«الإفتاء»: اعتداء برلين الإرهابي له نتائج خطيرة على المسلمين في ألمانيا
الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 11:56 ص
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدر الإفتاء المصرية أن العمل الإرهابي الذي وقع بالعاصمة الألمانية برلين ستكون له نتائج سلبية خطيرة على المسلمين في ألمانيا وأوروبا بشكل عام، كما سيعزز من مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وسيصعّب أكثر من أوضاع الجاليات والأقليات المسلمة هناك.
وأضاف المرصد في تعقيبه على العمل الإرهابي الدامي الذي وقع في برلين، والذي إستخدمت فيه شاحنة كبيرة لدهس حشد كبير من الناس في سوق لعيد الميلاد خلف وراءه ما لا يقل عن 12 قتيلًا و48 جريحًا، مؤكدًا أن هذا العمل يعزز من فرص وحظوظ التيارات اليمينية المتطرفة المعادية للأجانب بشكل عام، وللمسلمين على وجه الخصوص، وتزيد من فرص وصولهم إلى السلطة وتنفيذ برامجهم الموجه بالأساس لإستئصال المسلمين من مجتمعاتهم في الغرب وحظر دخول المسلمين إلى هناك.
وتابع المرصد أن وكالة "دي بي إيه" الألمانية قد نقلت عن مصادر في أجهزة الأمن أن منفذ الهجوم قد يكون باكستانيًّا أو أفغانيًّا، ويعتقد أنه وصل إلى ألمانيا كطالب لجوء في فبراير الماضي، وهو ما يعزز من إنتقادات اليمين المتطرف في ألمانيا والمعارضة لسياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تسهيل عمليات اللجوء إلى ألمانيا، وإستقبال عدد من اللاجئين من مختلف الجنسيات، وخاصة من اللاجئين السوريين، نظرًا للأوضاع الحالية في سوريا، وهو الأمر الذي ينذر بتعرض اللاجئين من الدول العربية والإسلامية إلى إعتداءات وممارسات عنصرية في أوروبا بشكل عام، وذلك بذريعة أن طلب اللجوء أصبح أحد أبواب تسلل الإرهابيين إلى الغرب، كما ينذر بإتخاذ السلطات الألمانية إجراءات من شأنها الحد من عمليات إستقبال اللاجئين من الدول العربية والإسلامية.
ولفت المرصد إلى أن هذا العمل الإرهابي يماثل إعتداء نيس والذي وقع في 14 يوليو في جنوب فرنسا حين دهست شاحنة الحشد المتجمع هناك في مساء العيد الوطني الفرنسي، ما تسبب في موجات هائلة من الاعتداءات التي طالت المسلمين هناك، بالإضافة إلى إتخاذ عديد من السلطات والدول لإجراءات تمييزية فيما يتعلق بالمسلمين هناك، وهو الأمر الذي من المرجح أن يتكرر في ألمانيا في أعقاب هذا العمل الشنيع، ما يعني أن المسلمين في الغرب بشكل عام هم الأكثر تضررًا جراء تلك الأعمال الإرهابية هناك.
ودعا المرصد كافة الدول الأوروبية إلى إتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المسلمين هناك، ومنع الإعتداء عليهم أو المساس بدور عبادتهم، لمنع التنظيمات المتطرفة من إستثمار الأعمال العدائية ضد المسلمين وتجنيد البعض منهم، ومن ثم تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية هناك، فحماية مسلمي أوروبا تمثل ركنًا رئيسيًّا في حماية الأمن القومي الأوروبي بشكل عام، وحماية للأوروبيين المسلمين من التعرض للدعاية المتطرفة والخبيثة المبنية بالأساس على ما يتعرض له المسلمون في عدد من الدول الغربية.