مشيرة خطاب: الديمقراطية والأمن علاقة مترابطة
السبت، 14 يناير 2017 08:56 م
أكدت السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة سابقا للأسرة والسكان، اليوم السبت، أن الديمقراطية والأمن علاقة مترابطة، مضيفة أن الحكومات غالبا ما تجد نفسها فريسة للدفاع عن الديمقراطية والأمن.
وقالت خلال كلمتها في مؤتمر «الأمن الديمقراطي في زمن التطرف والعنف»، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في القاهرة، بحضور مجموعة من رؤساء الدول والسفراء، والدبلوماسيين: يجب أن نؤكد أن الديمقراطية والأمن علاقة مترابطة، فالأمن الديمقراطي يشير إلى أن القرار الذي تم اتخاذه عن طريق الأمن، يتخذ عن طريق عملية ديمقراطية بالتشاور بين المواطنين وحكوماتهم، ولهذا يجب التأكد من وجود الدعم الشعبي للإجراءات التي تبدو حادة في مواجهة التطرف العنف، وكذلك يجب الحديث عن السياسات التعليمية والوقائية من أجل مكافحة الإرهاب.
وأعربت السفيرة والوزيرة السابقة عن فخرها لكون مصر نيابة عن شعبها ترتكز في دعم السلام وتعزيز التعاون من خلال التعليم والثقافة، وذلك من أجل احترام العدالة وحقوق الإنسان دون التمييز للعرق أو الدين، مضيفة أن اليونسكو منظمة ترتكز على المهام الأساسية لحماية الإنسان حول العالم، لافته إلى أن الأزمة العالمية الآن لها عدة أبعاد، ففي سوريا على سبيل المثال هناك 6 أماكن تراثية تم تدميرها بالكامل، وهنا يجب أن نتساءل كيف يمكن أن نعيد بناء أبواب تلك المنطقة، وكيف سننهي الدمار الذي حل بدمشق، وكيف سنعاقب من أنتهكوا البصرة.
وأكدت «خطاب» أن الحروب الحالية خطيرة وتشكل خطر مختلف للأمن العالمي، وأن التهديدات الحالية تتطلب حلولا مختلفة، حيث أن هناك قوى خفية لمواقع التواصل الاجتماعي، مما يتطلب إجراءات وقائية مختلفة، تلك الإجراءات ستحمي عقول الشباب، وكذلك يجب الحماية ضد التميز الاجتماعي، ويجب وضع حلول للتنمية ضد الفقر الذي يسمح لكثير من العقول الدمج مع التطرف، والأمر هنا يتعلق بنوعية التعليم والأنشطة الثقافية والمناهج في المدارس التي دائما ما كانت تدرس فكرة الخوف من الأخر.
ولفتت إلى أن الخطاب الديني المنفصل عن الواقع وخاصة فيما يتعلق بصورة المرأة، جعل هناك معضلة في مواجهة التطرف الفكري، وهنا يجب أن نتذكر أن الدين ضحية كل هذه التحديات والإساءات ضد النساء وحقوق اللاجئين، مضيفة أن الحماية ضد المخاطر بمثابة فكرة رئيسية يجب أن نتطرق لها، كما أن المجتمعات العالمية تواجه هذا التحدي خاصة فيما يتعلق بالمناخ العالمي، ولهذا فالتعليم السوي هو الوقاية من الأفكار الإرهابية وأمر أساس لوجود السلام، وحقوق الإنسان، ومواصلة التنمية والقضاء على الفقر والبطالة.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل البلتاجي، رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة أصبحت بمثابة الأساس للحوارات الثقافية العالمية، ورمز للإبداع، وهو ما ينعكس بشكل واضح على الإنسانية، ولهذا فمكتبة الإسكندرية تؤكد دائما على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة وصحة المواطنين، مضيفا أن ظاهرة العنف تتطلب مناقشة الأسباب، ولهذا فالمؤتمر يحاول الوقوف على المشاكل ووفير بيئة مناسبة لخلق جو من الحريات، لأن الإرهاب والتطرف موجودان منذ بداية الخلق، حتى وإن بدى خاملا في بعض الأحيان إلا أنه يكون في حالة استعداد لمعاودة الظهور.
وأضاف «البلتاجي»، أن وجود العنف والظلم والتميز العنصري وتقييد كرامة الإنسان، جميعها أمور تساعد في خلق التطرف، ولهذا فوجود الحب والتسامح والسلام في الأفكار والعقول يقيد التطرف، مؤكدا أنه إذا شعرنا بالعناد ورفضنا الدخول في المفاهيم المغلوطة سيكون هناك خداع بالنسبة للمستقبل، لافتا إلى أننا كمواطنين يجب أن نتطلع لنظام عالمي جديد ننهي من خلاله العنف، وهذا هو الطريق الوحيد لإنهاء لتطرف، بالحفاظ على كرامة الإنسان ومنع العنف.