كلمة بطريرك الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق.. بمناسبة عيد الميلاد
السبت، 24 ديسمبر 2016 03:05 م
يترأس الأنبا إبراهيم إسحق بـطـريـرك الاسـكنـدريـة للأقـبـاط الـكـاثوليك، بـمصـر وبـلاد الـشرق، مساء اليوم، القداس الإحتفالى بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية العذراء مريم بمدينة نصر، وسط حضور عددا من رجال الدولة والشخصيات العامة وقادة الاحزاب.
وأكد بطريرك الكاثوليك فى رسالتة الرعوية للشعب، «أن ميلاد السيد المسيح هو عظمة تواضع الله وإحتار الفلاسفة والمفكرون حول سر التجسد، فإن تواضع الله ليس ضعفًا بل إرادته أن يتحد به الإنسان الذي يحمل رسالة الحياة وأمانتها فى إيمان وعمق ورجاء ثابت» بحسب الرسالة.
وقال: «أن كان هناك خطيئة آدم وحواء وهى الكبرياء، فلا يزال كبرياء الإنسان تمزق وجدان البشر، في الحضارات المتتالية كم من بشر ألّهوا أنفسهم، ومع التقدم والرقي إتخذت الكبرياء طرقًا جديدة، بعضهم ينادي برفض الإيمان والدين، وبعض آخر ينكر وجود الله ويوم الدينونة».
وأشار إلى أن البعض جعل العبادة للمال واللذة والسلطة، ولذا لم تنقطع الحروب بين البشر، ولن تنقطع طالما ظن الناس أنه بالامكان الإستغناء عن الله، لافتا إلى إن كبرياء البشر لا تبنى سوى بروج بابل ومدن الفوضى والحقد، في حين أن إعتمادنا على الله في تواضع وثقة، يكشف لنا حقيقتنا ويقيمنا في ديار الحب البنّاء، ويجعل من حياتنا على غرار طفل بيت لحم جسرًا بين السماء والأرض.
واكد أن ميلاد المسيح يجسد الرحمة الألهية، مشيرا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية إختتمت اليوبيل الإستثنائي التي كُرست للتأمل في رحمة الله ونشر كل ألوان هذه الرحمة فى أنحاء الأرض، وستظل رحمة الله واضحة في تاريخ البشر قديمًا وحديثًا، مشددا على أن العالم والبشرية فى حاجة إلى صياغة جديدة للعلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان، علاقات تحترم كرامة كل شخص وتقدس معنى الحياة وينبذ العنف والقسوة والظلم، وأن يرسي حقوق الشخص البشري، وأن تتعمق في الأجيال الصاعدة ثقافة العدل والرحمة والسلام.
واستطرد الأنبا: «اننا نرفع صلاتنا متحدين مع البابا فرنسيس، الذي يصلي من أجل وطننا العزيز في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها بلادنا، ومتحدين مع البابا تاوضروس الثاني وكل أبناء الكنيسة في مصر، من أجل شهداء الحادث الارهابي الغادر في الكنيسة البطرسية مؤمنين أنهم يشاركون القديسين في فرح الملكوت مصليين لشفاء المصابيين».
وبعث الأنبا إبراهيم إسحق بـطـريـرك الاسـكنـدريـة للأقـبـاط الـكـاثوليك رسالة محبة وتأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي وكل المعاونين له في قيادة مصرنا الغالية، وإلى كل شرفاء هذا الوطن العاملين من أجل كرامة المصريين، طالبين من الله أن يعمل كل مصري في موقعه بجد وأمانة لكي نواجه بشجاعة ما نحن فيه من تحديات وصعوبات، لتعبر مصر إلى مستقبل أكثر ازدهارًا وتقدمًا.