«نحو تأسيس خطاب ديني جديد» كتاب لـ«الخشت» يواجه الجمود

الخميس، 26 يناير 2017 10:29 ص
«نحو تأسيس خطاب ديني جديد» كتاب لـ«الخشت» يواجه الجمود
«نحو تأسيس خطاب ديني جديد» كتاب لـ«الخشت» يواجه الجمود
ريم محمود

صدر حديثًا للدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ونائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، كتاب جديد عن دار النشر نيوبوك، بعنوان: «نحو تأسيس خطاب ديني جديد».

ويسعى الخشت في هذا الكتاب إلى تجاوز «عصر الجمود الديني» الذي طال في تاريخ أمتنا العربية، من أجل تأسيس عصر ديني جديد، وتكوين خطاب من نوع مختلف، كما يرفض في كتابه تجديد الخطاب الديني التقليدي، ويرى أن تجديد الخطاب عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر ديني جديد.

ويدعو إلى العودة إلى «الإسلام النقي المنسي» لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم بسبب الجماعات الإرهابية ومجتمعات التخلف الحضاري. ويؤكد أنه لا يمكن تحقيق هذا إلا بتخليص الإسلام من «الموروثات الاجتماعية» و«قاع التراث»، و«الرؤية الأحادية للإسلام»، ويقول في كتابه: «إن النظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام، ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية».

ويوضح الدكتور محمد عثمان الخشت في هذا الكتاب، أن المشكلة ليست في الإسلام، بل في عقول المسلمين وحالة الجمود الفقهي والفكري التي يعيشون فيها منذ أكثر من سبعة قرون، فهو يقول في مقدمة كتابه: «لقد اختلط المقدس والبشري في التراث الإسلامي، واضطربت المرجعيات وأساليب الاستدلال. ولذا من غير الممكن «تأسيس خطاب ديني جديد» دون تفكــيك العقل الديني التقليدي وتحليله للتمييز بين المقدس والبشري في الإسلام».

ويصل الدكتور الخشت إلى نتيجة مؤداها، أن تأسيس خطاب ديني جديد، يجب أن يتبنى مجموعة من المهام العاجلة، مثل: تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم. وليس هذا التفكيك للدين نفسه، وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنساني الديني الذي نشأ حول «الدين الإلهي الخالص». وعملية التفكيك يجب أن تمر بمجموعة من المراحل هي الشك المنهجي، والتمييز بين المقدس والبشري في الإسلام، وإزاحة كل المرجعيات الوهمية التي تكونت في قاع التراث.

وأشار إلى أنه بعد التفكيك يأتي التأسيس، وأهم أركانه تغيير طرق تفكير المسلمين، وتعليم جديد منتج لعقول مفتوحة، وتغيير رؤية العالم، وتأسيس مرجعيات جديدة، والعودة إلي الإسلام المنسي. ويرى الدكتور الخشت أن كل هذا لا يتم بمعزل دون توظيف مجموعة من الآليات لتحقيق حلول قصيرة ومتوسطة المدي، تشمل التعليم والإعلام والثقافة والاقتصاد والاجتماع والسياسة، وذلك لصناعة عقول مفتوحة على الإنسانية في ضوء العودة إلي المنابع الصافية المتمثلة في القرآن والسنة الصحيحة وتغيير المرجعيات التقليدية وتأسيس فقه جديد وتفسير جديد وعلم حديث.

الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الفكرية نشرها في الفترة من 2013 إلي 2015، وتم استعادتها وفق تصنيف مختلف يتلائم مع طبيعة مفهوم الكتاب.

واشتمل على 7 فصول، واختتم مؤلفه بكلمة تحت عنوان: «ماذا يجب أن نفعل» وحدد عدة مهام، المهمة العاجلة هي العمل علي تغيير ماكينة التفكير عند الناس، وتجديد فهم المسلمين للدين عن طريق ثورة في التعليم والإعلام، حتي تحل الرؤية العلمية للدين والعالم محل الرؤية اللاهوتية والسحرية القائمة علي النقل والحفظ والإتباع الأعمي، وتوعية جديدة في التعليم تعتمد علي التعلم والبحث بدلًا من النقل، وطرق تدريس جديدة قائمة علي التربية الحواريةـ والتوسع في تعليم الفنون إزاحة كل المرجعيات الوهمية، وتكوين مرجعيات جديدة، المواجهة الشاملة، التحول من مرحلة الوعظ والإدهاش إلي مرحلة الفكر والتفكر.

كتاب «نحو تأسيس خطاب ديني جديد»، يفتح النقاش حول الافكار المطروحة هنا المجال لمزيد من الأفكار الجديدة، من أجل تأسيس عصر ديني جديد وتكوين خطاب ديني من نوع مختلف نخرج فيه من الدائرة المقيتة لكهنوت صنعه بشر بعد اكتمال الدين، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق