تجربة سريرية تعيد للعلماء الأمل في إيجاد للإيدز
الجمعة، 20 يناير 2017 07:53 م
تطلق جنوب أفريقيا الأربعاء تجربة سريرية بحجم غير مسبوق لاختبار لقاح تجريبي ضد الايدز قد يساهم في حال ثبوت فعاليته في تسجيل تراجع في هذا المرض.
منذ بدء تفشي هذا الوباء قبل أكثر من ثلاثة عقود، لا تزال البحوث الرامية لتطوير لقاح ضد فيروس "اتش اي في" المسبب لمرض الايدز تصطدم بعقبات كبيرة.
لكن للمرة الأولى ربما منذ اكتشاف الفيروس سنة 1983، يسود اعتقاد لدى العلماء بأنهم قد يكونون امام مشروع علاج واعد. ويشارك في هذه الدراسة التي تنطلق الأربعاء بعنوان "اتش في تي ان 702" وتستمر 4 سنوات، أكثر من 5400 متطوع من الرجال والنساء النشطين جنسياً بين سني 18 و35 سنة، في خمسة عشر موقعاً موزعاً على مختلف أنحاء جنوب أفريقيا.
ضربة قاضية
وأعادت هذه التجربة السريرية، وهي من الأكبر على الاطلاق، الأمل لدى مجتمع العلماء في إيجاد علاج للإيدز. وقال مدير المعهد الوطني الاميركي للحساسية والأمراض المعدية "ان آي ايد" انطوني فاوسي "في حال استخدامه بشكل متواز مع ادوات وقائية ذات فعالية مثبتة نستعين بها حالياً، من شأن اللقاح الآمن والفعال أن يشكل ضربة قاضية ضد فيروس اتش اي في".
وأضاف مدير معهد "ان آي ايد" المشارك في الدراسة "حتى اللقاح المتوسط الفعالية سيخفف بشكل كبير عبء المرض في البلدان التي يعاني سكانها بدرجة كبيرة" جراء الايدز.
ولم يأت اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة هذه التجربة الواسعة النطاق على اللقاح من العدم. فهذا البلد الافريقي الضخم يسجل أحد أعلى معدلات انتشار الايدز في العالم (19.2% بحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس الإيدز). ويعيش في هذا البلد أكثر من سبعة ملايين مصاب بفيروس "اتش اي في".
ويصاب مليونان ونصف مليون شخص سنوياً بالفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 30 مليون شخص منذ الثمانينات بحسب دراسة نشرت خلال المؤتمر الدولي في دوربان (في شرق جنوب افريقيا) في يوليو (تموز).
ويمثل اللقاح الجنوب افريقي الذي يطور للتكيف مع السكان المحليين، نسخة "معززة" لسلالة اجريت اختبارات عليها سنة 2009 في تايلاند بمشاركة أكثر من 16 ألف متطوع. وقد سمح هذا اللقاح بتقليص مخاطر انتقال العدوى بنسبة 31,2 % بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من التلقيح الأول.
تغيير المعادلة
وتم اختبار سلامة اللقاح الجنوب أفريقي بنجاح على مدى ثمانية عشر شهراً على 252 متطوعاً. وترمي الدراسة الجديدة إلى اختبار فعاليته.
وقالت لين موريس من المعهد الوطني الجنوب افريقي للامراض المعدية لوكالة فرانس برس إن "النتائج التي حصلنا عليها في تايلاند لا تكفي لإطلاق التجارب (...). لقد حددنا سقفا ادنى للفعالية عند نسبة 50%".
وعلى رغم الآمال التي يبعثها هذا اللقاح، يشدد الاختصاصيون على ضرورة عدم إضعاف الجهود المبذولة للوقاية من المرض. ولا تزال العلاجات بالمضادات الفيروسية الأكثر فعالية ضد المرض.
تضاعف الرقم
وبحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس الإيدز، فإن نصف الأشخاص المصابين بالفيروس في العالم البالغ عددهم حوالى 36 مليون شخص لديهم نفاذ إلى هذه العلاجات. وهذا الرقم تضاعف خلال خمس سنوات.
وبفضل هذه العلاجات التي تسمح بمراقبة تطور الفيروس وزيادة امد الحياة المتوقع لدى إيجابيي المصل، ارتفع امد الحياة المتوقع لدى سكان جنوب أفريقيا من 57.1 سنة الى 62.9 سنة في المعدل منذ 2009، بحسب السلطات المحلية.
وتقام التجارب على لقاح جديد بإدارة المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة والمجلس الجنوب افريقي للبحث الطبي ومؤسسة بيل وميليندا غيتس ومختبرات سانوفي باستور وغلاكسو سميث كلاين وشبكة التجارب على اللقاحات ضد فيروس "اتش اي في".