ابتسام.. الأمومة «مش بالساهل»
الخميس، 19 يناير 2017 11:51 ص
على الرغم من دورها المتميز في الحفاظ على بيئة «الواحات» نظيفة وخالية من جميع مصادر التلوث، إلا أن «ابتسام تمام» عاملة النظافة بالشوارع والميادين العامة بالوادي الجديد، تعاني من مشاكل لا تنتهي بدءا من تدنى الأجور والمرتبات التي لا تفي احتياجاتها الضرورية، ومرورا بانعدام المتابعة الطبية وغياب وسائل السلامة والصحة المهنية وزيادة معدلات العمل ليلا ونهارا.
يضاعف من آلامها وأحزانها تجاهل جميع مطالبهن ونظرة المجتمع السلبية لتلك الفئات المهمشة التي اضطرتهن ظروف الحياة الصعبة إلى اقتحام جميع ميادين العمل حتى لو كانت جمع القمامة وكنس الشوارع، بحثا عن لقمة عيش شريفة تعينهن على مواصلة رحلة الكفاح وتربية الأبناء والأحفاد.
تقول ابتسام تمام: «أعمل بمشروع كنس الشوارع وجمع القمامة بمدينة الخارجة منذ 3 سنوات بمكافأة شهرية من صندوق النظافة لا تتجاوز 360 جنيها ولا أحصل على أية بدلات مادية أخرى على الرغم من أنني أقطع أكثر من 32 كيلو يوميا ذهاب وعودة من مسقط رأسها قرية (ناصر الثورة) إلى مدينة الخارجة».
وتشير إلى أن راتبها لا يكفي حتى قيمة المواصلات التي تدفعها يوميا، لكنها اضطررت لهذا العمل لكي تنفق على زوجها المريض وأبناءها الخمسة أملا في التعين الحكومي والتثبيت على درجة وظيفية دائمة.
وتؤكد، أن ظروف الحياة الصعبة هي التي أجبرتها للخروج من المنزل والعمل بتلك المهنة الشاقة، فعلى الرغم من دورها في الحفاظ على البيئة والصحة العامة وهو دور لا يستهان به، إلا أن الحكومة لا تراعي مطالبهم المادية والصحية والاجتماعية، فهم يحصلون على 15 جنيها يوميا شاملة الحوافز والمكافآت، بينما يعملون أكثر من 10 ساعات متواصلة، كما أنهن محرومات من التقدم لمسابقات الأمهات المثاليات بحجة أنهم عمال وغير حاصلات على مؤهلات.
وتطالب «ابتسام»، بزيادة رواتب عاملات النظافة بما يتناسب مع عملهن وعمل مظلة صحية تتيح لهن العلاج والكشف بالمجان بجميع المستشفيات والوحدات الصحية خاصة إنهن أكثر فئات المجتمع عرضة للإصابة بالأمراض والفيروسات المعدية.
كما طالبت بصرف بدل مخاطر وبدل عدوى لكل العاملات أسوة بالعاملين بالزراعة، علاوة على صرف وجبة غذائية يومية لهن أسوة بالعاملات بالشباب والرياضة والأقسام الداخلية بالتربية والتعليم، فهن أحق برعاية الدولة والحكومة عن جميع الفئات الأخرى، وهى مطالب عادلة خاصة أنهن يعملن في بيئة غير آمنة وغير صحية نتيجة لتعرضهن لجميع أنواع المخاطر والملوثات، فضلا عن الإصابة بنزلات البرد في الشتاء وضربات الشمس في الصيف، في الوقت الذي تتضاعف فيه ساعات العمل بسبب العجز الصارخ في عددهن.