مصانع الحديد والصلب مازالت تنزف خسائر (تقرير)
الثلاثاء، 14 فبراير 2017 04:02 م
بعد 63 عامًا من العمل والإنتاج، نزيف الخسائر مازال يخيم على شركة «الحديد والصلب» إحدى قلاع الصناعة الوطنية التي أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أوائل الخمسينات من هذا القرن لتصل قيمة الخسائر إلى 188 مليون جنيه بنهاية ميزانية 2016، كما أعلنت الشركة.
أصبحت المصانع مهددة بالإغلاق بسبب نقص إحدى مكونات الإنتاج الأساسية «فحم الكوك» لعدم تمكن الشركة من توفيره بالقدر الكافي بسبب ارتفاع مديونياتها، ما اضطر معه الحكومة للإقدام على خطوة زيادة رأس مال الشركة في البورصة لـ1.9 مليار جنيه في محاولة للخروج من الأزمة، كما أعلن أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال طرح مناقصة عالمية لتطويرها، بينما كشفت مصادر مطلعة عن وجود مفاوضات من جانب بعض الشركات الروسية للدخول كشريك ومستثمر.
«الفرن الوحيد في الشركة الذي يعمل بنصف طاقته حاليًا، مهدد بالتوقف التام نتيجة نقص إمدادات الشركة بفحم الكوك» هذا ما قاله أحمد فاوي الضبع، أمين مساعد صندوق الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وعضو مجلس إدارة اللجنة النقابية والمتحدث الإعلامي لشركة الحديد والصلب، للصحفيين، مشيرًا إلى أن الشركة أرسلت مذكرات عدة لمختلف الجهات في الدولة، وللدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس سيد عبد الوهاب رئيس القابضة للصناعات المعدنية، بشأن تأزم الموقف، وطلبت الشركة في مذكرتها العاجلة، التدخل السريع لإنقاذها من التوقف، حيث إنها في حاجة ماسة إلى فحم الكوك لاستمرار عملها، وعدم توقف الأفران، ما يعني استمرار سداد ما عليها من التزامات مالية.
وأضافت المذكرة، أن شركة النصر لصناعة الكوك أوقفت إمداد شركة الحديد والصلب المصرية بحلوان بفحم الكوك، الذي يعد عنصرًا أساسيًا في العملية الإنتاجية، حيث تحتاج الشركة ما يقرب من 1200 طن يوميًا، بينما تمدها إدارة الكوك حاليًا بحوالي 300 طن أي ربع الكمية، وأرجعت شركة الكوك ذلك إلى حاجتها للعملة الصعبة، وبالتالي وجهت الإنتاج للتصدير، لكي تستورد حجر الكوك من الخارج، ولاستمرار عمل بطاريتها هي الأخرى، وحتى لا تتوقف عن العمل وتستطيع أن تفي بالتزاماتها تجاه عمالها.
كما طالبت اللجنة النقابية لشركة الحديد والصلب، بوقف تصدير فحم الكوك للخارج حتى لا تحدث كارثة، ويحدث تجميد لفرن 4، وهو الفرن الذي يعمل حاليًا بطاقة 30% فقط منذ 5 سنوات، نظرًا لقلة فحم الكوك، وتقادم المعدات إضافة إلى أزمة الدولار.
المهندس خالد الفقي، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية رئيس النقابة العامة، أكد أن الوضع خطير بالفعل، كما أكد أن سبب المشكلة هو توقف شركة الصلب عن دفع ديونها لصالح شركة الكوك، والبالغة نحو 220 مليون جنيه، وبالتالي شركة الكوك نظرًا لعدم السداد تحتاج لسيولة، فقررت تصدير المنتج للخارج بما يضمن استمرارها وتحقيق أرباح خلال العام المقبل.
وكانت الشركة اعتمدت المركز المالي عن الفترة من يوليو وحتى نهاية ديسمبر، وبلغ صافي الخسائر 188 مليون جنيه،مقابل خسائر بلغت 322 مليون جنيه عن الفترة المقابلة، بنسبة انخفاض 0.58%، وبلغ نصيب السهم من الخسائر 0.38 جنيه مقابل 0.66 جنيه.
وأرجعت الشركة، في تقرير مجلس إدارتها للبورصة المصرية في نهاية شهر يناير، انخفاض كميات الإنتاج إلى انخفاض كمية فحم الكوك المورد من شركة الكوك، والتي بلغت حوالي 25% من الكميات التي ينص العقد على توريدها، حيث يتم توريد كمية تراوحت بين 250 إلى 300 طن يوميًا من الفحم الخشن بدلًا من 1200 طن يوميًا طبقا للعقد.
وأوضحت الشركة، أن فحم الكوك يمثل أحد عنصري إنتاج الحديد الزهر مع اللبيد في الأفران العالية، ولما كان نقص فحم الكوك يعود بالسلب على إنتاجية الأفران العالية، لذا كان انخفاض توريدات شركة النصر لصناعة الكوك وراء انخفاض الإنتاج، كما تأثرت المحولات الأكسجينية نتيجة توقف الإنتاج، حيث زادت استهلاكات الطاقة لكل طن صلب وزادت كمية الحراريات المستخدمة.
وأضافت أن تقادم المعدات الإنتاجية وزيادة الأعطال ما يتسبب في نقص كميات الإنتاج، ويؤثر سلبًا على جودتها، وثالثًا تحرير أسعار الصرف للجنيه مقابل العملات الأجنبية، ما أدى إلى زيادة وتضاعف أسعار المستلزمات، وأهمها فحم الكوك، بالإضافة إلى زيادة أسعار الطاقة من غاز وكهرباء.
ومن جانبه كشف الدكتور أشرف الشرقاوي، وزير قطاع الأعمال العام، قبل أيام، عن طرح مناقصة عالمية لتطوير شركة الحديد والصلب المصرية، بعد 6 أسابيع وهي المدة المحددة للاستشارى العالمي لمراجعة كراسة شروط المناقصة، وتحديد الاحتياجات الفنية لتطوير الشركة، متابعًا: «ليس عيبًا أن نستعين بذوي الخبرة من الخارج، لتفادي عدم تحمل تكاليف ملهاش لازمة، من شراء معدات دون استغلالها»، وأوضح أنه يوجد هناك 4 أفران بالمصنع، لا يعمل منها سوى الفرن رقم 4، بإجمالي إنتاج 300 ألف طن، وقال: «حصلت على وعد من رئيس الشركة المهندس محمد سعد نجيدة، بالانتهاء من تطوير الفرن الثالث يوم 31 مايو المقبل».