«جيروزاليم بوست»: مؤتمر باريس يعصف بمستقبل السلام
الجمعة، 06 يناير 2017 07:06 م
رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن (مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط) المزمع عقده في 15 يناير الجاري، سيعرّض مستقبل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين للخطر إذا سار على نفس الطريق الذي انتهجه مجلس الأمن الدولي إزاء إصدار قراره الأخير بحظر الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية.
واعتبرت الصحيفة -في مستهل افتتاحيتها التي نشرتها على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- أن هدف أوروبا وإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، يبدو أنه يتمثل في القيام بجهود تصعّب الأمور على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حتى لا يتمكن من الوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو السماح بإطلاق العنان للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأوضحت أن هذه الجهود من المحتمل أن تتجسد في مؤتمر (باريس للسلام في الشرق الأوسط) المقرر انعقاده في 15 يناير الجاري، قبل خمسة أيام من تولي ترامب مهام منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤتمر باريس من المحتمل أن يتمخض عنه قرار أممي جديد يملي اتفاق سلام على الإسرائيليين والفلسطينيين قبل تولي ترامب مهامه رسميا، وهو ما اعتبرته الصحيفة -إن حدث- انتصارا للفلسطينيين.
وأوضحت أنه رغم حسن نوايا جميع المشاركين في مؤتمر باريس ورغبتهم في الدفع نحو إجراء محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنهم سيحققون عكس ذلك تماما.. مشيرة إلى أن القرارات التي تعتبر المستوطنات غير قانونية أو التي لا تعترف بالتحديات الأمنية الجديدة بعد بروز نجم داعش وتفكك العراق وسوريا، ستصعّب على الجانبين فكرة العودة إلى طاولة المفاوضات مجددا.
وقالت (جيروزاليم بوست) "إذا كانت قمة باريس ستطالب بتجميد الاستيطان أو الاعتراف بدولة فلسطينية على طول خطوط الهدنة لعام 1949، فإن الفلسطينيين لن يوافقوا على أي شيء أقل من ذلك.. لافتة إلى نداءات سابقة طالبت إسرائيل بتجميد الاستيطان قبل أن تدرك أنها مطالب غير واقعية وهدّامة".
ورأت أنه إذا اتخذت الدول المشاركة في قمة باريس خطوة مماثلة لتلك التي قام بها أوباما مؤخرا بالسماح بتمرير قانون أممي ضد المستوطنات، فإنهم بذلك لن يدفعوا بإجراء محادثات السلام، بل سيضعون مزيدا من العقبات في طريق السلام.
واعتبرت الصحيفة أن الشرط الرئيسي للنجاح في تحقيق السلام، هو عقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بدون وضع شروط مسبقة من قبل أطراف خارجية مهما حسُنت نواياها.
واختتمت بقولها: "إن انتخاب ترامب يخلق فرصا جديدة. فقادة إسرائيل على استعداد للمجازفة من أجل السلام عندما يشعرون أنهم يحظون بدعم كامل من قبل الولايات المتحدة. وفي المقابل، فإن مناخ الانتقاد والإكراه، المتجسد في منتدى باريس، محكوم عليه بالفشل".