«أطفال الشوارع».. أُسرة على الرصيف (تقرير)

الثلاثاء، 24 يناير 2017 06:58 م
«أطفال الشوارع».. أُسرة على الرصيف (تقرير)
«أطفال الشوارع».. أُسرة على الرصيف-صورة تعبيرية
أمل غريب

تعد ظاهرة «أطفال الشوارع» من الملفات الشائكة التي تواجه المجتمع المصري، بعد انتشارها بصورة لافته للنظر في السنوات الــ10 الأخيرة، وفقًا لتقارير منظمات المجتمع المدني ووزارة التضامن الاجتماعي.

ربما كان مصطلح «أطفال الشوارع» الأكثر انتشارًا للتعبير عن الأطفال تحت سن 18 عامًا الذين يعيشون بلا مأوى ويقضون يومهم كاملا ويبيتون في الشارع بلا روابط أسرية، وينتشرون في المناطق النائية أو المهجورة، كما أنهم يعيشون ضمن عصابات هدفها أن يوفر الأطفل المال لهم مقابل توفير المسكن والطعام لهم، وتجبرهم ظروف العيش في الشارع للعمل بمهن لا تتناسب مع أعمارهم، مما يؤدي إلى محوِ طفولتهم في عمر مبكر.

قسمت منظمة اليونيسف «أطفال الشوارع» إلى ثلاث فئات، قاطنون بالشارع: وهم الأطفال الذين يعيشون في الشارع بصورة دائمة أو شبه دائمة بلا أسر وعلاقاتهم بأسرهم الأصلية إما منقطعة أو ضعيفة جدًا، وعاملون بالشارع: هم من أطفال يقضون ساعات طويلة يوميًا في الشارع في أعمال مختلفة، غالبًا تندرج تحت البيع المتجول والتسول، وأغلبهم يعودون لقضاء الليل مع أسرهم، وبعض الأحيان يقضون ليلهم في الشارع، أو أسر الشوارع: أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية بالشارع، وتبعًا لهذا التعريف قدرت الأمم المتحدة عدد أطفال الشوارع في العالم بــ150 مليون طفل.

أسباب الانتشار
يعد أهم سبب في انتشار الظاهرة، هو عدم اهتمام الحكومة بمتوسط دخل الفرد، وعدم إنشاء دور الرعاية لهم، وأيضًا من زنا المحارم، إلى جانب الفقر‏ الذي يجعل الأسر تدفع بأبنائها إلى ممارسة أعمال التسول وبيع السلع الهامشية، مما يعرضهم لانحرافات ومخاطر الشوارع‏، كما أن الأوضاع الأسرية‏ المتدهورة لعبت دورًا أساسيًا في انتشار الظاهرة، والتي تتمثل في تفكك الأسر إما بالطلاق أو الهجر أو وفاة أحد الوالدين‏، وكذلك كبر حجم الأسرة عن الحد الذي يعجز فيه الآباء عن توجيه أطفالهم وتلبية احتياجاتهم‏، فضلًا عن ارتفاع كثافة المنزل إلى درجة نوم الأبناء مع الوالدين في حجرة واحدة‏، وأخيرًا الخلافات والمشاحنات المستمرة بين الأبوين‏.

عوامل اجتماعية
لعب انتشار التجمعات العشوائية التي تمثل البؤرة الأساسية المستقبلة لأطفال الشوارع‏، والتسرب من التعلم ودفع الأطفال إلى العمل والتسول في الشارع‏، وقلة مدارس التعليم الإلزامي، دورًا رئيسيًا في انتشار الظاهرة، فضلا عن رتفاع نسبة البطالة بين أرباب الأسر التي تدفع بأطفالها إلى الخروج والتسول في الشارع.‏

مشكلات صحية
يصاب الكثير من «أطفال الشوارع» بالتسمم الغذائي، بسبب اعتمادهم في غذائهم على جمع مخلفات الطعام من صناديق القمامة.
كما ينتر الجرب؛ فالكثير منهم مصابون له نتيجة عدم النظافة الشخصية بصورة منتظمة، كما ينتشر التيفود، وهو ينتشر بينهم نتيجة تناول الأطعمة من القمامة، أو بسبب تجمع الذباب عليها.. بالإضافة إلى الملاريا، والأنيميا، والسعال والأمراض الصدرية.

برنامج «أطفال بلا مأوى»
أكد حازم الملاح، المتحدث الإعلامي لبرنامج «أطفال بلا مأوى» الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي، بالتعاون مع «صندوق تحيا مصر»، أن النسبة الأكبر من الأطفال بلا مأوى ضحايا التفكك الأسري، موضحًا أن النسبة التي تم حصرها طبقًا لأحدث الدراسات الاجتماعية حوالي 16 ألف طفل، يتركزون في 10 محافظات على مستوى الجمهورية وهي «القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والمنوفية، والشرقية، والأسكندرية، والسويس، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط).

وقال الملاح: «بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي وزارة التضامن الاجتماعي لحل مشكلة أطفال الشوارع، والتي أصبحت خطر يداهم المجتمع، ويهدد السلام الاجتماعي الذي تنشده مصر الجديدة، إلا أن الوزارة ترى أن تغيير مصطلح «أطفال الشوارع» حفاظًا على نفسية هؤلاء الأطفال وحمايتهم اجتماعيًا ليصبح «أطفال بلا مأوى».

وأوضح الملاح، أن «صندوق تحيا مصر» خصص 164 مليون جنيه لتمويل البرنامج، على مستوى المحافظات التي تم رصد انتشار الظاهرة فيها، تم من خلالها تخصيص 17 أتوبيس مجهز على أحدث مستوى من أجل التعامل مع الحالات التي يتم رصدها، كما أن هذه الأتوبيسات مجهزة باحدث الالعاب الترفيهية «بلاي ستيشن» كعامل جذب للطفل، إلى جانب وجود أخصائيين نفسيين واجتماعيين مدربين على أحدث البرامج النفسية والاجتماعية للتعامل مع الحالات.

وقال: «الهدف من البرنامج في المقام الأول هو ألا يكون الطفل في الشارع وإعادته لأسرته، كما أن هناك مكون أساسي في البرنامج يسمى (إدارة الحالة) يتولى متابعة الحالات التي تم إعادتها لأسرهم، والعمل على حل المشكلات التي أدت لخروج طفلهم للشارع، من خلال تنفيذ برامج اقتصادية لهذه الأسرة إذا كانت تعاني من مشكلات اقتصادية، إلى جانب توفير برامج للتأهيل الأسري لتلك الأسر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق