المنسف الأردني حاضر دائما في الأفراح والمآتم
الجمعة، 27 يناير 2017 12:01 م
كرم الضيافة والتلاحم والتآزر في المآتم والأفراح أهم ما يميز المواطنين بالعاصمة الأردنية عمان، ما يجعل الأردن مختلفة عن غيرها من الدول هو التجانس والتمازج ما بين ثقافته، وثقافة البلاد المحيطة به، مثل السعودية والعراق وفلسطين وسوريا.
ولكن يجب أن نشير أولا إلى أهم عامل مشترك في الأفراح والمآتم آلا وهو المنسف الأردني الذى يتواجد بصفة دائمة على مأدبة الأفراح والمآتم فهو من الأطباق التقليدية والشعبية، وأيضا من أكثر الأطباق الرئيسية، تفضيلًا في العزائم والولائم ولا يمكن لأي سائح يزور العاصمة الأردنية عمان دون أن يتذوق أشهر أكلاتها التي تتميز بها دون غيرها من البلاد الأخرى، وهي المنسف الأردني.
ويعتبر المنسف من أشهى الأكلات في الأردن حيث يشتهر الأردن دائما بالمنسف الطيب، فالمنسف أكلة شعبية تناسب مناسبات الأفراح والعزاء والمناسبات الاجتماعية الأخرى، وهو يتكون من شراب المنسف والأرز حيث يحتوي الشراب على اللحم، وشراب يتم صنعه باستخدام الجميد، وهو أفضل في طبخ المنسف لأنّه يعطي مذاقًا مميزًا مع اللحمة.
وعن أهم عادات المواطنين الأردنيين في المآتم، يقوم الرجال من أهل المتوفي بتشييع الجثمان ودفنه ويتولى أحد أفراد الأسرة خلال الثلاثة أيام العزاء تجهيز الطعام، ويكون المنسف الأردني هو الوجبة الرئيسية التي تقدم في اليوم الأول، أما اليوم الثاني والثالث يتم تقديم أي نوع من الطعام مثل الدجاج والفريكا بالمكسرات ويتم تقديم واجب العزاء على مدار اليوم، ويقوم أهل المتوفى بتوزيع التمر والقهوة أثناء تقديم واجب العزاء وأحيانا يتخلل اليوم الثالث تقديم صنف من الحلويات مثل الكنافة ويظل تقديم التمر والقهوة لمدة طويلة عند حضور أي فرد لتقديم العزاء ويقام العزاء في سرادق أو ديوان فلكل أسرة ديوان خاص بها «دار مناسبات».
وقديما، كان عند موت أحدهم لا تقوم النساء بغسل أو تبييض الملابس والملاحف والفرش عند موت أحد بسبب معتقدات كانت سائدة بين الناس.
وفيما يتعلق بالأفراح في الأردن فهناك مجموعة من العادات والتقاليد بداية من التقدم لأهل العروس وحتى إقامة حفل الزفاف، ويجب أن نشير أولا إلى أن العريس الأردني يتحمل جميع التكاليف بداية من توفير شقة الزوجية وتجهيزها بالكامل بجميع أنواع الأثاث والأدوات الكهربائية، وأيضا ملابس العروس «آواعي» حيث يعطي العروس المال لشراء الملابس ويقوم أهل العريس في البداية بالذهاب للعروسة لرؤيتها دون ذهاب العريس، وفي حالة الموافقة يذهب معهم العريس في المرة التالية ويتم الاتفاق على المهر والذهب وتقام الشبكة «التلبيسة» في بيت العروس، ويقوم العريس بتقديم جزء من الذهب والباقي في يوم الزفاف.
ويقام العرس في الديوان الخاص بعائلة العريس أو إحدى قاعات الأفراح وهى نوعين إما مختلطة أو غير مختلطة بمعنى الرجال في قاعة والنساء في قاعة أخرى، وغالبًا تكون القاعة غير مختلطة، وفي بعض العائلات يقوم أهل العريس بإحضار المناسف والخرفان والطباخين لتجهيز الغداء للمعازيم ويقوموا بإحضار جزء منه ﻷهل العروس وقبل العرس بيومين تقام ليلة الحناء حيث يجتمع أصدقاء وأهل العروسة ويتم تقديم الحناء على سدر «صينية» مزين وتقوم العروسة بالمرور على الحاضرين لتوزيع الحناء وأيضا الحلويات ويقوم أهل العريس بوضع بدلة العريس في حقيبة صغيرة والرقص بها في ليلة الحناء، ويتولى أحد أصدقاء العريس تجهيز العريس في المنزل الخاص به والخروج به بزفة حتى دار العريس ثم يذهب لإحضار عروسه من منزل أهلها ثم الذهاب بها إلى قاعة الأفراح والزفة يختارها العريس قد تكون مصرية أو فلسطينية أو سورية أو أردنية وفي نهاية العرس ترتدى العروس البورمس «غطاء للرأس والصدر» ليهدي الأهل والأصدقاء بإهداء العريس والعروسة الهدايا والذهب «المباركة» ويجب أن يقوم والد العروسة ووالدتها بإعطائها الذهب.
وهناك بعض التقاليد الخاصة ببعض العائلات حيث يتم تجميع الأفراد الذين لم يقدموا التهنئة للعريس والعروسة لزيارتهما في المنزل وتقديم المباركة.