«الدير الأحمر».. أول دير على قائمة التراث العالمي.. تعرف عليه
السبت، 14 يناير 2017 12:36 م
دير الأنبا «بيشاي» والأنبا «بيجول» الشهير بالدير الأحمر، يقع غرب سوهاج بحوالي 12 كيلو متر تقريبًا في منطقة جبلية، ويبعد عن دير الأنبا «شنودة»، الشهير بالدير الأبيض، حوالي 4 كيلو مترات، يرجع بناؤه إلى القرن الرابع الميلادي.
بُني الدير على النظام الباخومي، أي نظام الشركة الرهبانية، كما بُني على شكل بازيليكا ذات صحن طويل، يتنهي بجنبات الهيكل الثلاث، وهي تركيبة مُعقَّدة من الطاقات الحائطية والأعمدة والنحت.
هيكل الكنيسة ثلاثي الحنيات، وتزينه الحنيات ذو الجملون المنكسر «طراز معبد "بعلبك" بالشام» ومُعظم حوائط الهيكل والحنيات بها فرسكات قديمة جدًا ويُحيط بالهيكل حجرتان بحرف «L» ليكون الشكل الخارجي كشكل المعبد الفرعوني المُستطيل المُعتاد صحن الكنيسة الأوسط، كانت تحيطه ثلاثة أروقة في الشمال والجنوب والقرب، وقبل الكنيسة كانت توجد صالة المدخل «النارتكس» تهدمت معظم مباني الصحراء النارتكس، ولا يظهر سوى بعض بقاياهم، ويرجع تاريخ الكنيسة لأوائل القرن السادس الميلادي، وفي الركن القبلي الشرقي من الكنيسة يوجد الحصن القديم وبه المغطس، ويعلو الباب زخارف نباتية رائعة وفي الركن القبلي أنشئت كنيسة حديثة للسيدة العذراء مغطاة بالقباب.
وكان الدير امتداد للبرية التي كان يرأسها القديس الأنبا «شنودة» رئيس المتوحدين، حيث كان تحت رئاسته حوالي ثلاثة آلاف راهب، الأنبا بشاي أو الأنبا بيجول هو خال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، والدير يخضع للبطريركية مباشرة برعاية قداسة البابا، شهد نهضة عمرانية في بداية القرن الواحد والعشرين، وتم تجديد العديد من الأيقونات والأوضاع الأثرية بمُساعدة بعض البعثات الأوروبية وتحت إشراف هيئة الآثار المصرية، وتم بناء سور كبير يشهد بعظمة العمل الجميل الجليل وهو طفرة، كان الدير في حاجة إليها منذ زمن طويل.
يعتبر الدير الأحمر من أكثر أديرة مصر تميزًا، به كنيسة مُتفردة تعود لبدايات القرن السادس لا يوجد لها مثيل من حيث البناء والضخامة والفنون التي تحويها والصور والأيقونات التي تشغل أغلب حوائطها وأعمدتها، وتتميز ألوانه بأنها مُبهجة مُتميزة وباقية إلى الآن، ومبنى الدير من الخارج أقرب للمعابد الفرعونية والكنيسة قريبة من الطراز البازيليكي، وتم ترميمها على مدى عدة سنوات واستعادت بهائها القديم.
واعترف المجمع المُقدس في جلسته في 20 من نوفمبر 2014 بعودة الحياة الرهبانية للدير الأحمر بسوهاج، وسبق أن نجح الدكتور «أسامة النحاس» مدير عام الآثار المُستردة والمُنظمات الدولية بوزارة الآثار، خلال مُباحثاته خلال اجتماعات لجنة التراث بمنظمة «اليسيسكو» الذي عُقد في تونس عام 2012 بوضع الدير الأحمر بسوهاج على قائمة التراث العالمي.
وبذلك يُصبح أول موقع أثري مصري يوضع على القائمة ويعتبر هو ومدينة «القدس» الموقعان الوحيدان اللذان تم الموافقة على وضعهما على قائمة التراث العالمي من بين العديد من المواقع العربية التي طلبت التسجيل على القائمة في العالم العربي.