الإمارات تسعى إلى «ثورة ثقافية» (تقرير)

الثلاثاء، 03 يناير 2017 10:38 ص
الإمارات تسعى إلى «ثورة ثقافية» (تقرير)

تعد إمارة أبو ظبى واحدة من أهم الحاضنات الثقافية فى العالم العربى، لكن يبدو أن قيادات الإمارات والإمارة تحديدا يسعون لوضعها على القمة، ومن أجل ذلك تعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، لتجعل من العاصمة الإماراتية مركزا ثقافيا مهما يتوازى وأهميتها الاقتصادية العالمية المعروفة، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على هوية وثقافة الشعب الإماراتي وتعزيزها؛ حيث نجحت الهيئة في المزج بين هويتها العربية، والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى بشكل أصبحت معه العاصمة الإماراتية جسرا للتواصل بين الحضارات والحوار بينها.

وتقوم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بإطلاق عدد كبير من المشروعات، وتخصيص العديد من المباني لتكون واجهات تراثية في واحة مدينة العين؛ لتؤكد وجود اهتمام حقيقى بالثقافة والتراث في الوقت الحالي.

وأطلقت الهيئة مشروعات ثقافية رائدة، منها أكاديمية الشعر العربي، والتي تعتبر أول أكاديمية ثقافية من نوعها في الوطن العربي، وبرنامج «شاعر المليون» للشعر النبطي، ومسابقة «أمير الشعراء» للشعر الفصيح، و«جائزة الشيخ زايد للكتاب» بفروعها التسعة، بالإضافة إلى مشروع إنشاء «بيت العود العربي»، والذي يهدف إلى تطوير تقاليد العزف على آلة العود، ووضع مناهج لتحسين صناعتها وإتقانها والبحث في تاريخها.

وتعد هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من أنشط الهيئات في مجال إحياء التراث الوطني والمحافظة على الهوية الوطنية؛ حيث أن لديها العديد من المشروعات لإحياء التراث الوطني، من بينها المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يحافظ على روح التراث ويرسخ الأصالة العربية، ومعرض أبوظبي للكتاب، ومهرجان الظفرة لمزاينة الإبل في مدينة زايد، والتي انتهت فاعلياته الأسبوع الجارى، بالإضافة إلى مهرجان «ليوا للرطب» في المنطقة الغربية من أبوظبي، وهو أكبر مهرجان للتمور في العالم، ويتضمن كل منها فعاليات تراثية تغوص في قلب التراث الإمارتى، كالسوق الشعبي، وحرف الصناعات اليدوية.

وتبنت الهيئة عددا آخر من مشروعات تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية، التي تمثل صونا لركائز التراث الوطني، فضلا عن تنظيم مركز المواهب والإبداع التابع للهيئة فعاليات تراثية للأطفال في المسرح الوطني في أبوظبي، وتشمل «السنع واليولة والعيالة والحربية»، وكلها نابعة من تراث المجتمع الإماراتى القديم.

وبعد نجاحها العالمي المتميز في قيادة جهود تسجيل الصقارة في نوفمبر 2010، وفي تسجيل مدينة العين في يونيو 2011 على قائمة التراث الإنساني والعالمي، ضاعفت الهيئة جهودها لتسجيل عدد من ركائز التراث الوطني المتفردة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في «اليونسكو»، وفي مقدمتها حرفة «السدو» الخاصة بمهارات النسيج التقليدية في الإمارات، والألعاب الشعبية، وفن العيالة وتراث التغرودة.

وأخذت الإمارات على عاتقها المضي قدمًا لإحياء التراث الإماراتي، وأنشأت هيئات ودوائر للسياحة والتراث في إمارات الدولة السبع، للإشراف على المواقع التراثية بكل إمارة، وتقدم من خلال هذه المواقع كل ما كان سائدًا في حياة الأجداد في الماضي؛ حيث يختص كل موقع بخصائص تميزه عن غيره، كما يتم إحياء جميع المناسبات والاحتفالات الوطنية والاجتماعية التي تقام على مدار العام من خلال دمجها بلمسات من التراث الإماراتي القديم.

ويشكل التراث الإماراتي معلما حضاريا يشع ضياؤه على العديد من البلدان التي سافر إليها هذا التراث، عبر الرحالة، والبعثات الدبلوماسية والثقافية، والمهرجانات والمراكز الثقافية، لإبراز الجوانب المضيئة في حضارة الإمارات المنقولة.

وتبرز هيئات ودوائر السياحة والتراث الهوية الوطنية الإماراتية، من خلال الممارسات الحية للعادات والتقاليد المحلية أمام السائحين، خاصة كرم الضيافة العربية، والاحتفاء بالضيف، من خلال تقديم القهوة المحلية «العربية» والتمر والترحيب به.

كما يعتبر الإماراتيون زيهم التقليدي كنزا وميزة؛ حيث لايزال المواطن الإمارتي يعشقه ويحافظ عليه، من خلال الشكل السائد لملابس الرجل والمرأة، فضلا عن الحُلي التي تتزين بها النساء في المناسبات، وعلى الرغم من دخول بعض مظاهر الحضارة والتطور عليها، إلا أنها لاتزال تحتفظ بهويتها التراثية الوطنية؛ حيث يلبس الرجال الدشداشة أو الكندورة، وهى ثوب طويل، بجانب الغترة وهي غطاء للرأس أبيض اللون، والعقال وهو عبارة عن جديلة صوف سوداء دائرية، بينما تلبس النساء العبايات السوداء، والتي تغطي الجسم من الرأس إلى القدم، والشيلة لتغطية الرأس، بالإضافة إلى البرقع، والذى يرتديه النساء كبار السن، وهو قناع مفرغ من منطقة العينين، ويغطي الحاجبين والأنف والفم.

ومن العادات التي تبرزها دوائر السياحة والتراث في مواقعها التراثية والسياحية، وتجد إقبالا كبيرا من السائحين، الحنة الإماراتية «النقش على اليدين» في مناسبات العيدين، والتحية الوطنية، وهى إلقاء التحية بلمس الأنف بالأنف، وهي من العادات العربية العريقة والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وتمارسها الكثير من شعوب العالم الأخرى بالطريقة نفسها، مثل شعب أستراليا الأصلي، وهي عادة تدل على العزة والكبرياء والقوة عند العرب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق