«الحمى القلاعية».. إبداع في الفشل (تقرير)
الخميس، 26 يناير 2017 11:56 ص
تعد تربية الماشية أحد أهم موارد أهل القرى و«مربي المواشي»، فهي تدر دخلًا كبيرًا لهم، ما يدفعهم إلى إنفاق كثير من الأموال على تلك التجارة الرابحة، إلا أن المرض استهدفها وباتت «المواشي» في مرمى نيران مرض «الحمى القلاعية».
«الحمى القلاعية».. مرض فيروسي قاتل ومعدي جدًا، يصيب «الأبقار، الخنازير، الماعز، والأغنام»، ينتشر في دماء الحيوانات، ويصيبها بـ«رشح، شُحار، خمول، قلة الإنتاج»، ويسبب لها الوفاة. كان انتشار فيروس «الحمى القلاعية»، سببًا في نفوق العديد من رؤوس الماشية بمحافظات الجمهورية، وهو ما أسفر عن انتشار حالة من الذعر والخوف، بين «مربي المواشي».
يقول حجازي داوود؛ أحد مربي الماشية بمركز تمي الأمديد؛ محافظة الدقهلية، إن ثروته الحيوانية تعاني الموت المفاجئ، وذلك على الرغم من تحصينها من مرض «الحمى القلاعية»، مشيرًا إلى أن التحصينات أصبحت لا تؤثر والمواشي تموت دون سبب، خاصة بعد ظهور مرض «التسمم الدموي»، الذي توقفت التحصينات الخاصة به.
«التسمم الدموي منتشر، ورغم خبرة الفلاحين وقدرتهم على التعامل مع المرض، إلا أن حالات النفوق، هذا العام أكبر من الأعوام الماضية»، بهذه الكلمات بدأ سليمان أحمد، أحد تجار الماشية بمحافظة الدقهلية، مشيرًا إلى أن حالات نفوق الثروة الحيوانية انتشرت بصورة كبيرة في العديد من محافظة الجمهورية، مضيفًا: «العقار الخاص بعلاج الحمى القلاعية غير متوفر».
ومن جانبه، طالب الدكتور سامي طه، نقيب الأطباء البيطريين السابق، وزارة الزراعة بالعودة للعمل بالقانون رقم (53 لسنة 1966)، ونشر التحصينات في متناول «مربي الماشية»، كما طالب بإلغاء قرار وزير الزراعة بتحديد رسوم للتحصينات، قائلًا: «لدينا حيوانات جيدة، ولكن الأعداد قليلة، ولابد من الحفاظ عليها وهذه مسؤولية الدولة».
ويقول الدكتور محمد منصور، مدير مديرية الطب البيطري بالدقهلية: «قوافلنا العلاجية موجودة في كل مكان في المحافظة، ومؤخرًا نظمنا قافلة علاجية في قرية طنيخ مركز نبروه، وهذه الأمراض متوطنة في مصر، وحالات النفوق تأتي فردية وخاصة بين صغار الحيوانات، التي لا تتحمل البرد والرطوبة».
ويضيف مدير مديرية الطب البيطري بالدقهلية: «وصلتنا شكوى بنفوق 13 رأس ماشية في مركز محلة الدمنة، وبالتقصي لم نعثر على أي حالة، وتم تمشيط الترع والمصارف، ولم نعثر على أي حالات نافقة، وسوف نحرر محاضر بالشرطة ضد الفلاحين الذين لا يحصنون الحيوانات».
وفي ذات السياق أعلن المحاسب، حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، نجاح مديرية الطب البيطري، في تحصين 72 ألف رأس ماشية، تنوعت بين «جاموس، أبقار، أغنام، ماعز» ضد «الحمى القلاعية، حمى الوادي المتصدع، التسمم الدموي، الطاعون، جدري الماشية»
وأكد المحافظ على ضرورة المتابعة المستمرة لمزارع الدواجن، وإعطاء التطعيمات والتحصينات اللازمة لحماية الماشية، ومختلف أنواع مزارع الثروة الحيوانية، لمكافحة أي أمراض قد تؤثر عليها أو تتسبب في الإضرار بصحة المواطنين.