«دير جبل الطير».. لـ «المنيا» نصيب من رحلة العائلة المقدسة (صور)

الإثنين، 02 يناير 2017 04:06 م
«دير جبل الطير».. لـ «المنيا» نصيب من رحلة العائلة المقدسة (صور)
فريدة كساب

تعج قرية دير جبل الطير، بمركز سمالوط، محافظة المنيا، بملايين الزائرين الوافدين من البلدان «الأوربية، والعربية»، وزائرين محليين من مختلف بقاع الجمهورية، تزامنًا مع بداية صيف كل عام؛ لزيارة معالم كنيسة «السيدة العذراء»، الشاهد على عبق التاريخ، بداية من هروب «السيدة العذراء» بين الجبال من الرومان، ضمن رحلة العائلة المقدسة بالأراضي المصرية، حيث كان للمنيا نصيبًا من رحلتها، لتخطو «السيدة العذراء، والسيد المسيح» خطوات منسوجة من تراث: «ديني، وتاريخي»، يصعب محوه على مر السنوات.

علي ارتفاع نحو 100 متر، وعلى بعد نحو 30 كيلو متر، يقع دير «السيدة العذراء»؛ بجبل الطير شرق النيل عن مركز سمالوط، الذي يعد من أكبر الأديرة المتواجدة بالجمهورية، فضلًا عن ازدحامه بالسكان، وقاصدي زيارته من: «المسلمين، والأقباط»، حيث تجاوز زواره الـ 3 مليون زائر كل عام، و تولي الأجهزة لها أهمية خاصة، مع توفير كافة سبل الأمان لتأمين الاحتفالات داخل دير «السيدة العزراء».

تعود تسمية دير جبل الطير لوجود مجموعات من طيور «البوقيرس» المهاجرة من أوربا إلى إفريقيا، ذهابًا وإيابًا في العام ذاته، والتي كانت تستقر بالجبل، حينها كان يصعب رؤية الجبل لتواجد تلك الطيور البيضاء بكثافة، والتي كانت تنقر بنقارها تاركة أثر استخلاصها للكالسيوم من الجبل، وكل طائر يمسك في الجبل «مرفرفا» بجناحه حتي الموت.

كما قال تقي الدين المقريزي، وسمي دير جبل الطير باسم دير السيدة العذراء؛ وذلك لمرور السيدة العذراء عليها خلال رحلتة العائلة المقدسة هربا من الرومان، حيث استقرت داخل مغارة تقع كبقعة مقدسة داخل كنيسة «السيدة العذراء» المتواجدة بالدير.

تعددت المسميات التي أطلقت على الدير من بينها «دير الكف»، ويرجع ذلك إلى وجود صخرة كادت أن تسقط على العائلة، فقام السيد المسيح بدفعها، ما ترك أثر يده الشريفة على الصخرة، كما اطلق على الدير «دير البكارة»؛ ويرجع ذلك لوجود بكرة كانت تستخدم للصعود والنزول من أعلى الجبل، كما ذكر علي مبارك في الخطط التوفيقية.

ويقول الأب متى كامل، خادم الكنيسة: «إن الساحرة الظالمة أرادت أن تنتقم من السيد المسيح في طفولته والسيدة العذراء وأثناء تواجدهما بالجزيرة السفلية بالدير استخدمت الساحرة سحرها لإسقاط الصخرة عليهما، لكن تم تحطيمها عندما أشار السيد المسيح بيده للصخرة؛ فتصلبت مكانها وطبع كفه عليها دون أن يلمسها، وسقطت الساحرة في التو بكتبها وسحرها والسلاسل الحديد»، لافتًا إلى أن تلك الصخرة كانت متواجدة بالمكان حتى أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، وهي الآن متواجدة بالمتحف البريطاني باسم الآثار المصرية».

واستكمل الأب متى: «أنه من الناحية الغربية للدير تقع الكنيسة الآثرية التي تطل على نهر النيل؛ في مشهد هو الريد من نوعه، ثم الناحية الجنوبية والشرقية، توجد مدافن يرجع بعضها للعصر الفرعوني، والتي اعيد استخدامها مرة أخري في العصور المسحية الأولى تبركا بقدسية المكان، والتي ترجع بالقرن الرابع الميلادي تحديدًا في عام 328 ميلاديا».

وتابع: «جاءت إلى الجبل الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الأول، وعندما علمت من الأهالي أن العائلة المقدسة قامت بزيارة المنطقة واختبأت في المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء»، متابعا: «وهي عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفي عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثاني والثالث بالكنيسة»، كما توجد في مدخل الكنيسة لوحة مصنوعة، ومرسومة من الفسيفساء الملون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة