شبح «الحمى القلاعية» يهدد الثروة الحيوانية (تقرير)

الأربعاء، 04 يناير 2017 04:48 م
شبح «الحمى القلاعية» يهدد الثروة الحيوانية (تقرير)
آية عبد الرؤوف

كشف تفشي وباء «الحمى القلاعية» في المحافظات النقاب عن مشكلة تهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائي في مصر، حيث يصيب المرض الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الجمال والأفيال أما الخيول فلديها مناعة ضد هذا المرض، وتأتي العدوى عن طريق الحيوانات المريضة، حيث يوجد الفيروس في الحليب والبول والبراز والسيلانات الفموية.

طرق انتشار الحمى

تنتشر الحمى القلاعية بين الحيوانات عن طريق العلف الملوث بالفيروس، ومن خلال الغذاء والمياه الملوثة، و«الاستنشاق» حيث يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء في المناطق الموبوءة، ومن خلال العين بالملامسة، وعن طريق أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين، وعن طريق الأحذية وإطارات السيارات.

أعراض الحمى القلاعية

يظهر على الحيوانات عدد من الأعراض التى تؤكد إصابته بالمرض، حيث ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب خلال فترة تتراوح بين 24 و36 ساعة، وفي هذه الفترة يكون الحيوان ناقلًا العدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز، كما تتورم شفتا الحيوان المصاب وكذلك يسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة، وتنتشر الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قرحًا مؤلمة ملتهبة، لدرجة أنها تمنع الحيوان من تناول العلائق، وتسبب فقد الشهية.

كما تظهر الفقاعات نفسها على الأقدام، التي تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة وعرجا بالأرجل، ثم الارتعاش، وأخيرًا انخفاضا في إنتاج الحليب.

الإجراءات البيطرية للقضاء على الفيروس

لخص الأطباء البيطريون عددًا من الإجراءات للقضاء على فيروس «الحمى القلاعية» وهى التحصين لأنه الطريق الوقائي لمنع ظهور هذا المرض، حيث يكتسب الحيوان مناعة ضد المرض، والحقن بخافضات الحرارة، ويغسل الفم بمحلول الشبة 1% أو حمض البوريك 5% ودهنه بمرهم البوريك مع كلورات البوتاسيوم بنسبة بنسبة 10:1 لمعالجة القروح، أو يغسل الفم بماء الخل 5% ثلاث مرات يوميا، ثم يدهن الضرع بالاكتيول مع الجلسرين بنسبة 1:1 أو مرهم الزنك، علاوة على تنظيف وتطهير قروح القدم بمحلول كبريتات النحاس 10%، عدة مرات في اليوم ثم تدهن بالقطران أو الزيت، وإعطاء عليقة طرية سهلة الهضم، كما يعتمد العلاج في هذا المرض على الوقاية من حدوث العدوى الثانوية حيث يعطى الحيوان المضادات الحيوية ويتابع العلاج الموضعي حسب مكان توضع الآفة.

أما الأظلاف فتغسل بالماء والصابون ثم بمحلول الكرونيسين ثم تدهن بمرهم أكسيد الزنك والكريولين مع كبريتات النحاس وتلف الأظلاف بضماد وتدهن بالقطران، والضرع: يغسل بالماء الفاتر والصابون ثم بحمض البوريك4%، ويجب عزل الحالات المصابة في مكان بعيد ومنع اختلاطها مع الحيوانات القابلة للعدوى، وعدم انتقال الأفراد المكلفين برعايتها إلى حظائر الحيوانات السليمة، كما أوصى الأطباء بقطع الأرضيات الترابية والتخلص الصحي من علائق ومخلفات الحيوانات المصابة بالتطهير والحرق والدفن، وعدم إدخال حيوانات جديدة في موقع سبق تعرضه للعدوى إلا بعد إخلائه وتنظيفه وتطهيره وإدخال الحيوانات بالتدريج، وتقليل التعرض للمواد الملوثة مثل الثياب والأحذية والأدوات، وإزالة المواد العضوية، ثم استخدام الأحذية ذات الاستخدام لمرة واحدة، وتطهير الأحذية.

الوقاية

طرح بعض الأطباء البيطريين عددا من النصائح لوقاية الحيوانات من الحمى القلاعية، تبدأ بتحصين جميع الحيوانات «أبقار، جاموس، أغنام، ماعز» على مستوى الدولة دوريًا «كل 4 شهور لماشية اللبن أو كل 6 شهور للتسمين»، ثم جمع عينات «سيرم» من الحيوانات المحصنة قبل التحصين وبعده للاطمئنان على المستوى المناعي، ويليها المتابعة المستمرة للأبقار والمواشي والرقابة الدائمة عليها للتأكد من من أنها في وضع سليم وجيد، ثم إجراء فحوصات لكل الماشية المستوردة وتعقيمها وتطهيرها في كل الموانىء بالدولة.

وعقد ندوات لتوعية المواطنين في شتى أنحاء الدولة، فضلًا عن منع استيراد الحيوانات الحية من الدول التي ظهر بها المرض ويسمح باستيراد اللحوم المجمدة المشفاة والمنتجات الحيوانية والألبان ومنتجاتها من الدول الخالية من المرض لمدة ستة أشهر سابقة على التصدير، بالإضافة للتحصين الوقائي الذي يتم مرتين في العام.


الحمى القلاعية والإنسان

إصابة الإنسان بالحمي القلاعية نادرة وقد تحدث إصابات طفيفة لدي الأطفال الذين يتغذون على ألبان غير مغلية من حيوانات مصابة، وتستمر الإصابة لفترات زمنية قصيرة، ولكن يعتبر الإنسان أحد العوامل الناقلة للمرض من حيوان لآخر، حيث يعيش الفيروس بمنطقة الزور لمدة 24 ساعة وحتى الآن لم تثبت إمكانية انتقال الفيروس من إنسان لآخر.

ولا ينتقل المرض عن طريق لحم الماشية المصابة وذلك بسبب نظرية «التشميع»، حيث إنه بعد ذبح الماشية يفرز جسمها مادة «اللاكتيك أسيد» التي تقضى على فيروس المرض.

أما لبن الماشية المصابة فلا ينقل المرض في حالة الغلي لأن الحرارة أيضا تقضي على الفيروس، ولكن شرب اللبن قبل الغلي ينقل الحمى القلاعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق