بسبب 5 جنيهات..«تباع» يقتل محصل «الإتاوة» بطعنة مميتة في امبابة

لم تكن طفولة أحمد صاحب الـ16 عاما كما يأمل في معظم مراحلها، إذ أصبح فجأة مسؤولا عن أسرته بعد وفاة والده، وهو لم يتجاوز 10 سنوات، واضطر أن يترك تعليمه وأن يتجه للعمل في أي وظيفة حتي يغطي مصاريف المنزل، ومتطلبات أشقائه في مراحل التعليم.

تنقل أحمد في العمل بين عدة وظائف، حتى استقر به الحال تباعًا لسيارة أجرة في موقف امبابة، يظل يعمل من الصباح الباكر وحتي منتصف الليل أملا في تدبير متطلبات أسرته، وطوال فترة تواجده في عمله يحاول الاجتهاد بقدر ما يستطيع، ليحصل على بضع جنيهات إضافية تساعده وأشقاءه على العيش.

منذ يومه الأول في العمل كتباع في موقف السيارات، لم يستفزه أو يثير غضبه وحنقه على وظيفته سوى ذلك الرجل الخمسيني المدعو «إمام السيد»، الذي يفرض الإتاوات على سائقي الأجرة دون أن يقوم بأي دور يذكر، والأشد إثارة للحنق، هو عدم وجود أي رد فعل من السائقين، كلا يدفع الإتاوة المفروضة عليه ويمر في سلام، وإذا ثار أحدهم يواجهه ذلك الرجل المقيت ذو الصوت الجهوري، بل يساعده في ذلك السائقون أنفسهم.

في ذلك اليوم استيقظ أحمد صباحا باكرا كعادته منذ سنوات، ليلحق بعمله في الموقف، وحاول تحميل سيارته بالزبائن لكنه لم يوفق، فقرر الخروج هو وسائق السيارة وتحميل باقي الركاب من الطريق، إلا أنه فوجئ بـ«عم إمام» يطالبه بدفع 5 جنيهات ثمن الكارته، فرفض أحمد رفضا قاطعا، وأخبره بأن سيارته غير مكتملة العدد كما أنها «ساعة اصطباحة»، فأصر الرجل الخمسيني، ما أثار مشاجرة عنيفة بينهما، انتهت بأن توعد «عم إمام» التباع الصغير بالانتقام منه، بعدما تمكن السائقون في الموقف من الفصل بينهما.

وبينما كان أحمد في السيارة فوجئ بـ«عبد الرؤوف.ال» الشهير بـ«عم إمام» يتجه نحوه وبيده سلاح أبيض «سكين»، وطعن بها أحمد في أذنه اليسري، لم يستطع الفتى السيطرة على غضبه، فانتزع السكين من يد العجوز وطعنه به في بطنه فسقط غارقا في دمائه وفارق الحياة على أثر الطعنة.

ألقى الأهالي القبض على «أحمد. أ. س»، وسلموه لقسم الشرطة، والذي أحاله للنيابة العامة التي تولت التحقيقات.

وأمام المستشار محمد سطوحي، وكيل نيابة الأحداث بشمال الجيزة، أقر المتهم بأن المجني عليه هو من حاول التعدي عليه وضربه أثناء عمله مستخدما سكينا، مما دفعه لمحاولة الدفاع عن نفسه فأخذ السكين منه وحاول إخافته فطعنه دون قصد، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بالقتل العمد.