآن بأن «الرجال قوامون على النساء».

ورفض التيار السلفى، قبل عامين ترشح المرأة في البرلمان بحجة أن الأصل الذي أثبته القرآن الكريم أن «الرجال قوّامون على النساء»، وأن ترشح المرأة للبرلمان يقلب الوضع وتصبح بالتالي «النساء قوّامات على الرجال»، باختصار يعتبر النور والسلفيين فكرة مشاركة المرأة كفاعل أساسي في العمل السياسي بالنسبة لتيار الإسلام السياسي هو شيء مناف لأفكارهم، رغم تراجعهم عن مواقفهم فيما يخص المرأة عقب الإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم.

فصل الدين عن السياسة

هاجم مساعد رئيس حزب النور للشئون القانونية، طلعت مرزوق، القوى المدنية المطالبة بفصل السياسة عن الدين، متهمهم بـ «معادة الإسلام باطنا لا ظاهرا».

وقال مرزوق، فى مقال نشر عبر موقع «أنا السلفى»، إن «المطالبين بالفصل بين الدين والسياسة وحظر الأحزاب ذات المرجعية الدينية، إما يجهلون طبيعة الإسلام كدين أو يعادون الإسلام – باطنا لا ظاهرا– ويتسترون بالدعاوى الباطلة».

وزعم مساعد رئيس النور، أن من يتحدث الآن عن منع المرجعية الدينية للأحزاب يخالف الإرادة الشعبية التى تمثلت فى الثورة، والإعلانات الدستورية والدساتير والاستفتاءات، ويخالف لجنة شئون الأحزاب والمحكمة الإدارية العليا والإعلانات والمواثيق الحقوقية العالمية التى صدقت عليها مصر، ويحن إلى السنوات الأربع العجاف فى عهد مبارك الذى قامت عليه الثورة.

تولى قبطى الرئاسة

تعد تلك النقطة من المحرمات لدى حزب النور والسلفيين عموما فى مصر، حيث يعتبرون الأقباط «أهل ذمة» وكفار بالإسلام، وبالتالى لا يحق لهم الولاية على المسلمين.

يقول الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية أن «الشعب المصري لا يقبل تولي رئيس قبطي بناء علي عقيدة الدينية مضيفاً أن الدستور أقر بأنه لا يتولي رئاسة مصر إلا مسلم».

وشدد خلال تصريحات سابقة له، أن النور يرفض بشكل قاطع أن يتولى قبطى رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أنه لا يجوز شرعاً تولى الأقباط المناصب السيادية فى الدولة، لافتاً إلى أن الدستور المصرى أقر بألا يتولى رئاسة مصر إلا مسلم.

وسار نادر بكار، مرشح النور فى انتخابات النواب، وعضو الهيئة العليا، مؤكدا أن رفض مسألة تولي قبطي لرئاسة البلاد أمر محسوم داخل الحزب فديانة الرئيس أمر منصوص عليه في عدة دساتير غربية في اليونان وانجلترا.

وحول تهنئة الأقباط بأعيادهم قال بكار« لا يمكنني أن أخالف عقيدتي من أجل كسب موقف سياسي معين، فحزب النور له وجهة نظر واضحة فى تلك المسألة، وهى أنه يجوز تهنئة الأخوة الأقباط بالمناسبات الشخصية والاجتماعية، أما المناسبات الدينية والعقائدية كرأس السنة و عيد الميلاد المجيد فلا يجوز التهنئة بها لأنها من الأساس تخالف الشريعة الإسلامية».

العداء مع الفن

عداء طويل بين الفن والسلفيين يمكن وصفه بـ «الصراع»، فبينما يطالب الفنانون بالحرية وفتح المجال أمام الإبداع، يحرم النور الفن ويعتبره أحد أسباب فساد المجتمع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق