إعداد مجلد تكريمي لعالمة الآثار المصرية اللبنانية الراحلة «مي طراد»

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 12:13 م
إعداد مجلد تكريمي لعالمة الآثار المصرية اللبنانية الراحلة «مي طراد»
عالمة الآثار المصرية اللبنانية الراحلة «مي طراد»

صرح الدكتور حسين عبد البصير، مدير عام الإدارة العامة للنشر العلمي بوزارة الآثار، بأنه يجري حاليا إعداد مجلد تكريمي لعالمة الآثار المصرية اللبنانية الراحلة مي طراد «سيدة المتحف المصري بالتحرير» والتى توفيت الأسبوع الماضي في لبنان، مشيرا إلى أنه يشارك في إعداد هذا المجلد عدد كبير من علماء الآثار من محبيها من مصر وخارجها تكريمًا لتلك العالمة الكبيرة وتقديرًا لها ولدورها وعطائها خصوصًا في بيتها الأول والأخير المتحف المصري.

وأضاف عبدالبصير أنه من المتوقع أن تقوم وزارة الآثار بتكريم اسمها خلال الاحتفال بعيد الأثريين القادم في 14 يناير 2017، موضحا أن مي طراد كانت الوجه الأشهر المرافق لكبار الشخصيات الزائرة لمصر من الوفود الرسمية من رؤساء وملوك الدول الأجنبية وكبار الشخصيات الدولية عند زيارتها للمتحف المصري بالقاهرة.

وعن تاريخ وإنجازات عالمة الآثار الراحلة، أوضح مدير إدارة النشر العلمي أن مي طراد ولدت في عام 1930 وحصلت على ليسانس في الآثار المصرية القديمة في كلية الآثار جامعة القاهرة، وكانت محبة ومتفوقة جدًا في دراسة التاريخ وآثار مصر الفرعونية، وعقب تخرجها، عملت في مركز البحوث الأمريكي بمصر بمقره الرئيس في مدينة القاهرة.

وتابع أنه على الرغم من ذلك ومن ثراء عائلتها الكبير؛ فقد كان والدها من كبار رجال الأعمال وكان يمتلك أقدم مصنع لصناعة الكرتون «الورق المقوي» في مصر، قررت العمل كمتطوعة كأمينة متحف بعقد بسيط جدًا في المتحف المصري بالقاهرة في أوائل الثمانينات من القرن الماضي بناء على رغبتها؛ وذلك حتى يكون وجودها بالمتحف رسميًا.

وأشار إلى أن من بين أهم أعمالها في ذلك الوقت كان قيامها بأعمال نسخ بعض أجزاء السجل العام لآثار المتحف المصري بالقاهرة بواسطة الآلة الكاتبة الكهربائية، ويعد هذا السجل مصدرًا مهمًا للغاية عن المتحف المصري بالقاهرة وآثاره، وتم البدء في العمل فيه في أوائل القرن العشرين الميلادي، وكان هذا السجل العام المحفوظ بشكل ورقي قد صار في حالة يرثى لها.

 
وأضاف أن مي طراد كانت هي المراجع للمعلومات والصور والرسوم التي اهتمت بلصقها بنفسها ثم قامت الراحلة الكبيرة بتجليد ما انتهى من أجزاء السجل العام كي يكون عونًا للباحثين وللحفاظ على النسخ القديمة، لافتا إلى أن مي طراد كانت هي المعاون الأكبر لأغلب باحثي الآثار المصرية القديمة من المصريين والأجانب في البحث عن القطع الأثرية المطلوب دراستها وإمدادهم بالمعلومات والمراجع.

وعرض عبد البصير أهم أعمال مي طراد، وهو اختيار وتدريب بعض أمناء المتحف على كتابة بطاقات الوصف والمعلومات، وكانت تراجع اللغة التي تكتب بها تلك البطاقات خاصة اللغتين الفرنسية والإنجليزية، بل اللغة العربية أيضا، كما كانت تختار النصوص المناسبة لشرح الآثار وحجمها ونوع ولون الورق المقوى الذي تطبع عليه البيانات وتنسيق ذلك بدقة شديدة، كما كانت تضع البطاقات على فاترينات العرض المتحفي بنفسها حتى تحافظ على جمال الآثار المعروضة ولا تشوه أيًا من القطع الأثرية المعروضة بداخلها.

وأكد انه نظرًا لكون المتحف المصري هو بيتها الأول والأخير، فقد اهتمت بتنسيق المعروضات داخل فاترينات العرض المتحفي به بمشاركة أمناء المتحف والفنانين المهتمين، كما شاركت مي طراد في أعمال الأمناء ومنسقي العرض المتحفي الخاص بالقطع الأثرية الموجودة في قاعات وحديقة المتحف لعدد من الفنانين العظام منهم الراحلان شادي عبد السلام وصلاح مرعي وغيرهما ممن حضروا من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا للعمل في ذلك الأمر المهم للمتحف دون مقابل.

وأوضح ان الراحلة شاركت في تنظيم كل المعارض المؤقتة داخل المتحف المصري وخارجه كما حررت وعاونت في المراجعة العلمية واللغوية للمادة المصورة والمكتوبة الموجودة في تلك الأدلة المصاحبة للمعارض وكانت مي تتسم بالانضباط والدقة الشديدين في كل الأعمال التي تقوم بها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة