31 سنة نايمين من المغرب.. كيف يكسر كوبر عقدة المنتخب المغربي؟ (تحليل)

إذا كان هدف كابتن مجدي عبدالغني في هولندا بـ«مونديال 90» علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية «وعمرنا ماهننساه»، فإن هدف كابتن طاهر أبو زيد في المغرب عام 1986 في بطولة كأس الأمم الإفريقية بالدور نصف النهائي المقامة حينها في مصر، يعتبر أيضًا علامة فارقة في تاريخه كلاعب، وحتى الآن علامة في تاريخ الكرة المصرية نظرًا لأنه آخر انتصار للفراعنة على منتخب المغرب حتى الآن.

وبعد أن تأهل المنتخب الوطني الأول إلى دور الـ8 ببطولة الأمم الإفريقية 2017 المقامة حاليًا بالجابون بعد تغلبه على نظيره الغاني بهدف لـ«محمد صلاح»، ورفع منتخب الفراعنة رصيده إلى 7 نقاط في صدارة المجموعة الرابعة، فيما تراجع منتخب «البلاك ستارز» للمركز الثاني بعد توقف رصيده عند 6 نقاط ليتأهلا سويًا عن تلك المجموعة.

يواجه «كوبر» هيرفي رينارد، المدير الفني الفرنسي العنيد والذي يشبهه في خطة اللعب الدفاعي، باستثناء اعتماد الفرنسي على رأسي حربة فيما يعتمد كوبر على رأس حربة واحد، كما يعتمد «رينارد» على لاعب خط الوسط «فيصل فجر» الذي يتميز بصناعة الأهداف ودقة التصويب في الضربات الثابتة نحو المرمى.

وبالأرقام يتفوق ثنائي الفراعنة «علي جبر وأحمد حجازي» في المنطقة الدفاعية على لاعب خط الظهر الدفاعي «رومان سايس»، أما الأطراف، ففي ظل إصابة «عبدالشافي»، الظهير الأيسر لمنتخب مصر، يأتي أحمد فتحي، الظهير الأيمن، عوضًا عنه والذي أدى دوره على أكمل وجه في مباراة غانا الماضية إلا أنه يبقى في مركز مغاير لمركزه الأساسي في الجبهة اليمنى أو خط الوسط، ويواجه «فتحي نبيل درار»، الظهير الأيمن المتميز بالزيادة الهجومية العالية، فيما يواجه المحمدي «حمزة منديل»، الظهير الأيسر، والذي يتميز هو الآخر بالسرعات والفاعلية الهجومية العالية.

كوبر أمام منتخب يعتمد بصورة كبيرة على الكرات الطولية والتي دائمًا وأبدًا ما تكون سلاحًا ذا حدين إذا استطاع ثنائي الدفاع المصري «نصب فخ» التسلل بصورة جيدة فسوف يحد بصورة كبيرة من مهاجمي المغرب.

31 عامًا لم يشاهد جيلا بأكمله منتخب مصر منتصرًا على أسود الأطلسي، رقم قياسي لمنتخب المغرب في التفوق على الفراعنة يكاد يكون هو الأصعب في تاريخ مواجهات مصر.

31 عامًا وما زال «دبل كيك» مصطفى حجي في مرمى نادر السيد بأمم إفريقيا 98 قابعًا في أذهان المصريين.. آمال عريضة يحملها المصريون بالجابون لفك نحس «المغرب» الملازم للمنتخب المصري على مدار أكثر من ربع قرن.. 5 بطولات إفريقية حصدها المنتخب المصري متغلبًا على كل منافسيه طيلة الـ31 عامًا «إلا المغرب».

ثورتان وثلاثة أنظمة مرت علينا ولم يستيقظ المنتخب المصري من سباته مع المغرب، 31 عاما تبدل فيها الحال من تقدم تكنولوجي بخطوات ثابتة إلى تطور تكنولوجي هائل في عالم الاتصالات والإنترنت، فمن التليفون الأرضي الموجود في بعض المنازل إلى التليفون المحمول الذي أصبح في أيادي الأطفال، ومن التلفزيون الذي كان يحمله أربعة إلى شاشات عرض ضخمة بوزن «الريشة»، غزت القوات العراقية الأراضي الكويتية «ومكسبناش المغرب»، غزت القوات الأمريكية الأراضي العراقية وخرجت منها «ومكسبناش المغرب»، استردت مصر طابا من أيدي الكيان الصهيوني المحتل «ومكسبناش المغرب».

ساعات تفصلنا على المباراة الحاسمة بأمم إفريقيا ينتظرها جموع الشعب المصري بفارغ الصبر.