الإسكندرية تموت بفيروسات «النوبارية» (صور)

السبت، 21 يناير 2017 10:41 ص
الإسكندرية تموت بفيروسات «النوبارية» (صور)
الإسكندرية تموت بفيروسات «النوبارية»
مصطفي محمد

جريمة بيئية مكتملة الأركان.. تتعرض لها محافظة الإسكندرية، بسبب تلوث ترعة النوبارية، من جراء مخلفات الصرف الصحي المختلفة والمختلطة بالصرف الصناعي ومخلفات المستشفيات، وغيرها، التي تلقي بطريقة غير معالجة، فضلا عن بقع الزيت التي تظهر بين الحين والآخر، ما يهدد صحة المواطنين، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر علي مياه الشرب.

ويؤدي تلوث ترعة النوبارية أيضا، إلي اعاقة نقل البضائع من الميناء، كما يؤدي ظهور بقع الزيت، أيضا، إلى توقف الشركات العاملة فى مشروعات نقل البضائع من ميناء الإسكندرية عبر ترعة النوبارية عن العمل، بعد أن أدي تلوث الترعة إلى اعاقة المشروع الذى بدأ منذ عام 2010 لتخفيف حركة نقل البضائع عن طريق سيارات النقل الثقيل والقطارات من الميناء إلى المحافظات المختلقة.

وكان تقرير صادر حديثا عن وحدة النقل النهرى، بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، قد أكد أن الحفاظ على مناسيب المياه لإبحار البارجات داخل ترعة النوبارية، يجب ألا تقل عن 2.3 متر حتى تسمح لها بغاطس 1.8 متر، من أبرز العقبات التى يمكن حلها على المدى المنظور.

ولفت التقرير، إلى أن وصول منسوب المياه لأقل من هذا الحد يضطر الوحدات إلى نقل البضائع بأقل من حمولتها الطبيعية.
وكان المشروع لاقى معارضة شديدة من بعض الأجهزة المسؤولة التي رفضت التوسع بإنشاء موانئ نهرية جديدة بترعة النوبارية، رغم إعلان عدد من شركات الاستثمار بتلك المنطقة ، والتى اقتصر استغلالها حاليًا كساحات تخزينية للهروب من تكلفة التخزين المرتفعة بمينائي الإسكندرية والدخيلة.

وأكد التقرير، أن العائق الأول يبدأ من نقطة اتصال البحر المتوسط بنهر النيل عبر ترعة النوبارية والتى تبدأ من هويس المالح بميناء الإسكندرية، لافتًا إلى أن الكوبرى أعلى الهويس لا يتجاوز 3.5 متر والذى يعد منخفضًا، مما يضع قيودًا على البضائع التى يتم نقلها نهريًا والتى تضطر للمرور أسفله.

وأوضح التقرير، أن أهم البضائع التى يصعب نقلها عبر ترعة النوبارية، بسبب انخفاض الكوبرى بنقل الحاويات من داخل الميناء عبر نهر النيل، لافتًا إلى أن هذا الارتفاع لا يسمح للبارج بنقل أكثر من رصة واحدة من الحاويات، عكس اقتصادات النقل النهرى وتخفيض تكلفته إلى أقل نقطة ممكنة، وأن البديل هو انشاء كوبرى مرتفع ليساعد فى حل المشكلة.

واقترح التقرير، تعظيم استخدام ترعة النوبارية فى مجال النقل كمجرى ملاحى من الإسكندرية إلى القاهرة الكبرى ، والذى يصل إجمالى مسافته لنحو 201 كيلو بعد تطهير وتعميق مجراها ويسمح بانتظام الملاحة داخلها، الا أن المشكلة الرئيسية الحالية هى المخلفات والحشائش التى تكاثرت فى الترعة والاهمال الذى ساد البحيرة مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه فيها، والذى يستلزم تطهير الترعة بالكامل من المخلفات والهيش ورفع منسوبها حتى تسهل حركة النقل والملاحة بها.

وأوضح التقرير، أن الترعة تعتبر أمن المصادر الرئيسية لتوفير مياه الشرب لمحافظة الاسكندرية والبحيرة حيث تقوم شركة مياه الشرب عن طريق محطات المعالجة بتنقيته مياه الترعة وضخها إلى المحطات الفرعية لاستخدامها كمياه للشرب، وقد تعرضت الترعة خلال السنوات الأخيرة لموجات كبيرة من التلوث حيث تلقى بعض المصانع مثل مصانع السيراميك فى منطقة خورشيد وبعض المصانع الأخري بالقاء مخلفاتها فى الترعة.

وآثار ظهور بقعة زيت في ترعة النوبارية، مؤخرا، غضب المواطنين مما يدل على تلوث الترعة التي تمد سكان المدينة بمياه الشرب، وتم إبلاغ غرفة العمليات بجهاز شؤون البيئة بالمحافظة لاتخاذ الإجراءات وتنظيف الترعة.

وأمر الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، بتشكيل لجنة عاجلة لمعاينة التلوث الزيتي أمام هاويس ترعة النوبارية، بعد ورود بلاغ لغرفة العمليات المركزية بجهاز شؤون البيئة، يفيد ظهور تلوثات زيتية مصاحبة ببعض المخلفات الصلبة عند منطقة الهاويس، مما أدى إلى تعطل وتوقف الحركة الملاحية للصنادل التابعة للهيئة النقل النهري.

وأرسلت الوزارة، لجنة من الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالإسكندرية، للمعاينة واتخاذ الإجراءات اللازمة، وإبلاغ الهيئة العامة للبترول لدفع مركز مكافحة التلوث بالإسكندرية للتعامل مع التلوث، حيث تم دفع فرق متخصصة للتعامل مع التلوث، وقد تم فرد الحواجز الماصة لاحتوائه.

كما قامت اللجنة المشكلة من فرع الإسكندرية واللجنة الجغرافية التي كلفتها الهيئة العامة للبترول ، بالإسكندرية ، بعمل مسح للمنطقة المجاورة للتأكد من انحصار التلوث بمنطقة البلاغ ومحاولة التعرف على مصدر التلوث، كذلك قام فرع الإسكندرية بأخذ عينات من التلوث وجاري تحديد المتسبب واتخاذ الإجراءات القانونية حياله وجاري أعمال مكافحة التلوث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق