إلى الحانية قلوبهم
الثلاثاء، 24 يناير 2017 04:42 م
قليل من الناس من تخوض معارك للوصول إليه، وآخرين من أجل البقاء معهم.. كلمات بسيطة من الممكن إخبار بها من تحب بأنه معركتك للبقاء، وأنه يستحق أن تموت من أجله.. كل يتخير معركته.
الحب معركة والصداقة والحياة أيضًا.. في لحظة جلست أكتب في كراستي أثناء خدمتي العسكرية، فكتبت: «ستكونين معركتي من أجل الخلود.. أعلم ذلك.. لكني أجهل الطريق إلى الميدان أو أني خائف لا أستطيع.. لم أعد أقدر على المواجهة أو أني لا أريد».
اختزلت حالة الصراع التي أعيشها في كلمات كتبتها لتلك التي تستحق المعركة، لتظل كراستي التي كنت أكتب فيها طوال 455 يوما هي مدة خدمتي العسكرية، شاهدة على لحظات الصفاء مع النفس.
الصراع طبيعة الخلق، الكل يسعى من أجل البقاء؛ إلا أن هناك صراع داخلي محمود، اصطفى الله به الحانية قلوبهم التي لا تقبل الضيم، يتصارعون مع أنفسهم إذ تعرضوا لمحاولات تعكير صفو سجيتهم، وأيضًا إذا قست عليهم الحياة، ظلوا في حيرة من أمرهم، لا يرجون من الله غير الرشد والصواب.
أن تكون من الحانية قلوبهم فهذا فضل لو تعلمون عظيم، البعض لا يعرف ماهيتهم، إلا أنهم خلق عاديين، اقتربوا من الملائكة في بعض صفاتهم، يتعاملون بقلوبهم في كل شيء، جعلوا عقولهم في راحة لحين احتياجها؛ لأنهم يؤمنون بأن القلب هو الشيء الفطري الذي لم يشوبه شائبة، قلوبهم عامرة بالحب.
الحب بالنسبة لهم ليس كلمة، اختزلها المرضى في الحب الشهواني والعلاقات غير المنطقية، لكنهم جعلوا منه ميثاق تعامل مع الخلق كافة، يؤمنون دائما بمقولة إن لقلب عليك حقًا.
إليك عزيزي صفات هؤلاء، فإذا وجدتهم لا تخجل بمصارحتهم بأنهم أهل الله وخاصته، وأن وجودهم في حياتك ملاذ من قسوة هذا العالم، الذي لا يعرف غير للضغينة سبيلا.
ترى عيونهم صافية، لها لمعان من طراز خاص، يصفونها بأنها كاشفة إذا ضحكوا ضحكت معهم، وقتما فرحوا امتلأت بقلوب حمراء كثيرة، وفي حال الصراع ترى لمعان عينهم غير مبهج، طغى صفو قلوبهم على وجوههم، تجده جميلا طول الوقت، إذا تحدثوا استمعت لهم وإذا صمتوا دعهم وشأنهم، صغيرتي أيضًا منهم.
إلى الحانية قلوبهم وفقط: طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعا من قلوبنا منزلا، انشروا الحب أكثر وأكثر فمن نظنهم أحبائنا قد ضاقوا بنا ذرعا.