«قاضي قضاة بهنسا».. مقاصد وطقوس وضريح يستغيث (فيديو وصور)

مبنى قديم جار عليه الزمان.. شقوق الجدران تحمل من الرسائل والأماني الكثير.. باب خشبي قديم.. سجادات حمراء.. أمامه (ترابيزات خشبية) مهملة.. وفي الزاوية إضاءة خضراء تحيط بمقبرة محاطة بالأسلاك.. أنه ضريح «قاضي قضاة بهنسا».

«قاضي قضاة بهنسا».. الضريح الأشهر بمحافظة المنيا، مقبرة أثرية لجأ إليها العديد من المعتقدين في الدعاء إلى «أولياء الله، والصحابة»، مبنى متهالك دُهن باللون الأصفر، الذي تسببت الشمس في ضياعه، وأعلى الباب الخشبي القديم، قطعة من الجير الأبيض كتب عليها «مقام سيدي علي الجمام»، والذي حمل في «شروخ جدرانه»، أحلام وطموحات الوافدين على «الضريح».

يقع ضريح «سيدي علي الجمام»، غرب مدينة البهنسا الآثرية، بمحافظة المنيا، وعلى الرغم من عدم تأهيل المنطقة التي يقع بها «الضريح»، إلا أنه مقصد سياحي يلجأ إليها الوافدين من كافة محافظات الجمهورية، ليشهدوا تاريخ «الضريح»، الذي لاقى من الإهمال ما جعله مقبرة على أرض الفيوم ليس لها علاقة بالآثار -على حد وصف الأهالي-.

من جانبه، يقول سلام زهران، مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالبهنسا، إن الاسم الحقيقي لـ«سيدي علي الجمام»، قاضي قضاة البهنسا، هو «الأسعد أبو البركات»، ابن القاضي «الجليس عبد العزيز البهنسي»، لافتًا إلى أنه ليس الضريح الأصلي لقبة «علي الجمام»، مشيرًا إلى أن الضريح الأصلي، يقع أعلى التل الآثري بالبهنسا، موضحًا أنه وفي عام 1934 ميلاديًا كانت تجري حفائر من قبل بعض جماعات الإنجليز، الباحثين عن الآثار، متابعًا: «لكنهم لم يلتفتوا إلى ما يخرج من الأرض من آثار إسلامية، وحين أرادوا التنقيب أسفل الضريح فقرروا نقل الجثمان إلى مكانه الحالي».

واستكمل «زهران»، إن ضريح «علي الجمام»، من الأضرحة الهامة جدًا بمدينة البهنسا، ويتوافد عليه العديد من الزيارات لطلاب وافدين من شتى البلدان الأوربية، فضلا عن وجود ساحة «علي الجمام»، وهي معدة لاستقبال الزوار، وتم التطوير من قبل هيئة تنشيط السياحة بالمنيا والتخطيط العمراني، لكنها تفتقد إلى بعض أعمال الإنارة، وأعمال النظافة، لافتًا إلى أن ضريح «علي الجمام»، يجاوره ضريح «أولاد عقيل»، أبن أبي طالب، الذي يتوافد إليه العديد من الزيارات.