لهذه الأسباب قال الرئيس لشيخ الأزهر «تعبتنا يا فضيلة الإمام» (تقرير)
الأربعاء، 25 يناير 2017 04:34 م
فتحت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي وجهها أمس، في خطابه بمُناسبة عيد الشرطة، لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بقوله «تعبتنا يافضيلة الإمام»، باب التكهنات أمام الرؤى ووجهات النظر المُختلفة، كلُ بحسب انتماءاته الفكرية، فالبعض يرى أن جملة الرئيس لفضيلة شيخ الأزهر، بمثابة تهديد لتقصير الأزهر الشريف، في مسألة تجديد الخطاب الديني، التي ظل الأزهر يُعالجها منذ 4 سنوات، وحتى وقتنا هذا دون تقدم ملحوظ فيها.
فيما يذهب رأي آخر إلى أن جملة الرئيس لشيخ الأزهر، بمثابة تحفيز لجهود الأزهر الشريف، والتي شهدت تقدمًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، وأن الأزهر قطع شوطًا في مسألة التجديد للخطاب والفكر الديني، وتواصل مع كافة فئات الشعب وحصنهم فكريًا، كما جابه مزاعم وافتراءات التيارات الإرهابية المُتطرفة.
الرأي الثالث، ذهب إلى تفسير كلمة الرئيس لفضيلة الإمام الأكبر بأنها دعوة جديدة للأزهر الشريف، ليكون على قدر المسؤولية التي يحملها على عاتقه، وهى مهمته الأساسية بأن يكون المرجعية الإسلامية الأولى، وقِبلة المُسلمين العلمية والفقهية، والقيام بمهمة الفتوى في مختلف مناحي الحياة، وأن يتواصل مع كافة أفراد المجتمع، وتعريفهم بالحلال والحرام، وما ينبغي فعله، وما لا ينبغي فعله.
وسعيًا منها لمعرفة حقيقة ما يُخفيه الرئيس في حديثه لفضيلة الإمام الأكبر، تواصلت بوابة «صوت الأمة» مع الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر للحوار، مُبينًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يُقدر مكانة ومهمة الأزهر الشريف لدى أبناء الشعب المصري، ولهذا كان الرئيس مُمازحًا لفضيلة الإمام الأكبر، ليس فيما يخص قضية تجديد الخطاب الديني، أو توجيه لوم لفضيلته حول تقصير الأزهر، وإنما تحفيز وتأكيد على مهمة الأزهر الشريف.
وكشف «مهنا» في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، مطالب الرئيس السيسي، من الأزهر الشريف، بأن يكون قِبلة المسلمين الأولى فيما يخص الأمور الفقهية والدينية، لافتًا إلى مُناشدة الرئيس لفضيلة الإمام الأكبر بضرورة أن يأخذ بيد المصريين ويضع حلولًا لمشاكلهم، مشيرًا إلى ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن قضية الطلاق التي تفشت في المجتمع، بسبب ما يُعانيه المجتمع من مشاكل اقتصادية، أدت إلى زيادة نسبة الطلاق وانخفاض نسبة الزواج، مبينَا طلب الرئيس من الأزهر بضرورة تشريع قانون حول هذه المسألة، مع توضيح موقف الشرع من الطلاق بأنه أبغض الأشياء إلى الله تعالى.
بالإضافة إلى أن يكون الأزهر الوجهة الأولى في التشريع الفقهي، كاشفًا بأن هناك قضايا أخرى سيكون الأزهر بصددها، وسيضعها الأزهر خلال الفترة القادمة أمامه لحلها، وأولى تلك القضايا ما يتعلق بالأمور الفقهية والدينية في المسائل الحياتية وتنظيم السلوكيات وتوضيح حكم الشرع منها، مؤكدًا على شروع لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، في مناقشة توجيهات الرئيس حول تشريع فقهي لتقليل نسب الطلاق.
ومن جانبه، قال الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام السابق، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفضيلة الإمام الأكبر، هو بمثابة المُطالبة بأن يكون دور الأزهر الشريف أكبر مما هو عليه الآن، وبأن يكون هو المرجعية الاسلامية والمصرية الأولى في كل مايخص مناحي الدين والحياة.
وأضاف «عبد العزيز» في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، أن الرئيس يجل ويُقدر فضيلة شيخ الأزهر وماكنته، ويريد أن يجعله في مكانة كبيرة كمكانة القوات المسلحة والقضاء، منوهًا بأن للأزهر الشريف دور كبير في المسؤولية الاجتماعية لما له من مكانة دينية وتأثير كبير على مختلف أبناء الشعب المصري، مضيفًا لهذا كان خطاب الرئيس لشيخ الأزهر.