«مرزق».. شهيد برتبة «عريس» (صور)

الثلاثاء، 17 يناير 2017 07:03 م
«مرزق».. شهيد برتبة «عريس» (صور)
حكايات عن شهداء أسيوط "مرزق" كان سيُزف إلى عروسه بعد 40 يومً
سحر فاروق الحمداني

شاءت الأقدار أن تشهد محافظة أسيوط نبأ مفجعا طال عددا من أبنائها في «كمين النقب»، بالوادي الجديد، لتعلن الحداد وتتشح بالسواد على زهرة شبابها من الشهداء بكل أحلامهم وأمالهم التي ذهبت على أيدي مجموعة من القتلة الإرهابيين.

ففي قرية بني هلال، التابعة لمركز القوصية، لم يكن مرزق عطا أحمد جاد الرَّبِّ، يعلم أن موعد زفافه الحقيقي، أقرب من الموعد الذي حدده مع أسرة خطيبته، وأنه سيُزف على أيدي مجموعة من الإرهابيين إلى مثواه الأخير، ولم تكن الدته تعلم أنها ستضمّه وعيناها تذرف دماء على رحيله.

«بني هلال».. قرية صغيرة، يعرف أهلها بعضهم البعض عن قرب، وكان للشهيد مكانة خاصة عند أهالي القرية، تسبب في حزن شديد عقب انتشار خبر استشهاد «مرزق»، حيث اتشحت القرية بالسواد حدادا على استشهاده، وتبدلت الفرحة التي كانت تعد لها أسرة الشهيد لتزفه إلى عروسه بعد 40 يومًا إلى أحزان.

ويقول أحمد، أحد أقارب الشهيد «مرزق»، إنه حاصل على دبلوم زراعة، وعمره 20 عامًا، وبدأ خدمته العسكرية منذ 5 شهور فقط، وهو أصغر أشقائه، ولديه 4 أشقاء آخرين من البنين، جميعهم متزوجون.. عاش منذ طفولته حياه بائسة، لا يحصل على قوته هو وأشقائه، إلا بعد عناء، فجميعهم يعملون «أجرية» باليومية، سواء في الفلاحة أو الفاعل، حتى يمتلكون قوت يومهم، وأن أسرة مرزق كانت تعد لفرحه بعد 40 يومًا، إلا أن يد الاٍرهاب اغتالته.

ويضيف الأهالي إن الشهيد محبب لجميع شباب القرية، وكان من لاعبي الكرة المتميزين، مطالبين جميع أجهزة الدولة بالتحرك لضبط الجناة.

ويتابع صديق الشهيد، «مرزق اتصل بي منذ يومين، وكان يتحدث بسعادة وفرح، وطلب مننا أن نحجز النادي الذي نلعب به، ولكن القدر لم يمهله»، مضيفا أن الفقيد كان دائما ما يساعد أسرته شأنه شأن شباب أسيوط المطحون، وكان يحلم باليوم الذي سينهي فيه خدمته كي يسافر- وفي لحظة تبخرت كل أحلامه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق