واشنطن بوست: أوروبا ربما تواجه مستقبلا قاتما مع الإرهاب

الأحد، 25 ديسمبر 2016 12:35 م
واشنطن بوست: أوروبا ربما تواجه مستقبلا قاتما مع الإرهاب
واشنطن بوست

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الصادرة اليوم الأحد، أن جهود تنظيم «داعش» الإرهابي لزرع الرعب في أوروبا زادت من الضغوط على كاهل سلطات مكافحة الإرهاب هناك فضلا عن أنها أجبرت المواطنين والقادة على الاعتراف بدخولهم حقبة جديدة تعتبر فيها الهجمات الإرهابية حقيقة من حقائق الحياة وليست مجرد استثناء.

ونسبت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إلى قادة من الاتحاد الأوروبي قولهم إنهم تفقدوا الحواجز الأمنية وعززوا الرقابة على الحدود في ختام عام كامل من الهجمات الإرهابية انتهت بحادث الاعتداء على أحد أسواق أعياد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين.

وقالت الصحيفة إن أحداث برلين الأخيرة أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التغييرات الأمنية كافية لمنع تكرار العام الذي شهد تفجيرات في بروكسل ومذبحة في مدينة نيس بفرنسا وإطلاق النار في متجر في ميونخ.

وفي هذا، يقول مسئولون ومحللون، إن دعوة قادة «داعش» لأتباعهم من أجل التخطيط وتنفيذ الهجمات الفردية في أوروبا قد تكون نذير شؤم أمام الجهود الرامية للحد من العنف، وأشاروا إلى العوائق الفعلية التي تقف أمام عمليات مراقبة المشتبه بهم داخل أوروبا باستمرار.

ومع ذلك، أكد هؤلاء المحللون، أن تغيير التكتيكات الإرهابية يشير إلى نجاح سلطات مكافحة الإرهاب في أوروبا في التصدي لعدد كبير من الهجمات المحتملة مما يقدم صورة إيجابية حول الحقيقة القاتمة التي تفرض نفسها حاليا، وتؤكد أن ثمة أعمال عنف حتى وإن كانت على نطاق ضيق سوف تقع لا محالة.

ونقلت الصحيفة عن محمد محمود ولد محمود، ونائب مدير مركز جنيف للسياسات الأمنية، قوله: «كما نرى فإن شبكات الإرهاب تعاني من صعوبة كبيرة في تنفيذ عملياتها على نطاق واسع».

واعتبر أن حادث برلين لا يعد بالضرورة فشلا استخباراتيا، لأنهم إذا لم يراقبوا كل شخص مشتبه به، فإن هذه الأحداث يمكن أن تحدث في كل مكان على حد قوله.

وقالت الصحيفة، إن هجمات مثل هجمات برلين تتطلب في الحقيقة القليل من التخطيط المسبق أو الدعم اللوجستي، مما حرم السلطات من فرص تعقب وتدمير المتهمين سلفا، حتى عندما تم الإبلاغ عن الاشتباه في وقوع نشاط إرهابي، فالسلطات الألمانية راقبت بالفعل منفذ هجوم برلين، أنيس العامري، 24 عاما، قبل وقوع الهجوم لكنها أوقفت نشاطها بسبب عدم وجود أدلة لاتهامه بالشروع في تنفيذ أعمال إرهاب، وعلى الرغم من أن صلة «العامري» بتنظيم «داعش» لا تزال غامضة، إلا أن فيديو له قد تم نشره أمس الأول أظهره وهو يبدي ولاءه للتنظيم مما يوضح وجود نوع ما من الاتصال بينه وبين قادة التنظيم قبل ارتكابه للهجوم.

وأضافت «واشنطن بوست» أن حدود أوروبا المفتوحة سهلت حركة وانتقال المهاجمين المحتملين، وهي حقيقة أبرزت نفسها عقب نجاح «العامري» في الهروب من ألمانيا عقب الهجوم على متن قطار متجه إلى إيطاليا، بالرغم من أنه أصبح مطلوبا بشدة في أوروبا قبل قتله في مدينة ميلانو الإيطالية، الأمر الذي جعل بعض دول أوروبا تغلق حدودها خوفا من الإرهاب والهجرة غير الشرعية، لكنها سرعان ما فتحتها بسبب المتطلبات الاقتصادية واللوجستية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق