الأرز يهدد الذرة الصفراء.. ويرفع سعر الدواجن (تقرير)

السبت، 14 يناير 2017 02:38 م
الأرز يهدد الذرة الصفراء.. ويرفع سعر الدواجن (تقرير)
الأرز يهدد الذرة الصفراء
آية عبد الرؤوف

أصبح الأرز يهدد زراعة الذرة الصفراء، فزيادة إنتاجية فدانه ورفع ربحه عن الذرة تدفع الفلاحين للعزوف عن زراعة الثاني، الأمر الذي أدى إلى زيادة سعر الدواجن باعتبار الذرة الصفراء من أهم مدخلات تلك صناعة، ويحذر أساتذة الاقتصاد الزراعي من انخفاض رقعة زراعة الذرة إلى 800 ألف فدان، والتي لا تكفي لإنتاج نصف الكميات التي نحتاجها، ما جعلنا نستورد ذرة صفراء بتكلفة مليار دولار.

الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، قال إن الحكومة في معزل عن مشكلة زراعة الذرة الصفراء، مشيرا إلى أن الفلاح يبحث عن ربح أعلى من خلال اتجاهه إلى زراعة الأرز.


وأضاف صيام في تصريحات لبوابة «صوت الأمة» أن زيادة استيرادنا للذرة الصفراء مع ارتفاع سعر الدولار، يرفع سعر الدواجن باعتباره من المدخلات الرئيسية لصناعة الدواجن.

وأشار صيام إلى أن الدولة تستورد نحو 5 ملايين طن ذرة في العام، مؤكدا أن إنتاجية الفدان في الأرز أعلى من الذرة بالإضافة لارتفاع سعر طن الأرز إلى 4000 جنيه، وطن الذرة ما بين 1500 إلى 3000 جنيه كحد أعلى، ولذلك يعزف المزارع عن زراعته.

وطالب صيام الحكومة بدعم الفلاح بوضع ضوابط وآليات تضمن حقوقه وتحقيق ربح يقارب ربح الأرز لتشجيعه على زراعة الذرة لتوفير المياه، وانخفاض سعر الدواجن وتوفير العملة الصعبة عن طريق الزراعة التعاقدية.

واتفق الدكتور أحمد الخطيب، مع صيام، قائلا: إن سبب عزوف المزارع عن زراعة الذرة الصفراء، يرجع إلى زيادة ربحه وسهولة تسويقه وسرعتها.

وأشار الخطيب في تصريحات لبوابة «صوت الأمة» إلى أن مصر تستهلك من 10 إلى 12 مليون طن ذرة، ولا ننتج سوى 6 ملايين طن فقط بزراعة من 800 ألف إلى مليون فدان.

وأكد الخطيب أن الحل يكمن في وضع آليات تقنع المزارع بزراعة الذرة الصفراء بمحض إرادته، عن طريق الزراعة التعاقدية لضبط العمل بين الشركات والمزارعين، وبمعدل ربح يتساوى مع الأرز، وكذلك اتخاذ القرار بمنع تصدير الأرز من أجل تقليل مساحة زراعته.

وأوضح الخطيب أن زراعة الذرة تحتاج إلى تفريط وتكثيف وضبط الرطوبة لكي يصلح للتخزين، لأنه في حال عدم ضبطها تتعفن الذرة ويقوم المزارع برش فطر الفاتوكس السام الذي تأكله الدواجن ويأكله الإنسان بالتبعية، مشيرًا إلى أن الشركات التعاقدية تستطيع الحفاظ على المحصول دون تكلفة المزارع.

واستطرد: مصر تستورد بمليار دولار كل عام ذرة صفراء، ونحتاج إلى زراعة مليون فدان إضافي على الأقل من الذرة الصفراء لتحقيق الاكتفاء الذاتي أن لم يكن 2 ونص مليون فدان.

ومن جانبها، قالت الدكتورة منى محرز، مدير اتحاد منتجي الدواجن، إن الدواجن أقل سلعة ارتفع سعرها مقارنة باللحوم وباقي السلع، حيث ارتفعت بنسبة 30% فقط على عكس البصل والزيت والأرز، وبقية السلع.

وأضافت «محرز»، في تصريحات لبوابة «صوت الأمة»، أن مربي الدواجن يربح نصف جنيه في الدجاجة، وأن الأزمة في الوسطاء، مشيرة إلى أنه يتم استيراد 80% من مدخلات الصناعة من العلف والذرة الصفراء.

وتابعت أن العلف وصل سعره 7 آلاف جنيه بعدما كان 2800 جنيه، بسبب ارتفاع سعر الدولار، بالإضافة إلى زيادة اللقاحات التي يتم استيرادها لمعالجة الدواجن إلى الضعفين، مؤكدة أن صغار المربيين توقفوا عن العمل بسبب فصل الشتاء، وانتشار الأمراض خوفًا من نفوق الدواجن وعدم استطاعتهم تغطية التكاليف والخسائر.

وقالت مدير اتحاد منتجي الدواجن، إن صناعة الدواجن لها مواسم، مثل أعياد المسيحيين ورمضان، فيرتفع بها السعر، وعلى الرغم من ذلك فإن سعر الدواجن لم يختلف عن العام الماضى، مضيفة أن زراعة الذرة الصفراء توفر 800 مليون دولار كل عام نتيجة استيرادها.

وكشفت «محرز» عن خطة اتحاد منتجي الدواجن مع وزارة الزراعة لإنقاذ ودعم صناعة الدواجن، قائلة: «بدأنا بالتواصل مع المربيين لعلاج الدواجن عن طريق الاتحاد أو مديريات الطب البيطرى أو المعامل المرجعية للوزارة، وذلك من أجل تلافي خطر نفوق الدواجن ووضع التشخيص المناسب والتوصيات اللازمة، والتعرف على الخريطة الوبائية وعلاجها، ووضع التحصينات اللازمة، وبعد ذلك سننظم ندوات إرشادية لرفع وعي صغار المربيين».

واستطردت محرز: «سندعم صغار المربيين عن طريق جمع مجموعات من صغار المستثمرين لعمل شركات مساهمة ونقل المزارع في مساحات أوسع ومنشآت أكبر وتحت دراسة صحية»، وتابعت: «يدرس بعض رجال الأعمال من المختصين بالصناعة إنشاء مصنع للقاحات بدون تكلفة الدولة»، مشيرة إلى أنه إذا قمنا باستيراد الدواجن سيصبح سعر الكيلو 3 دولار أي 60 جنيها.

وأردفت: «بدأنا في تنفيذ حلول المشاكل المرضية، وتم تكليف الدكتور سيد حسن عضو مجلس النواب، وعضو اتحاد منتجي الدواجن بتأسيس شركة لزراعة الذرة الصفراء، والتعاقد مع الفلاح»، مؤكدة على ضرورة وجود تقاوي عالية الجودة للذرة تضمن إنتاج من (4 إلى 5) طن في الفدان، وسيتم عقد اجتماع مع البحوث الزراعية من أجل هذا الأمر.

وأضافت مدير اتحاد منتجي الدواجن، لابد من دعم الصناعة الوطنية لأن المستثمر لم يغامر بالصناعة ولا يشتريها أحد، متابعة: «أنهم يقوموا بإعداد قاعدة بيانات إلكترونية للتخلص من الوسطاء الذين يربحون أكثر من المربيين أنفسهم».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة