«الباب السورية».. كعكة القوى المتصارعة (تقرير)
السبت، 21 يناير 2017 09:10 ص
قًتل خمسة جنود أتراك وأصيب تسعة آخرين، أمس الجمعة، في انفجار سيارة ملغمة نفذه عناصر من تنظيم «داعش الإرهابي»، في منطقة السفلانية قرب مدينة الباب شمالي سوريا.
وذكرت قيادة الأركان التركية في بيان أن القوات قتلت 23 من مقاتلي داعش، وتم تدمير 224 هدفا للتنظيم في قصف مدفعي وجوي نفذته القوات التركية على مواقع في شمال سوريا، في إطار عملية «درع الفرات».
وأضاف البيان أن الجيش السوري الحر المدعوم برا وجوا من القوات التركية، يواصل التقدم في مدينة الباب، حيث تم تفجير نحو خمسين عبوة متفجرة زرعها داعش في مناطق الاشتباك، وتدمير عدة عربات ملغّمة أيضا وعدد من المباني والمواقع التابعة للتنظيم في مدينة الباب ومحيطها.
يذكر أن مدينة الباب السورية الواقعة شرق «حلب»، أولى المناطق التي أعلن تنظيم داعش السيطرة عليها في 2013، فهي كانت بمثابة مفتاح العبور إلى سوريا، دخلت عناصر سنية داعمة لمليشيات المعارضة، لكن سرعان ما انشقت عنها، والوضع فيها قريب الشبه بالرقة السورية أبرز ولايات داعش، وذلك لوجود حواضن شعبية في المدينة للتنظيم.
العملية نجحت في تحرير «جرابلس» الحدودية، لكن استكمال المراحل المتبقية من المدينة بعمليات للجيش الحر المدعوم من تركيا، تلقت خلالها هزائم كبيرة على مدار شهر ديسمبر من العام الماضي، وأعلنت تركيا عن حاجتها لدعم أمريكي، على لسان رجب طيب أردوغان، حيث قال إنه ليس مقبولا من التحالف أن يمنع مثل هذا الدعم.
وجاءت أول استجابة أمريكية الأربعاء الماضي، حيث أعلن الجيش الأمريكى تنفيذ ضربات جوية في سوريا وذلك عقب انتقادات من تركيا لعدم كفاية الدعم الأمريكى لعملية برية تشنها، كذلك روسيا، شاركت هي الأخرى لأول مرة في العملية، حيث أعلنت رئاسة الأركان، أنّ مقاتلاتها نفذت ولأول مرة غارات مشتركة مع سلاح الجو التركي ضدّ مواقع داعش في مدينة الباب.
وتمثل «الباب» في نظر الأطراف المتصارعة أهمية بالغة، بالنسبة إلى تركيا، من خلالها تستطيع أن تشكل ضربة كبيرة ضد خطط إنشاء ممر إرهابي يعمل ضدها، من قبل المليشيات الكردية والتي تسعى للانفصال كدويلة بمفردها، فضلًا عن إمكانية إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، وبالنسبة للجيش الحر، تعزيز قوة المعارضة.
في الوقت ذاته، أكدت تقارير أن تركيا لا ترغب في إرسال قوات إلى عمق سوريا، وذلك لأن أردوغان وفلاديمير بوتين، اتفقا حول الحدود التي سيصل إليها كل منهما في الشأن السوري.
ولكن المؤشرات الموجودة على الساحة تشير إلى أن الأمور في طريقها إلى الحل والتصالح، وخاصة بعد الضربات الروسية التركية المشتركة، وكلا الطرفين شريك في عملية السلام بأستانا، بين النظام السوري وقوى المعارضة والمليشيات المسلحة.
كذلك تمثل مدينة «الباب» أهمية لداعش، فهي تعد أكبر تمركز لعناصره بعد الرقة، إضافة إلى أنها تمثل أهمية دينية حيث تقع بلدة «مرج دابق» على بعد 35 كم من الباب، فالتنظيم يعتقد أن «دابق» ستكون معركة آخر الزمان.
وهناك أهداف كردية من وراء التواجد في الباب، فحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، والذي تخضع له قوات سوريا الديمقراطية، يأمل بتوحيد مقاطعاته الحدودية وتحويلها إلى دويلة أعلنها بنفسه تحت اسم «كردستان السورية»، ووفقًا لذلك، يتقدم مقاتلو الحزب باتجاه مدينة الباب من جانبين، وهو ما ظهر في أكتوبر حيث تقدمت القوات إلى الغرب، وإلى الشرق تقدمت الوحدات المدعومة أمريكيًا باتجاه المدينة.