«محمد نجيب».. بيوت تحتفظ بذاكرة الطين (بروفايل)
الأحد، 08 يناير 2017 12:02 م
«محمد نجيب» الإسم الجديد لقرية «النحارية سابقا».. والذي تم تغييره عام 2008، نسبة إلى الرئيس محمد نجيب.. أول رئيس لجمهورية مصر العربية.
والقرية تتبع مركز كفر الزيات - محافظة الغربية - وتقع في نطاق الوحدة المحلية لقرية «إبيار»، حيث يتجاوز تعداد سكانها الآن نحو 14 ألف نسمة، وتبعد عن مدينة كفر الزيات حوالي 9 كيلو مترات.
مازالت القرية تحتفظ بطابعها الريفي الأصيل.. رغم ما طرأ عليها من مظاهر الحياة المدنية.. وتحتفظ أيضا بالعديد من البيوت الطينية القديمة التي تتسم بالخصوصية في التصميم المعماري، الذي يعكس الهوية التاريخية والتراث العمراني.
وما زال منزل الرئيس محمد نجيب، يحيط به بعض المنازل القديمة فلم يكن الصفحة الوحيدة التي تحتفظ برائحة الماضي، بيوت ريفية، لا تتجاوز الطابق الأرضي والسطح الذي تخزن فوقه الأحطاب وتربى الطيور، وغالبية أهالي القرية من المزارعين، ولا تخلو معظم المنازل من حظائر الماشية، رغم أن الأجيال الجديدة كان لها حظًا وفيرًا من التعليم وتقلدوا العديد من المناصب، حيث هجروا القرية واستقروا في القاهرة، إلا أن جذورهم الضاربة في مسقط رؤوسهم، تجذبهم دوما في المناسبات لزيارة القرية فمازالوا محتفظين بمنازلهم التي لم يعبث بتصميمها الزمن.
ويعد أشهر أبناء القرية هو اللواء محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية، الذي ترجع جذوره إلى قرية «النحارية سابقا»، حيث ولد اليوزباشي يوسف نجيب، والد محمد نجيب، والذي ينتهي لقبه بـ «قطب قشلان» نسبة إلى عائلة مشهورة بالزراعة في ذلك الوقت.
أما الأم فهي السيدة زهرة محمد عثمان، ابنة الأميرالاي محمد عثمان، وكان ضابطا مصريا كبيرا بالجيش المصري، بالسودان، وكانت تعيش أسرته في «أم درمان»، حيث كان قائدا لحامية «بواب المسلمية»، أحد معاقل الخرطوم الجنوبية.
اسمه بالكامل محمد نجيب يوسف قطب القشلان، وولد في 7 يوليو 1902.
ارتبط بأفراد عائلته بقرية «النحارية سابقا» رغم أنه عاش جزء من طفولته أيضًا بالسودان، حيث عاش به صباه وبدأ حياته العملية أيضا كضابط بالجيش المصري في 19111918 عقب تخرجه في الكلية الحربية، بالقاهرة.
ومازالت أسرة رئيس الجمهورية الأسبق، تعيش بالقرية، وتفتخر بسيرته وأعماله، ومنزله لم يطرأ عليه أي جديد فجدرانه مازالت بالطوب اللبن، وهو مكون من 3 غرف مسقوفة بطريقة هندسية رائعة بالعروق الخشبية.
وما طرأ على المنزل من الداخل هو دهان الحوائط فقط، حيث يقيم به حاليًا، عمرو القشلان، ابن عم الرئيس الأسبق «محمد نجيب».
أكبر أفراد العائلة سنا بالقرية الحاج سعد القشلان، وهو في العقد التسعين من عمره، وهو ابن عم والد الرئيس الأسبق، ولا يكاد يتذكر سوى القليل من ملامح الماضي، وأغلب أوقاته يقضيها مع كبار العائلات سنًا، وغالبًا في مسجد القرية.