هاني رسلان: المفاوضات مع إثيوبيا وصلت لطريق مسدود.. وشبح الجفاف يهدد المستقبل.. والحديث عن انهيار السد «تهريج»
الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 06:57 م![هاني رسلان: المفاوضات مع إثيوبيا وصلت لطريق مسدود.. وشبح الجفاف يهدد المستقبل.. والحديث عن انهيار السد «تهريج» هاني رسلان: المفاوضات مع إثيوبيا وصلت لطريق مسدود.. وشبح الجفاف يهدد المستقبل.. والحديث عن انهيار السد «تهريج»](https://img.soutalomma.com/Large/461647.jpg)
قال الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات دول حوض النيل بالأهرام، أن المفاوضات المصرية الأثيوبية حول سد النهضة وصلت إلي طريق مسدود، مشيرًا في الوقت ذاته إلي أن الحل العسكري مازال غير وارد، مُضيفًا في حواره مع بوابة «صوت الأمة»، أن زيارتي مستشار العاهل السعودي ووزير الخارجية القطري إلي أثيوبيا، تدخل في إطار الكيد والمٌقايضة السياسية، كعقاب علي موقف مصر من الأزمة السورية.. وإلي نص الحوار :
«سد النهضة» الأثيوبي .. إلي أين وصلت المفاوضات؟
للأسف الشديد المفاوضات وصلت إلي طريق مسدود، ومن وقت لأخر نسمع عن جلسات ولقاءات ومفاوضات وكلها لم ولن تُجدي نفعًا، والحل التفاوضي أصبح محلك سر ولن يحل الأزمة التي تُهدد مصر بمعاناة شديدة في المستقبل، وهُنا ليس أمامنا سوي القيادة السياسية، التي عليها التحرك السريع بحلول جديدة من أجل إنقاذ الوضع، ولدينا ثقة كبيرة في الرئيس عبد الفتاح السيسي في التدخل قبل اشتعال الأمور ووصول مصر إلي مرحلة العطش أو الجفاف.
معني ذلك أن اكتمال بناء سد النهضة يُعرض مصر لخطر الجفاف؟
بالتأكيد، ولكن ليس في الوقت الحالي، ومن المتوقع في المستقبل القريب أن تتعرض مصر لخطر المجاعة والجفاف، مالم تتخذ إجراءات سريعة، علي رأسها إيجاد موارد بديلة لمياه المنيل بعد انخفاض حصة مصر المتوقعة، علاوة علي تغيير أنظمة الري المُتبعة في ري المحاصيل، وعلي الرغم من ذلك ستدخل مصر في مُعاناة شديدة لا يعلم مداها إلا الله.
كيف تري ما يتناوله البعض من احتمالية انهيار سد النهضة؟
محض تهريج وهُراء، لا يمكن أن يقود الأمور إلي التطوير والتقدم والعلاج، ومن يردده عليه أن يفكر في حلول بديلة وسريعة للأزمة.
وهل استنزاف الحلول التفاوضية يعني أننا علي أعتاب الحل العسكري؟
علي الإطلاق، الحل العسكري بتوجيه ضربة عسكرية إلي سد النهضة، أمر مُستبعد منذ بدء الأزمة مع أثيوبيا، لاعتبارات عديدة، علي رأسها تكُلفة العمليات العسكرية في ظل الظروف الراهنة، وعدم وجود حدود مُشتركة مع أثيوبيا، لذلك لا بديل هُنا علي اللجوء إلي الحلول الدولية وإشراك عناصر ومنظمات دولية في المفاوضات.
كيف تابعت زيارة مستشار العاهل السعودي إلي أثيوبيا؟
لاشك أن زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي ، إلى سد النهضة الأثيوبي بداية الأسبوع الحالي، تدخل في إطار المقايضة والمٌكايدة السياسية، وتٌعد نوع من أنواع العقاب للدولة والنظام المصري علي موقفه من الأزمة السورية وتأييده لنظام بشار الأسد، علاوة علي إنها تٌعد تجاوز لكل الخطوط الحمراء في إطار العلاقات التبادلية المشتركة بين البلدين، وتخطي لكافة الاعتبارات القومية والعربية، بل أن الزيارة تلك تصل بالأمور إلي خط اللارجعة في العلاقات مرة أخري، فلايجوز لدولة عربية بحجم المملكة العربية السعودية، أن تعلن في موقف واضح وصريح وقوفها ضد مصر التي تُعد قلب الأمة العربية، وتحذو حذو دولة أفريقية تسعي لحرمان الشقيقة الكبرى من حقها في المياه، علاوة علي أن الموقف لا يمكن فصله عن مواقف العاهل السعودي «محمد بن سلمان» المتأرجحة خاصة في العلاقات الخارجية للملكة السعودية منذ توليه زمام الحكم في المملكة.
وهل ينطبق نفس الموقف علي زيارة وزير الخارجية القطري إلي أثيوبيا؟
لايمكن بأي حال من الأحوال فصل زيارة وزير خارجية قطر إلى إثيوبيا عن زيارة مستشار العاهل السعودي إلي المملكة، والموقفان متشابهان وبينهما كل التطابق في الكيد والعداء ضد مصر، ولاسيما أن الموقف القطري من مصر معروف مُسبقًا وبالتحديد عقب ثورة الثلاثين من يونيو، حيث اتخذت دولة قطر موقف شديد العداء مع النظام المصري، وتريد بزيارة وزير خارجيتها إلي إثيوبيا التي أصبحت تُصنف من الدول المُعادية لمصر، أن ترسل رسائل إلي النظام هُنا مفادها تشجيع أثيوبيا علي بناء سد النهضة، وسط أنباء مؤكدة عن مشاركة قطرية في بناء السد، علاوة علي رغبة قطرية في السيطرة وبسط النفوذ علي منطقة الشرق الأوسط كبديل لمصر، وهو ما لن ولم يتحقق مُطلقًا.