وحيد حامد: البرلمان سيكون لـ «النصابون والأفاقون».. وعلاقة الدولة مع السلفيين لغز كبير- حوار

الخميس، 08 أكتوبر 2015 07:15 م
وحيد حامد: البرلمان سيكون لـ «النصابون والأفاقون».. وعلاقة الدولة   مع السلفيين لغز كبير- حوار

كراسى البرلمان القادم سيجلس عليها «النصابون والأفاقون»

- السلفيون أقرب من الإخوان إلى داعش ولو تملكوا السلاح سيقتلوننا

- الأحزاب التى ظهرت بعد الثورة عبارة عن دكاكاين سياسية

- استقطاب حزب «النور» للأقباط قد يكون مدفوع الأجر

- يؤخذ على النظام الحالى البطء فى تطبيق العدالة

- علاقة الدولة مع السلفيين لغز كبير بالنسبة لى

- أقطاب حماس غاضبون من إغراق الانفاق بالمياه لأنهم أباطرة التهريب والمستفيدون

- بعض الجمعيات الخيرية ساومتنى ومارسوا على ضغوطا كثيرة حتى لا أستمر فى فضحهم وأقول لهم «لا تأكلوا مال الله»

اختار أن يقف دائما على خط النار سواء مع التيارات المتأسلمة والاخوان والسلفيين أو مع اللصوص الذين يسرقون أموال الوطن واموال الله أحيانا على حد قوله، فإن تكون فى حضرة وحيد حامد فهذا يكفى لقراءة المستقبل لربع قرن قادم، هكذا قدم السينما التى علمت المصريين فنون السياسة، تجده مقاتل خاض معارك حسمت كلها تقريبا لصالحه لسبب واحد لانه دائما ما يستعين بالمنطق والموضوعية فى معاركه ليكونا أسلحته أمام خصوم يكونون غير شرفاء فى احيانا كثيرة ويخوضون معاركهم معه للحفاظ على مصالحهم ومصالحهم فقط ولانه مؤلف وكاتب استثنائى فقد التقينا الاستاذ فى هذا الحوار:

كانت لك تصريحات مؤخرا تبعث على القلق والمخاوف تجاه البرلمان القادم.. فما السبب؟

- بالفعل يجب أن يتملكنا جميعا القلق بسبب البرلمان القادم لعدة أسباب اولها ضعف كل الاحزاب السياسية وعدم تواجدها فى الشارع ومع الناس بشكل فاعل وحينما تستعرض فئات المرشحين فستجدهم تكرار لنفس التركيبة الموجودة فى كل الانتخابات السابقة فاللأسف مفيش حاجة اتغيرت.. مفيش حاجة اتغيرت وكل شىء كما هو .

حديثك يأخذنا لسؤال آخر وهو: هل فشلت الثورة بموجتها الاولى والثانية أن تفرز أحزابا قوية تتلاحم مع الشارع؟

- غالبية الاحزاب الموجودة حاليا تم تأسيسها بعد الثورة وتعلقت بثيابها ولكن ايا منها لا يعبر عن الثورة وحقيقة الامر فهى ليست أحزاب اصلا ولا تمت لها بصلة ولكنها دكاكين سياسية، فليس معنى أن تجهز مقرا وتدفع بأقاربك ليكونوا أعضاء فى كيانا فيكون هذا حزبا، الامر ليس هكذا على الاطلاق.

باستثناء الأحزاب التى أفرزتها الثورة او المحسوبة عليها فإن هناك و دون تسميات فإن بعض الاحزاب العريقة صاحبة التاريخ السياسى الكبير فكيف ترى تواجدها فى الشارع؟

- هى أحزاب قليلة جدا وباتت ليس موجودة او مؤثرة على أى مستوى وهذا بسبب غرقها فى المشاكل كما أن المسئولين عنها تفرغوا للصراعات فقط ولن تستطيع أن تمثل الناس بشكل فاعل داخل البرلمان هذا لو نجحت اصلا.

ماذا تقصد بأن تشكيل البرلمان القادم سيكون هو نفس تركيبة الدورات السابقة فى عهود سابقة؟

- لو نظرنا للفئات التى بدأت تتصارع على كراسى النواب فستجد السلفيين فى اول الصف والاخوان سيدخلون متسللين والحزب الوطنى يزاحم بقوة وبعض العائلات الكبرى وبعض النصابين والافاقين فهذه هى التركيبة او الخلطة التى سنختار منها أعضاء البرلمان.

الحيطة منهم مطلوبة ولكن كثرت تحذيراتك من السلفيين تحديدا فى الفترة الاخيرة، الا ترى أن هناك كثيرا من المبالغة منك تجاههم؟

- تحذيرى منهم كان مبكرا للغاية وارى أن السلفيين تجاوزوا الاسلام بكثير ويريدون أن يقوموا بتحقيق ردة بالمجتمع المصرى لعصور مضت وكما نرى مواقفهم المعلنة من الفن وبعض الفتاوى المثيرة ثم تراجعهم وكذلك تجارتهم بالاقباط وفى رأيى أن السلفيين اقرب من الاخوان إلى داعش كما اننى قلق جدا مثل كل المصريين من تواجدهم فى منطقتى السلوم ومرسى مطروح فهوغير عادى وبؤرة سلفية كبرى فلو انهم تملكوا السلاح سوف يقاتلوننا مثل داعش تماما.

ليس دفاعا عنهم ولكن السلفيين لم يتخذوا حتى الآن اى مواقف عدوانية تنذر بما تقوله وتلك علامة استفهام كبرى؟

- كما قلت من قبل فإن السلفيين اكثر نعومة من الافاعى فهم يتقربون من النظام الحالى رغم انهم كانوا مع الاخوان قلبا وقالبا وكانوا معهم عند منصة رابعة والجميع يعرف ذلك، وهم يظهرون غير ما يبطنون كما يقدمون العطايا والامدادات العينية للبسطاء تحت ستار الدين فتجد الغلابة يفرحون بهذه الاشياء بل ويعلنون أن تلك صدقة الشيوخ وهذا لأن مصادر تمويلهم ضخمة للغاية واكثر مما يتصوره اى احد، والوقت لم يحن بعد لظهور السلفيين بوجههم الحقيقى.

لفتت نظرى مصادر تمويل السلفيين التى تحدثت عنها فما تصورك عن تمويلهم؟

- دون تسميات أو استفاضة فى هذا الامر الحقيقة إن مصادر تمويل السلفيين كلها هى بعض دول الخليج.

وهل ترى أن النظام الحالى يغض الطرف عن مصادر تمويل السلفيين إرضاء للخليج على اعتبار أن هناك توازنات ما؟

- الحقيقة أنا فى منتهى الحيرة من موقف الدولة فى التعامل مع السلفيين وهناك علامة استفهام كبيرة امامى لا اجد لها تفسير ، ومن جانب آخر تستفزنى حالة الميوعة المفرطة من الدولة فى مسألة التعامل مع الاحزاب الدينية والتى منعها الدستور والقانون خاصة السلفيين والجماعات الاسلامية فـــ الاثنين العن من بعض أو إخوان مستترين فهل يستطيع مثلا أن ينفى احد أن حزب أبو العلا ماضى ليس حزب إخوان؟ لا هو بالطبع حزب إخوان فارتداء الاقنعة لا يخفى الحقيقة طوال الوقت بل لبعضه فقط وحتما ستسقط الاقنعة.

وكيف نواجه الامر إذن، أم اننا سننتظر سقوط الاقنعة ووقتها سيكون فات الآوان كالعادة؟

- الاكتشاف والعلاج المبكر للمرض عناصر أساسية للتخلص منه نهائيا وللأسف نحن نتناسى هذا الامر فنحن نترك المرض حتى يستفحل ويصعب أو يستحيل علاجه وتصبح هناك مشكلة كبيرة فالارجاء دائما ما يكون عائقا امام الحلول وكما قلت لك أن طريقة تعامل الدولة تجاه الاحزاب الدينية خاصة السلفيين علامة استفهام كبرى ولكن مؤخرا بدأنا ندرك أن الامر بين النظام وبين السلفيين بدأ يدخل مرحلة جديدة وهى مرحلة التوازونات والمواءمات وانا أعتبر تلك منطقة الغرق فى المستنقع .

هذا ربما يأخذنا لسؤال آخر وهو احتمالية تعاون الدولة مع السلفيين باعتبار أن التوقيت والظروف ومتطلبات المرحلة تتطلب ذلك؟

- ربما ترى الدولة انها غير قادرة على خوض معركتين فى وقت واحد، الاولى مع الاخوان والثانية مع السلفيين.. اقول ربما.

وهل انت مقتنع بتلك الرؤيا؟

- أنا اقول ربما،ولكن دعنى اقول لك أمرا مهما وهو أن السلفيين قبل الثورة كانوا يتعاونون لاقصى حد مع الامن فهم ليسوا أغراب عن بعضهم البعض وربما ظن البعض أن رعاية الدولة للتيار السلفى ستقضى تماما على الاخوان وهذا خطأ كبير للغاية، وبالطبع أضف الى ذلك رغبة الدولة فى عدم توتر علاقاتها مع بعض دول الخليج وإغضابهم وهى الدول التى تمول الجماعة السلفية وفى نفس الوقت لها مواقف ايجابية مع الدولة المصرية ولكن قد يكون من الصواب أن تشعل حربا فى اكثر من جبهة ولكن الخوف أن اهمالنا للخطر قادم يصنع عدوا قويا والسلفيون هم رجال دولة معينة من دول الخليج فى مصر.

لكن كما قلت ربما تكون الدولة المصرية ارجأت الصدام مع السلفيين حتى لاتشتعل معركة ليست فى موعدها وتستنزف قوانا على المستويات؟

- خطر السلفيين القائم انهم ينتشرون ويتمددون ويبثون فكرهم المتشدد فى الاوساط الفقيرة وشىء لا يناقش أن تقول الله والرسول وهو حق علينا جميعا ولكن هم يتاجرون، به كما أن السلفيين يعيشون حياة رغدة ويفعلون ما يفعله الفسقة والفجار تحت ستار الدين ويبيحون لأنفسهم كل شىء فيه متعة تحت ستار الحلال.

وهل ترى النور حزبا دينيا فى حين انه نجح فى استقطاب بعض الاقباط بل ومنهم من رشح نفسه على قائمته لانتخابات البرلمان القادم؟

- انه شىء بشع وتدليس والتحايل على القانون فحزب النور يفعل ذلك كما قلنا حتى لا يتم الغاؤه طبقا للقانون والدستور لأنه حزب دينى والغريب أن تجد قبطيا او قبطية تعلن أن حزب النور هو الذى سيغير الخطاب الدينى، فهل هذا كلام؟ حزب النور الذى يقول لا للاقباط ويحرم الفنون ويريد تكسير التماثيل، ويتعامل مع المرأة بمنتهى المهانة فجأة بقى احسن حزب فى مصر ! ولا اخفى عليك سرا فقد تكون تلك مناورة انتخابية بين السلفيين والاقباط مدفوعة الاجر لتغفيلنا جميعا حتى يقنعونا بانه حزب مدنى او ليبرالى و ليس دينى، فلك مثلا أن تفسر لى كيف ترشح امرأة قبطية نفسها على قائمة حزب النور وتضع بدلا من صورتها اخرى لوردة او صورة لزوجها فما هذا العبث واين العقل هنا.

لماذا اطلقت تصريحا قلت فيه أن يد الدولة مغلولة ضد الارهاب؟

- فعلا فهناك مسئولية كبرى على الامن تجاه الارهاب فى المناطق الحدودية فالارهابى صار يتخفى بين المدنيين وفى منازلهم ويجب أن يكون الامن هنا حذر جدا فى التعامل معه حتى لا يقتل ابرياء دون ذنب والامر لا يحتاج قوانين جديدة فالموجودة تكفى ولكن يبقى التطبيق وربما تحدث اخطاء فلذا قلت أن يد الدولة مغلولة لهذا السبب و يؤخذ علي الدولة البطئ الشديد فى تطبيق العدالة.

على ذكر المناطق الحدودية، بما تفسر طلب حركة حماس من السلطات المصرية بتخفيف ضخ المياه فى الانفاق بدعوى انها تهدم منازل الفلسطينيين؟

- حماس لا يعنيها منازل او امن فلسطين بل يعنيها فقط مصالح اباطرة التهريب والمليارات التى تدرها عليهم الانفاق والتى يتم عبرها تهريب اى شىء فى الدنيا ممكن تخيله فالقضية بالنسبة لهم مكسب وخسارة وفكرة إغراق الانفاق بالماء ستقضى على مصالحهم ولكنى اقول فى النهاية نحن نحافظ على ارضنا ونحمى أمننا القومى و دى ارضنا وحنا حرين فيها ، ثم أن الدولة المنطلقة علينا كالكلاب المسعورة مثل تركيا وقطر وامريكا والاتحاد الاوروبى حينما يكون هناك امر يمس امنها الداخلى يفعلون اى شىء للحفاظ على اوطانهم ثم سؤال أخير لاقطاب التهريب فى حماس اسألهم: هل هذه الانفاق مشروعة اصلا؟!

ألا ترى أن القوى العربية المشتركة يجب أن تمارس دورها فى تهدئة الامور ببعض دولنا التى تعانى أحداثا متوترة؟

- هو احنا عارفين نتحد ولا نعمل حاجة، فالقوى العربية المشتركة لم ولن تفعل لانه وللأسف الشديد هناك بعض الدول العربية تديرها الحكومة الامريكية بكفأة شديدة فهناك دول عربية لابد أن تحصل الاذن من امريكا فى شىء، فمصلحة امريكا والقوى الاستعمارية الغربية التى تعيد تكوين ذاته أن تبقى الامة العربية مفككة وهذا يحدث فى العراق والسودان وليبيا وسوريا.

كنت من الذين دافعوا عن محلب رغم أن الفساد لم يطفح إلا فى حكومته.. كيف؟

- اختلفت بل وهاجمته اثناء وجوده على كرسى رئيس الوزارة لان هناك سلبيات كانت فى حكومته ولكنى لم انكر عليه إيجابياته ومحلب تحمل ما لم يتحمله بشر وفى ظروف دقيقة للغاية وخدم الوطن قدر استطاعته، والعدل مطلوب واذا تكلمنا عن الفساد فجذوره ممتدة لايام حكم السادات واذا اردت أن تحارب الفساد فى مصر فعليك أن تحارب فساد الكبار والصغار، فــ الفاسد الكبير يعاونه فاسد صغير، والفاسد الصغير يحميه الفاسد الكبير لانها منظومة والاخطر فى قضية الفساد فى مصر أن البعض أعطاه شرعية والبعض الاخر أعطاه صبغة دينية فيقول لك النبى قبل الهدية ولكن هدية النبى كانت حفنة تمر وليست سيارة او فيللا أو اموال بشكل معلن، وهنا اروى لك واقعة أعرفك من خلالها كيف يتألق الفساد، اعرفك الفساد لما يتحزم ويرقص فى مصر، - فهناك شخص ما اقام حفلا لعيد ميلاده تخيل أن التورتة كان من يقطعها يخرج فى يده رزمة من الدولارات وكل واحد وحظه فلو تحدثنا عن الفساد لن ننتهى وللاسف القضاء على الفساد سيحتاج وقت لأن الانظمة السابقة خاصة نظام مبارك قضى على الكفاءات واسند المسئولية لاهل الثقة فقط وهذا سبب تمدد الفساد وتصحر البلد من الكفاءات والقدرات التى تستطيع القيادة وذبحت الطموح ونحن داخلون على ارض بور عن عمد فيجب بعض الصبر.

ألا ترى اى خطوات تجاه خلق مساحات من جديد للكفاءات؟

- لا هناك خطوة كبيرة فعلها الرئيس السيسى وهى الدورة التى اعلنت عنها رئاسة الجمهورية لتدريب الشباب على القيادة فهو هنا يعيد الخضرا للارض البور فبالتأكيد ستفرز تلك التجربة شبابا يكونون املنا فى قيادة الوطن نحو مستقبل افضل إن شاء الله.

كنت أبديت غضبك لاحقا من اعلانات الجمعيات الخيرية والسفه فى الانفاق ولكن زاد الامر فى الفترة الاخيرة.. فما رأيك؟

- بالطبع انا لى موقف من تلك الجمعيات والتبرعات التى تجمعها وانفاقها مئات الالاف على الاعلانات والترويج عن نفسها فقد ابلغنى احد اصدقائى أن كل جنيه تنفقه تلك الجمعيات تربح امامه ثلاثة جنيهات، فيجب أن تكون وقفة حاسمة مع تلك الجمعيات التى ادخلتنا فى بيزنس وتجارة لها مستفيدون كثيرون، والحقيقة فأنا تمزق قلبى الاعلانات التى يطرحونها فهى تفضح المحتاجين هذا امر غير انسانى بالمرة ومن الممكن أن تذهب اموال تلك الاعلانات للخير وفى الخفاء بدلا من تقديم نوعية تلك الاعلانات الحقيرة التى لا تراعى دينا ولا انسانية واقول لهؤلاء لا تأكلوا مال الله واقول لك شىء أن بعض هذه الجمعيات اتوا ليساومونى حينما كتبت مقالا منذ اعوام قليلة ولان على رأسهم بطحة، لقيتهم عندى يساومونى بشكل أحقر مما تتخيل ومارسوا على ضغوطا من كل نوع وهم يعرفون انفسهم ولا يستطيعون نكران مساومتهم وللأسف كان منهم شخصيات كبيرة جدا جدا، ولابد من زيادة وعى الناس والبسطاء أيضا فلا تتاجروا بالآمنا ويجب نشر ثقافة العمل وليس التسول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق