سفير العراق الجديد: مصر عمود الخيمة العربية
الأربعاء، 28 ديسمبر 2016 10:10 ص
أكد السفير حبيب هادي الصدر سفير العراق الجديد لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أن مصر هي عمود الخيمة العربية وبدونها لا توجد دول عربية، مشيرًا إلى أن حرارة استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له عند تقديم أوراق اعتماده أكدت عمق وقوة العلاقات المصرية العراقية.
وقال «الصدر» في تصريحات اليوم الأربعاء، إن العلاقات المصرية العراقية أخذت منحى آخر من القوة والصلابة والعمق الاستراتيجي خلال الفترة الأخيرة تحت قيادة الرئيس السيسي، مؤكدا عزم الدولة العراقية على المضي قدما في سبيل تطوير هذه العلاقات.
وأضاف أن لديه خطة استراتيجية من أجل عبور هذه العلاقات من مرحلة التفاهم والتنسيق والدفء إلى مرحلة الانطلاق في المجالات كافة، مؤكدا أن لدى مصر والعراق قيادة وحكومة وشعبا رغبة أكيدة في العودة إلي العلاقات التاريخية بين البلدين على جميع الأصعدة.
وتابع: «لم نعد نمتلك سياسة الرفاهية في تضييع الوقت أكثر من ذلك»، مشيرًا إلى أن مصر والعراق في خندق واحد ولديهما هدف واحد في الرقي بمستوى هذه العلاقات في ظل العدو المشترك وهو الإرهاب والجماعات المتطرفة.
وأشار إلى أن وصف وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري لمصر بأنها «الأكبر العربي» لم يأت من فراغ، مؤكدا أن مصر هي عمود الخيمة العربية وبدونها لا توجد دول عربية ولا خيمة.
وأردف قائلا: «إن العراق منفتح علي مصر انفتاحا حقيقيا وجديدا»، موجها رسالة إلي مصر قيادة وحكومة وشعبا مفادها أن العراق يفتح يده لمصر في مختلف الميادين والأصعدة كافة.
ونفى السفير حبيب هادي الصدر سفير العراق الجديد لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية وجود أي نقاط خلاف بين القاهرة وبغداد، مؤكدًا وجود تفاهم بين البلدين يحتذى به في المحافل الدولية وفي قاموس العلاقات بين الدول، وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التنسيق والتفاهم بين القاهرة وبغداد في المنابر الدولية من أجل خدمة القضايا العربية الشائكة.
وكشف السفير الصدر عن الانتهاء من اتفاق بين الدولتين على مد أنبوب نفطي من العراق إلى مصر عبر الأردن، مؤكدا أن بغداد حاضرة في أي وقت من أجل توفير المواد النفطية لشقيقتها الكبري مصر، ونفى أن يكون التقارب المصري العراقي على حساب علاقات مصر مع أى دولة عربية أخرى، مؤكدا أن العلاقات المصرية العراقية تاريخية ولا تحتاج أن تستغل مواقف أو غير ذلك والتاريخ شاهد على ذلك.
وأضاف السفير العراقي الجديد لدي القاهرة أنه سيبذل كل جهده خلال المرحلة المقبلة مع المسئولين المصريين حول تسهيل دخول العراقيين لمصر سواء كسائحين أو دارسين أو مستثمرين، مؤكدا أن العراق قيادة وحكومة وشعبا يرفع شعارا حاليا هو أن "مصر أولي من الغريب" في إشارة منه إلي أن الشعب العراقي يرغب فى زيارة مصر من أجل إنعاش الاقتصاد المصري عبر السياحة ومجالات أخري بدلا من الذهاب إلي تركيا ودول أخري.
وأعرب السفير الصدر في الوقت ذاته عن تفهمه للإجراءات المصرية في هذا الاتجاه، مناشدا السلطات المصرية عدم الخوف من العراقيين لانهم يعلمون جيدا أن أمن مصر من أمن العراق والعكس.
وقال السفير حبيب هادي الصدر سفير العراق الجديد لدى القاهرة إنه سيعكف خلال الفترة القصيرة المقبلة على توثيق العلاقات بين العراق ومشيخة الأزهر الشريف، مؤكدا أن الأزهر قبلة الاسلام الوسطي وهو ما يهدف إليه العراق حاليا أيضا.
وأشار إلي أن العراق يسعي إلي مشاركة الأزهر في تجديد الخطاب الديني على المنابر العراقية، مؤكدا تأييد الحكومة العراقية والشعب العراقي لدعوة الرئيس السيسي بشأن تجديد الخطاب الديني وإقامة الدولة الوطنية.
وكشف عن زيارة مرتقبة لمشيخة الأزهر للقاء الأمام الأكبر شيخ الأزهر والتنسيق معه حول دور الأزهر في تجديد الخطاب الديني في العراق والعالم أجمع، مقدما تعازيه وتعازي الدولة والشعب العراقي فى ضحايا الكنيسة البطرسية في الحادث الإرهابي الذي وقع مؤخرا، مؤكدا أيضا على حرصه على التواصل مع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قريبا.
وحول دوره في الجامعة العربية كونه أيضا مندوب العراق فيها، أكد السفير حبيب هادي الصدر سفير العراق الجديد لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية أن العراق يرسل رسائل واضحة أنه يتمتع بعمقه العربي داخل أروقة الجامعة العربية، رافضا "المزايدات والإفتراءات" على العراق وشعبه.
ولفت إلي أنه سيسعى خلال تواجده في الجامعة العربية إلى المشاركة بقوة في القرار العربي، منوها إلى التنسيق الكامل والتفاهم الواضح مع العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر من أجل القضايا العربية والملفات العربية الراهنة.
وأكد أن مصر والعراق يسعيان وبكل قوة إلي وقف نزيف الدم العربي وإنهاء الصراعات القائمة وأن مواقف البلدين متطابقة بشأن العديد من القضايا العربية الراهنة، مشيرا إلى أن القاهرة وبغداد مع الحلول السياسية للازمات الراهنة وأن الحل العسكري بات غير فعال ويؤدي إلي تدمير الدول ونزوح الشعوب.
واختتم برسالة وجهها لمصر قيادة وحكومة وشعبا قائلا: «إن العمل المشترك ومصالح الشعبين والانتعاش الاقتصادي وتوفير فرص الاستثمار وزيادة التبادل التجاري والتعاون البناء وغير ذلك من الأصعدة هي أهداف خلال المرحلة المقبلة لن ندخر جهدا في سبيل تحقيقها مهما كانت التضحيات».