إيران تحبس صحفي الــ"واشنطن بوست" لمدة غير محددة
الإثنين، 23 نوفمبر 2015 03:55 ص
اصدر القضاء الإيراني أمس الاحد حكما بحبس مراسل صحيفة واشنطن بوست جيسون رضائيان، لمدة غير محددة في أعقاب إدانته باتهامات من بينها التجسس، حسبما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني.
ونقل الموقع الإلكتروني للقناة التليفزيونية الرسمية عن المتحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجائي، الإعلان عن العقوبة.
وقال إيجائي "باختصار، صدر حكم قضائي بالسجن. لكن الحكم ليس نهائيا"، في إشارة إلى استئناف متوقع.
وقالت ليلى أحسن ممثلة الدفاع عن رضائيان للأسوشيتد برس إنها أبلغت بالحكم دون تفاصيل العقوبة، وأضافت "ليس لدي أي معلومات عن تفاصيل الحكم.. كنا نتوقع صدور الحكم منذ ثلاثة أشهر مضت".
واعتقل رضائيان وزوجته يغانة صالحي ومصوران صحفيان في 22 يوليو تموز العام الماضي، ثم أفرج عنهم لاحقا عدا رضائيان، الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والأمريكية، وحضر رضائيان أربع جلسات استماع مغلقة في المحكمة الثورية في طهران التي تنظر القضايا المرتبطة بالأمن القومي، وأدين الشهر الماضي في تهمة التجسس وعدد من الاتهامات الأخرى المرتبطة بالأمن القومي، غير أن صحيفة واشنطن بوست أنكرت بقوة تلك الادعاءات التي وجهت للصحفي.
وقال دوغلاس جيل محرر الشؤون الخارجية في واشنطن بوست " نحن على دراية بالتقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الإيرانية.. لكن ليس لدينا أي معلومات إضافية الآن".
"كل يوم يقضيه جيسون في السجن يعد ظلما.. لم يقترف أي خطأ.. وحتى بعد مرور 488 يوما على حبس جيسون لم تظهر إيران أي دليل على ارتكابه خطأ.. محاكمته ومعاقبته كانتا صوريتان.. وينبغي إطلاق سراحه على الفور".
وناشد مسؤولو الصحيفة وعائلته السلطات الإيرانية الإفراج عنه.
ولا تعترف إيران بازدواج الجنسية.
"من خلال حجب المعلومات عن الحكم والعقوبة، تظهر الحكومة الإيرانية أن سعيها وراء جيسون رضائيان بتهم تجسس وهمية ليس سوى واجهة لإطالة سجنه الظالم"، وفق ما قال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين ومقرها الولايات المتحدة.
وأضاف أن "السلطات ينبغي عليها أن تسقط فورا كل التهم الموجهة ضد جيسون رضائيان والإفراج عنه، جنبا إلى جنب مع جميع الصحفيين المسجونين في إيران فيما يتعلق بعملهم."
وتقول لجنة حماية الصحفيين إن 30 صحفيا قبعوا وراء القضبان في إيران في 2014، مما يجعلها ثاني أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين بعد الصين.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية، مستندة إلى القرار إن رضائيان جمع معلومات عن شخصيات أجنبية وشركات تتحايل على العقوبات ونقلها للحكومة الأمريكية.
ودائما ما يشير التليفزيون الإيراني إلى رضائيان بوصفه "جاسوسا أمريكيا."
كانت دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني قد زعمت في تقرير قدمته للبرلمان في وقت سابق الشهر الجاري أن رضائيان عميل سعى للإطاحة بالنظام الحاكم في الجمهورية الإسلامية.
ودارت محاكمة رضائيان خلال مفاوضات إيران والقوى الخمس الكبرى، التي أسفرت عن اتفاق تاريخي يقضى بكبح جماح الطموحات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات.
كانت وسائل الإعلام الإيراني نقلت في أغسطس الماضي، عن مسؤولين أنهم يبحثون امكانية مقايضة أمريكيين محتجزين في إيران مقابل تسعة عشر إيرانيا محتجزين في الولايات المتحدة، لكن من غير الواضح ما إذا كان الأمر نوقش بشكل جدي بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين.