«خريف البلد الكبير» رواية جديدة لـ«الورواري» في معرض الكتاب

الجمعة، 27 يناير 2017 02:55 م
«خريف البلد الكبير» رواية جديدة لـ«الورواري» في معرض الكتاب
الكاتب والروائي محمود الورواري

يطرح الكاتب والروائي محمود الورواري، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، روايته الجديدة «خريف البلد الكبير» والتي تصدر عن الدار المصرية اللبنانية ويدخل بها الكاتب إلى آفاق جديدة في عالم الرواية لم يرتدها في رواياته السابقة.

في هذه الرواية لا يبتعد الورواري كثيرًا عن تيمة السقوط التي لعب عليها منذ روايته «حالة سقوط» التي نشرت 2007، والتي دارت أحداثها حول أسرة عراقية بعد سقوط نظام صدام حسين واحتلال العراق، ثم روايته مدد التي نشرت في 2014، والتي دارت عن وزير من نظام مبارك بعد ثورة 25 يناير واعتبُرت قراءة في عقلية المنهزم أمام شعبه.

وينتقل الورواري في روايته الجديدة إلى فكرة أخرى أبعد من السقوط وهي تفكيك منظومة الفساد والانحطاط التي تؤدي بالضرورة الى ما يمكن ان يكون فناء كاملا لأوطان كبيرة.

وهنا أيضا يقيم معمار روايته الجديدة على حكايتين متوازيتين لنكتشف في النهاية أننا أمام ما يمكن اعتباره روايتين تملكان كامل ادوات الراوي ومقوماته.

فالرواية تبدأ من عالم رشدي الشيخ الدبلوماسي الشهير الذي يتعرض لبعض النكسات والهزائم الوظيفية والإنسانية تجعله يعود إلى ذاته المختفية خلف أنانية استكمال حلمه في أن يكون وزيرًا للخارجية، هذه الهزات تعيده إلى أصله المقطوع في قريته النائية المهجورة وهناك يكتشف أنه في مواجهة مع الماضي الذي تصور أنه مات، فيصاب بشيء من فقدان التوازن يجعله غير قادر على التفريق بين ما هو حاضر وبين ما هو ماضي، فيقف حائرًا بين فاطمته القديمة وفاطمته الجديدة، وهنا يصبح الماضي بكل آلمه ضاربًا في تجاويف الروح لينكش فيها ويعيد ترميمها واسترجاعها.

ومع أحداث الرواية يغير رشدي الشيخ مسار حياته تغيرًا إجباريًا بكل أوجاع ما يترتب على التغيرات الجذرية في حياة دبلوماسي تعود أن يكون كل شيء محسوبًا وبدقة.

أحداث الرواية تمر عبر حكايتين متوازيتين مختلفتين في كل شيء تنثران دلالاتهما على أرصفة وعي القارئ وهو وحده القادر على لملمتها من صفحات الكتاب ومن أحرف الكلام، وحده المعنيُ بتجميعها لتشكل في وعيه ما يسمى إدراكًا للحاضر من وحي الماضي.

عبر حكاية مجدولة بعناية فائقة تمزج بين التاريخ وبين المعاصرة، بين الماضي وبين الحاضر، يكشف الورواري تلك الأسباب التي تجعل بلادًا كبيرة تصبح صغيرة، أو تجعل أممًا بكاملها تزول، فكرة استدعاء الماضي بألمه لنقرأ عبره الحاضر بوجعه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة