«اللمطي».. مسجد ذو تصميمات كنسية (صور)

السبت، 21 يناير 2017 11:35 ص
«اللمطي».. مسجد ذو تصميمات كنسية (صور)
مسجد ذو تصميمات كنسية
فريدة كساب

مقصدًا لعدد من الوفود الأجنبية، من جنسيات العالم كافة، كونه ثانٍ أقدم مسجد تم تشييده في محافظة المنيا، وما زال يحتفظ بزخارفه وعناصره المعمارية العريقة منذ إنشائه، فضلا عن وجود 33 عامودا داخل المسجد جميعها مستمدة من تصميمات الكنائس والمعابد الأثرية القديمة ذات الطابع اليوناني والروماني، إنه مسجد اللمطي الأثري.

ويقول أحمد مصطفى الحفناوي، كبير مفتشي مسجد اللمطي الأثري، إنه تم إنشاء مسجد اللمطي الأثري في عام 587 هجرية، 1182 ميلاديًا، ويعد ثاني أقدم مسجد تم تشييده بمدينة المنيا بعد مسجد العمراوي الأثري الكائن بطريق النيل مباشرة، ويعد مسجد اللمطي هو أكبر مسجد أثري من حيث المساحة، حيث أنه أقيم على مساحة فدان.

ويضيف كبير مفتشي المسجد، أن مسجد اللمطي يتميز بالتخطيط التقليدي المتعارف عليه في وقت إنشائه في نهاية العصر الفاطمي وبداية العصر الأيوبي، وتخطيط المسجد عبارة عن صحن أوسط سماوي مكشوف، يحيط به 4 مظلات، من بينهم مظلة القبلة، وتخطيطه يتناسب مع مسجد العمراوي ومسجد الحسن بن صالح بمدينة البهنسا الأثرية بمركز بني مزار، بالإضافة إلى مسجد يوسف العسقلي بملوي.

ويتميز المسجد بوجود جميع العناصر المعمارية والزخرفية المتواجدة به منذ إنشائه فلم يتم تغيير أي شيئ به حتى الآن، كما أنه يضم بين طياته 33 عامودًا، جميعها أعمدة رخامية عدا عامود واحد مصنوع من مادة الجرانيت وآخر من البازلت، والتيجان تحمل بعض الزخارف النباتية وهي مستمدة من الكنائس والمعابد القديمة ذات الطابع اليوناني والروماني، لافتًا إلى أن المسجد لحقت به تجديدات مختلفة في عصور مختلفة، حيث كان هناك تجديد في العصر المملوكي، بإضافة المرسوم الضريبي داخل المسجد وهو الملصق بجدار القبلة بجانب منبر المسجد الذي كان على أساسه يتم جمع الضرائب من المنيا والأشمونين، وفي العصر العثماني شمل التجديد إضافة كتلة المأذنة، لتأخذ شكل الحربة أو القلم الرصاص، وهو ما يميز الإنشاء في العصر العثماني بالإضافة إلى منبر المسجد.

ويضم المسجد 4 أروقة من بينها رواق القبلة وهو الرواق الرئيسي بالمسجد الذي كان له النصيب الأكبر من حيث المساحة، وضم العناصر المعمارية المهمة مثل المحراب والمنبر ودكة المبلغ، بالإضافة إلى أن الحاكم أو السلطان في خلال تلك الفترة كان يصلي داخل رواق القبلة بحاشيته، ويقام به إدارة شؤون الدولة السياسية والاقتصادية والدينية، كما أن الأروقة الجانبية صممت بمساحات متناسبة، ويضم المسجد 3 ملاقف للهواء في ظلة القبلة والملقف الرابع يقع الزيادة الغربية أعلى دورات المياه، الذي يجدد الهواء داخل ظلة القبلة، خاصة وأن المسجد كان له حجابًا خشبيًا فكان لابد من تجديد الهواء عن طريق الملاقف.

ويوضح كبير مفتشي مسجد اللمطي، أن محافظة المنيا تضم هيئتين لتنشيط السياحة هناك هيئة تنشيط السياحة المصرية وتقع بجوار المسجد، ويوجد تعاون بينها وبين المسجد بالإضافة إلى هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة، ويتمثل التعاون في استقبال الوفود السياحية على مدار 24 ساعة، إضافة إلى استقبال المسجد لعدد كبير من طلاب المدارس في الفترة الصباحية وزيارات دينية كثيرة، لكن أكثر زواره من السياح الأجانب.

وطالب كبير مفتشي المسجد، بضرورة تكثيف التعاون بين الجمعيات الأهلية وأن يتم عمل جمعيات مخصصة لرعاية المناطق الأثرية، أو أن يطوروا مشروعات للمساجد الآثرية تحت إشراف المنطقة وإشراف الآثار كمسجد اللمطي الآثري.

وأردف كبير مفتشي الآثار، أن المسجد لحقت به عدة مسميات فهناك البعض لقبه بـ «مسجد الشيخ سعد» وسُمي بذلك نسبة إلى مسجد الشيخ سعد الدين دياب أحد الأئمة الصوفية، وكان ضريحه يقع بميدان إمام مسجد اللمطي، وأثناء زيارة الخديوي إسماعيل لمحافظة المنيا وقرى الصعيد أمر ببناء ضريح للشيخ سعد وإلحاقه بمسجد اللمطي، نظرًا لتعرضه لفيضان النيل، لكن المسمى الأثري للمسجد هو «اللمطي» نسبة إلى أبو نجم الدين اللمطي وهي الأسرة التي أقامت بالمسجد وجددته، فسمي بذلك نسبة إليهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق