جامعة القاهرة تطلق مسابقة «نجيب محفوظ» في عيد تأسيسها الـ 108 (تقرير)

الخميس، 22 ديسمبر 2016 11:44 ص
جامعة القاهرة تطلق مسابقة «نجيب محفوظ» في عيد تأسيسها الـ 108 (تقرير)
ريم محمود

نظمت جامعة القاهرة، أمس الأربعاء، احتفالا بالعيد الـ 108 لتأسيسها تحت عنوان «الأديب والإنسان والقيمة والقامة»، في قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، بحضور الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، والدكتور جابر عصفور، والدكتور صلاح فضل، والدكتور هيثم الحاج علي، والأستاذ محمد سلماوي.

وافتتح الدكتور جابر نصار الاحتفالية قائلًا: إن اليوم يمثل تاريخًا مجيدًا للأمة للمصرية، الذي يمثل يومًا لتأسيس الجامعة المصرية، فمنذ قرن من الزمان و8 سنوات أنشئت هذه الجامعة المصرية؛ لتكون منبرًا للتنوير وللعلم والتعليم والتعلم، وقف ضد الاستعمار الذي كان يريد أمة جاهلة، واستطاع أن يجاهر أهل العلم بمناصرة الفكرة وأن يؤيدوها من وراء الحجب.

وأردف نصار أن الجامعة المصرية تأسست لتكون منطلقًا للإبداع والابتكار، وناشرة لنور العلم والتنوير، وأراد القدر أن تحمل مشاعل الفكر والتنفيذ فتاة مصرية هي الأميرة فاطمة بنت إسماعيل والتي وقفت وراء الفكرة وتبرعت بكل ما تملك، فخُلدت في التاريخ، فقد الجامعة المصرية من اسم فاطمة بنت إسماعيل تاريخًا يدرس وذكرًا يداوم الخلق على ذكره.

وأشار إلى أن هذه الجامعة التي انطلقت كمشعل للتنوير وللعلم والفكر، أخرجت من العلماء والأدباء من رفعوا اسم مصر عاليًا في كل مجال وفي كل مكان، ويأتي في المقدمة نجيب محفوظ، ابن هذا الوطن، وابن هذا التراب، وابن هذه مصر العظيمة، وملء الدنيا علمًا ونورًا، وحاربه التطرف واعتدى عليه، فكان كريمًا، وكان آخر ما تمناه أن يهدي من سعى إلى قتله عصارة فكره وأدبه وإبداعه، اليوم يذهب نجيب محفوظ إلى ربه بجسده ويعيش بيننا بالعلم والأدب وتأثيراته، لذلك عندما تحتفي جامعة القاهرة بحائز جائزة نوبل نجيب محفوظ أنها تحتفل بالأدب والعلم وتبعث رسالة بأن العنف والإرهاب وضيق الأفق لا علاج لها إلا بالثقافة والعلم والتعليم.

وأكد أن الجامعة تحكي حكاية أديب علم ما زال بعد وفاته يؤرق مضاجع المتطرف حتى وهو بين أيدي ربه، عندما نحتفي بنجيب محفوظ الذي لا يحتاج دفاعًا عنه ولكن ندافع عن القامة وعمق التأثير، إنما نريد أن نقول إن الثقافة والعلم هما طوق النجاة للأمة.

وأعلن رئيس جامعة القاهرة، إطلاق مسابقة تحمل اسم «نجيب محفوظ»، بجائزة قيمتها 50 ألف جنيه، بالإضافة إلى انطلاق المرحلة الثانية من مسابقة «اقرأ»، مشيرًا إلى تخصيص كرسي نجيب محفوظ بميزانية مبدأية مليون جنيه، على أن يكون لها مجلس من الأمناء والاساتذة الأربعة الحاضرين بالحفل اليوم وهم محمد سلماوي، والدكتور جابر عصفور، والدكتور صلاح فضل، والدكتور هيثم الحاج.

من جانبه، قال الناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل، «من جامعة القاهرة التي بعثت العلم والنور للأمم الأخرى، لابد أن نذكر أن نجيب محفوظ ليس نبتة شيطانية ولكنه كان فكرًا وعبقريًا، موضحًا أن هناك 4 من العلماء والأدباء هم من اقتدى بهم نجيب محفوظ، أولهم عالم أزهري هو الشيخ محمد عبده، الذي ضاق بالتعليم الأزهري فسعى إلى إصلاحه وعندما لم يستطع ذلك دعا إلى إنشاء الجامعة المصرية، التي جددت حقيقة الفكر الديني والمجتمع نحو النهضة، وهو المؤسس الأول للفكر المدني لمصر والوطن العربي.

واستطرد قائلًا: ثم جاء شاعر عظيم درس بمدارس الحقوق والترجمة، قبل إنشاء كليات بجامعة القاهرة، وهو شوقي الأبثلي، ثم طه حسين الذي رفع إلينا النقد والعلم والتاريخ، ثم توفيق الحكيم الذي جاء موازيًا لطه حسين، وهم الذين زرعوا أركان العلم والثقافة في مصر.

وفي نهاية كلمته طالب الناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل جامعة القاهرة بإنشاء كرسي لنجيب محفوظ في كلية الآداب، بالإضافة لمطالبته وزارة التعليم العالي بتدشين مواد في روايات نجيب محفوظ لتدريسها بكليات الآداب في الجامعات المصرية.

فيما قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن إلغاء الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لخانة الديانة من جميع الأوراق الرسمية بالجامعة يعيدها إلى منشأها وهدفها الأصلي، فهي جامعة دينها العلم دون النظر إلى ديانة الطلاب، مضيفًا أن اعتراض البعض على ذلك القرار يتيح لشاب لم يتجاوز الـ22 من عمره أن يصبح متطرفا، مضيفًا أن العقلاء فقط هم من يعلمون أن للكنيسة حرمة مثل المسجد.

وأردف عصفور أن الحملات والأفكار التطرفية هدفها إلغاء سمعة التطوير والتنوير في مصر، موضحًا أن البعض يتهم نجيب محفوظ بالخروج عن الأخلاق، ولكنه أخذ جائزة نوبل ورفع اسم مصر عالية.

وقال الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، إن نجيب محفوظ دائمًا ما تحدث عنا في كل أعماله ورواياته، وهناك جملة تبني السرد الروائي الأصل في توصيل الثقافات بين الشعوب، وهذا ما تميز به نجيب محفوظ.

وأوضح الحاج علي أن نجيب محفوظ كتبّ رواية «القاهرة الجديدة» والتي تحولت لفيلم سينمائي باسم «القاهرة 30»، ورواياته حللت أسباب أزمات المجتمع المصري في أعقاب الحرب العالميتين وهي ممهدة لثورة يوليو 1952، مضيفًا أن رواية «أولاد حارتنا» 1958، هي قنبلة نجيب محفوظ والتي أدى منعها من النشر تعبيرا عن أزمة هوية يواجهها المجتمع المصري في هذا الوقت، والتي كانت سببا من أسباب نكسة 1967.

وأكد أن كتابات نجيب محفوظ كانت مرآة صادقة في كل مراحل كتابته للمجتمع المصري وثقافاته، وقلمه كان يعبر عن الطبقة الكادحة بين الشعب المصري والشباب المتعلم من المصريين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق