الموت على حدود أرض الميعاد.. الأفارقة يهربون عبر الصحراء المصرية لتحقيق أحلامهم بتل أبيب

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 07:41 م
الموت على حدود أرض الميعاد.. الأفارقة يهربون عبر الصحراء المصرية لتحقيق أحلامهم بتل أبيب
أميرة عادل وميرنا سعيد

- المهربون يعاملونهم بوحشية.. والبعض يتعرض للقتل وسرقة الأعضاء
- الخبراء: هناك تنسيق مصري اسرائيلي لاغلاق الحدود.. وفلسطينيون ينظمون عمليات التهريب

الهروب من الفقر وجحيم القهر في بلادهم يدفعهم للمغامرة بحياتهم، بحثا عن حياة أفضل، مئات المهاجرين يبحثون عن فرصة لتحقيق أحلامهم، يهيمون في صحراء سيناء، للوصول إلى إسرائيل، يعبرون الحدود بين مصر والكيان الصهيوني عبر عصابات الاتجار في البشر، بعضهم يموت برصاص القوات المصرية والإسرائيلية، والبعض الأخر يموت جوعا، ومن يتبقى تتبدد أحلامه بين جدران السجون.

فالحدود المصرية مع دولة الاحتلال الصهيوني، تمثل نقطة انطلاق رحلة البحث عن الثراء، نظرا لقيام المهربين باستغلالها لتهريب المخدرات والأسلحة، وكذا البشر القادمين من اريتريا والسودان ونيجريا واثيوبيا، الحالمين بالعيش في اسرائيل.

وشهدت السنوات القليلة الماضية تزايدًا كبيرًا في اعداد الأفارقة المتسللين إلي إسرائيل عبر الحدود المصرية، فوفقا لبيانات ومعلومات هيئة الهجرة، يوجد في إسرائيل حوالي 45 ألف لاجئ، منهم 33 ألف قادمون من إريتريا، و8500 من السودان والباقي من دول أخرى".

ويتم تهريب الأفارقة عبر الحدود المصرية مع اسرائيل من خلال جبال وطرق سيناء، وتضاعفت اعداد الهاربين خلال الثورة حيث يبدأ مسار الاتجار بالأفارقة من دارفور في غرب السودان، أو مخيمات اللاجئين الإريتريين شرق السودان، عبر جماعات متخصصة في تهريب البشر في السودان، تقوم بتجميع الأفارقة من الراغبين في دخول إسرائيل عن طريق مصر، وذلك عن طريق ثلاثة طرق للتهريب.

الاول.. عبر نفق الشهيد احمد حمدي ويتوجهون بسيارات دفع رباعي حتي منطقة العجرة الحدودية جنوب رفح من الكيلو13 وحتي الكيلو30 مرورا بالطريق الساحلي شرق قناة السويس ثم بالوظة ورمانة وبئر العبد والعريش والشيخ زويد بعيدا عن الطرق الرئيسية، حيث يمرون في كل هذه المراكز من طرق تقع الي الجنوب منها جميعا، ولا توجد عليها اي حراسات امنية وهم خبراء بها.

الثاني.. كويري السلام او معديه القنطره، ويسلك نفس الخط بدءا من بالوظه.

الثالث.. عندما شددت القوات المسلحة رقابتها علي هذين الطريقين، بدا المهربين في استخدام المراكب الصغيرة في تهريب الافارقة من جنوب السويس الي شاطئ القناة الشرقي، ومنها الي وسط سيناء، وتحديدا مركز نخل علي الحدود عبر الوديان الجبلية ومنها الي سلك الحدود.

وعصابات التهريب في سيناء لا يزيد عددها علي10 او15، وهم معروفون لعشائرهم وللامن ايضا، ولكن لا احد يصل اليهم فالصحراء واسعة وتنقلاتهم كثيرة ولا يعيشون في مكان واحد.

وتقوم هذه العصابات بالكثير من العمليات الاجرامية مع المتسللين الافارقة، حيث تعاملهم بقسوة في سبيل الحصول على الاموال اللازمة منهم، حيث تكررت وقائع العثور علي قتلي وأموات أفارقة إلي جوار المستشفيات وفي الصحراء منها حالات قتل بالرصاص وبتر وسرقة الأعضاء.

من جانبه قال اللواء محسن حفظي، ان هجرة الافارقة لاسرائيل عبر الحدود المصرية، تتم منذ عدة سنوات، وتحاول القوات السيطرة على هذه الهجرة الغير شرعية، وتم القبض على الكثير من الهاربين، ولكن تظل نقطة الضعف ان رؤوس تلك العصابات تعيش في غزة، وتتلقى مساعدات من قبل مصريين، ولذلك من الصعب القبض عليهم والسيطرة على الموضوع تماما، خاصة ان هذة العصابات على دراية تامة بالطرق التي تستطيع تهريب الافارقة من خلالها دون القبض عليهم، وتعتبر هذه تجارة مربحة جدا بالنسبة للعصابات فيتم اخذ مبالغ كبيرة مقابل تهريب كل فرد.

واضاف العميد محمود قطري، ان السلطات المصرية تحاول السيطرة على الهجرة الغير شرعية، وتتعامل بحزم مع المهربين، وغالبا ما يقتل العديد من الهاربين الافارقة على الحدود اثناء محاولة هروبهم من الشرطة.

وهناك تعاون مصري اسرائيلي للسيطرة على الهجرة الغير شرعية للفارقة لإسرائيل عبر الحدود المصرية لضبط الهجرة من خلال الجانبين المصري والاسرائيلي.

وقدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تلك الأنشطة خلال الفترة من يناير 2006 وديسمبر 2012 بحوالي 35 ألفا من الأفارقة، رغم وجود السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل الذي يمتد بطول 240 كم، وارتفاع 5 أمتار.

ووفقا للتقارير الدولية الصادرة عن منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان والخارجية الأميركية لعام 2013 التي وصفت بأنها أحد المعابر الخطيرة التي يتم من خلالها، فان اسرائيل تعتبر الوجهة الرئيسية للأفارقة الذين يتم تهريبهم، حيث يعملون في الجيش الإسرائيلي أو كعمال نظافة أو في بناء المستوطنات أو في الأنشطة غير المشروعة كالبغاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة