معاهد «إعداد الدعاة».. الباب الخلفي للحالمين بلقب «مولانا»

الخميس، 12 يناير 2017 04:54 م
معاهد «إعداد الدعاة».. الباب الخلفي للحالمين بلقب «مولانا»
معاهد «إعداد الدعاة»
حسن الخطيب

ظلت معاهد «إعداد الدعاة» لفترات طويلة، الباب الخلفي للالتحاق بمجال الدعوة بوزارة الأوقاف لحمل لقب «مولانا»، كما كانت مدخلا لبعض الراغبين في دراسة العلوم الشرعية والدينية، ممن لم يحالفهم القدر في الالتحاق بالتعليم الأزهري، للتأهيل كخطيب وإمام مسجد، فكانت لها أثر واضح في تدني مستوى الخطابة، ما دفع وزارة الأوقاف إلى تقنين أوضاع تلك المعاهد فتم إغلاق بعضها، وترك بعضها الآخر يعمل في منح خريجيها درجة علمية، وبعضهم يعمل كخطباء بالمكافأة، ولا تزال بعض المعاهد تعمل حتى وقتنا هذا، دون تقنين للدرجة العلمية التي تمنحها. 


وتنتشر معاهد إعداد الدعاة على مستوى كبير بمختلف أنحاء مصر، حيث ظهرت خلال فترة الستينات لتدريس العلوم الشرعية للراغبين في دراستها والحالمين بحمل لقب «مولانا»، كما كانت بعض المعاهد التابعة للتيارات الدينية وبالأخص الجماعة «المحظورة» بابا خلفيا لنشر مبادئها وأفكارها، وأنشأت أكثر من 70 معهدا خاصا بها بمختلف المحافظات، تحت مسمى معاهد «إعداد الدعاة»، بالإضافة إلى 40 معهدا تابعا للجمعية الشرعية، المسماة بالجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة والنبوية، والتي كان يشرف على ملف الدعوة بها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الحالي، كما أن جمعية أنصار السنة المحمدية وحدها كانت تمتلك 30 معهدا، موزعة بمختلف المحافظات، منها ماهو مخصص للذكور ومنها ماهو مخصص للإناث. 

وخلال الشهور القليلة الماضية، أصدرت وزارتا الأوقاف والتضامن الاجتماعي، قرارا بإغلاق جميع تلك المعاهد التابعة للجمعيات الأهلية والتيارات الدينية، بما فيها معاهد «الجمعية الشرعية»، ولم يترك القرار سوى 19 معهدا فقط، تشرف الوزارة عليها، ويدرس طلابها مناهج معتمدة من الأزهر، ويقوم بالتدريس أساتذة وعلماء أزهريون، والدراسة بتلك المعاهد لمدة عامين، ومنها ما يقبل الحاصلين على مؤهل عال من إحدى الجامعات المصرية، ومنها ما يقبل الحاصلين على مؤهلات متوسطة، على أن يمنح خريجيها درجة «داعية» من المعهد، والسؤال الآن ما موقف الوزارة من خريجي تلك المعاهد؟ على الرغم من وجود أئمة وخطباء يعملون بمساجد الأوقاف. 

أجاب الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، على تساؤل بوابة «صوت الأمة» حول خريجي معاهد «إعداد الدعاة»، مؤكدا أن تلك المعاهد تعمل وفق رؤية الوزارة، وتشرف عليها إشرافا كاملا، ويتم خلالها تدريس مناهج ومواد شرعية معتمدة من الأزهر الشريف، وهي دراسة تكميلية، لمن أراد التعلم والمعرفة بالأمور الشرعية والدينية، ولا تمنح تلك المعاهد درجات علمية معتمدة من وزارة التعليم العالي، أو من وزارة الأوقاف على أنها مؤهل تعليمي يمكن الحصول عليه، وبموجبها يتم تعيينه واعتماده خطيبا، مبينا أنها معاهد أقرب إلى مراكز ثقافة إسلامية وعلمية ودينية، وتطلق عليها الوزارة مراكز الثقافة الدينية. 

وأوضح «طايع» أن تلك المعاهد تقوم بتدريس المواد الشرعية والدينية فحسب، ولا تعد مؤهلة لدرجة علمية، مشيرا إلى أن بعض خريجي الأزهر يلتحقون بهذه المراكز للاستزادة والتدريب على الدعوة، ومن ثم يلتحق إما بمسابقات الأوقاف للتعيين على درجة إمام وخطيب، أو أنه يلتحق بخطباء المكافأة، وليس هذا بسبب حصوله على معهد إعداد الدعاة، ولكن بحصوله على مؤهل عال من جامعة الأزهر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق