نورهان الشيخ: اغتيال سفير روسيا منحها «الشرعية» لمواجهة الإرهاب بالشرق الأوسط (حوار)
الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 05:49 مأمل غريب
أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وأستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، أن مخطط الوقيعة بين روسيا وتركيا فشل بجدارة كما سبق وفشل المخطط في اوكرانيا، وقالت قي حوارها مع «بوابة صوت الأمة» أنه من حسن حظ روسيا أنه كلما نصبوا لها فخا يسقط فيه الأخرين ودائما «ينقلب السحر على الساحر»، مشيرة إلى أن العلاقات السياسية والاقتصادية والمصالح الروسية التركية أكبر بكثير من مجرد الوقيعة بين البلدين.
وأوضحت أن روسيا لن تتهاون في القصاص لدماء سفيرها وكشف القوى الدولية والإقليمية التي تقف وراء مقتل السفير لفضحهم أمام المجتمع الدولي، كما أكدت أن الحادث أعطى لروسيا وعلى الحملة الروسية على الإرهاب في الشرق الأوسط فرصة شرعية كبيرة جدا ولن تستطيع قوة دولية أو إقليمية أو أي أحد مسائلة روسيا متى ستقف حملتها أو لماذا، كما لن يستطيع أحد لومها على أي إجراءات تتخذها للقضاء التام على الإرهاب وأعطاها مساحة كبيرة للتحرك في الشرق الأوسط بحرية.. وإلى نص الحوار:
ما تقيمك لحادث إغتيال السفير الروسي في تركيا؟
من الواضح أن هناك قوى دولية وإقليمية لا ترغب في تفاهم روسي تركي ولا في تطوير التعاون بين البلدين في نقطتين في غاية الأهمية، الأولى تتعلق بالملف السوري بشأن عام بعد التعاون التركي الروسي والخدمات الإستخباراتية التي قدمها الجانب التركي للجانب الروسي في حلب، وهو ما كان من المفترض أن يتم مناقشه وبلورته بشكل كبير في الإجتماع الثلاثي الذي كان من المفترض أن يتم اليوم، أما النقطة الثانية التي أرى أنها أكبر أهمية، هو مشروع«السيل الجنوبي» لنقل الطاقة من روسيا إلى أوروبا مباشرة، وللأسف الغرب عامة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عموما كانوا لا ترغبون في إتمام هذا المشروع الحيوي والذي توقف العمل فيه بالفعل، وبالتالي لا ترغب في إتمام مشروع «السيل التركي» البديل لمشروع «السيل الجنوبي» وهو ضرب للتعاون الروسي التركي وضرب للتفاهمات بشأن الملف السوري.
في رأيك من يقف خلف حادث مقتل السفير الروسي في أنقرة؟
لا أعتقد أن تنظيم داعش الإرهابي فقط هو من يقف خلف حادث الإغتيال أعتقد أن هناك قوى إقليمية ودولية كبرى تقف خلف الحادث وداخلية في تركيا، ولا أعتقد أن عبدالله جولن وحده هو من يقف خلف الحادثوأعتقد أن الموضوع أكبر منه بكثير، للأسف تركيا الأن منقسمة إلى حد كبير وفيها قوى تعارض أردوغان وسياساته، كما أرجح أن هناك غضب داخلي أستغل من قبل القوى الإقليمية والدولية ودفعوا بهذا الضابط، وبالتالي هي مجموعة عوامل أدت لوقوع هذا الحادث ومن المؤكد أن التفاهمات التركية الروسية الأخيرة في الملف السوري كانت لا تروق للكثيرين داخل تركيا.
هل عملية أغتيال السفير تهدف لعمل شرخ في العلاقات الروسية التركية؟
بالطبع يهدف هذا الحادث لعمل شرخ في العلاقات بين البلدين وخصوصا أن حادث الطائرة الروسية عمل شرخ كبير جدا وكان من المتصور أن حادث بهذه البشاعة والحجم أكيد سيضرب العلاقات الروسية التركية بشكل أكبر، لكن من الواضح أن البلدين تخطوه بدليل أن وزير الخارجية التركي اليوم في زيارة لروسيا، كما أن التصريحات التي صدرت عنهم تشير إلى أن البلدين تجاوزوا الحادث، بجانب إشادة وزير الخارجية الروسي «لابروف» بردود أفعال تركيا تجاه الحادث ومن الواضح أنهم توصلوا إلى تفهمات أن هذا الأمر يجب تخطيه أو تجاوزه مع الحرص أن يكون لروسيا قصاص كامل في هذا الأمر.
هل يمكن إعتبار الحادث رسالة لروسيا باستهداف سفراتها حول العالم من قبل التنظيمات الإرهابية؟
روسيا بشكل عام مستهدفة، وتنظيم داعش الإرهابي أعلن في يونيه 2015 وبعدها أن روسيا عدو له وأنه يستهدفها في كل مكان، لكن أعتقد أنه أن الأوان الأن أن يكون هناك حذر أكبر وتشديدات أمنية حول المسؤلين والدبلوماسيين الروس، وأن تؤمنهم كل دولة بشكل أكبر وتحديدا الدول الصديقة لروسيا لأن التنظيمات الإرهابية موجودة في كل دول العالم، ومنها مصر وتركيا وغيرها من الدول الصديقة لها، ومن الوارد أن يتم تحريك تلك العناصر الإرهابية لضرب المصالح الروسية مع الدول عن طريق استهداف ممثليها الدبلوماسيين، بجانب أن روسيا لم يكن لها أي سياسات عدائية تجاه الحكومات العربية والعالم العربي، بعكس الدبلوماسيين الأمريكيين المستهدفين طوال الوقت نتيجة للسياسات الأمريكية العدائية التي تنتهجها أمريكا تجاه العرب وللإسف أصبح الإرهاب يطول الجميع الأن.
هل يمكن إعتبار تركيا كإحدى ملاعب الإرهاب الدولي؟
بالتأكيد تركيا للأسف الشديد تأوي أعداد كبيرة جدا من أعضاء التنظيمات الإرهابية والمتطرفين، ليس فقط أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بل من غيرها من مختلف الجماعات الإرهابية والتي تم تيسير دخولها لسوريا في وقت من الأوقات، والأن تفر مرة أخرى لتركيا لأنها أساسا متوطنة في تركيا، وللأسف تركيا حاضنة كبيرة للإرهاب.
هل يمكن أن يغضب القيصر الروسي أم سيقتصر الأمر على التصريحات لحفظ ماء الوجه؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وعد بالقصاص ومعاقبة الفاعلين الأساسيين، وبالفعل هناك بعثة روسية وصلت أنقرة بالفعل لمتابعة سير التحقيقات مع الجانب التركي، فمسألة أن تترك روسيا القصاص لدم سفيرها ومعرفة من يقف وراء الحادث أمر مستبعد تماما حتى بعد أن قتل الضابط القاتل، وأرى أن روسيا لن تهدأ إلا بعد أن تصل إلى الجهات والهيئات التي تقف وراء هذا الضابط الشاب أو القوى الإقليمية والدولية التي تقف وراء الحادث وفضحها أمام الرأي العام الدولي وتحريك الدعاوى القانونية ضد تلك القوى، كما أن روسيا لا تطلق التصريحات الرنانة إلا إذا كانت تملك بين يدها دلائل حتى وإن تأخرت لفترة بسيطة حتى تستطيع مواجهة أي طرف إقليمي أو دولي أو داخل تركيا.
هل يكمن أن يؤثر حادث مقتل السفير على العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟
لا أرى أن الحادث سيؤثر على العلاقات بين البلدين لأن مصالح روسيا لدى تركيا حيوية جدا وغاية في الأهمية، بجانب أن مشروع «السيل التركي» يتبناه الرئيس الروسي شخصيا وحريص عليه جدا، هذا غير ملف الأزمة في سوريا، كما أن تركيا لديها كثير من الأوراق التي تحرص عليها روسيا للتفاهم مع تركيا بشأنها.
ولماذا لم تتخذ روسيا نفس الإجراءات التي أتخذتها مع مصر في حادث سقوط الطائرة الروسية؟
بالطبع هناك حالة إختراق أمني في كلا الحادثين سواء حادث سقوط الطائرة الروسية في مصر أو في حادث إغتيال السفير الروسي، لكن الحادثين يختلفان تماما، ففي الحالة المصرية يقدر الروس مصر، لكن ربما لا تكون مصر تمتلك نفس الأوراق التي لها أهمية في اللحظة الراهنة كما تمتلك تركيا بالنسبة لروسيا، وروسيا تقدر مصالحها في المقام الأول والتي لها أولاوية قصي مع الجانب التركي.
ما هي تداعيات الحادث على روسيا وعلاقاتها في الشرق الأوسط؟
من المؤكد أن مخطط الوقيعة بين روسيا وتركيا فشل بجدارة كما سبق وفشل المخطط في اوكرانيا، ومن حسن حظ روسيا أنه كلما نصبوا لها فخا يسقط فيه الأخرين أو بمعنى أخر يمكن القول أنه دائما ما «ينقلب السحر على الساحر» ولا تسقط روسيا في الشراك التي تنصب لها.
وما مستقبل روسيا في منطقة الشرق الأوسط بعد الحادث؟
الحادث أعطى لروسيا وعلى الحملة الروسية على الإرهاب في الشرق الأوسط فرصة شرعية كبيرة جدا ولن تستطيع قوة دولية أو إقليمية أو أي أحد مسائلة روسيا متى ستقف حملتها أو لماذا، كما لن يستطيع أحد لومها على أي إجراءات تتخذها للقضاء التام على الإرهاب وأعطاها مساحة كبيرة للتحرك في الشرق الأوسط بحرية، ليس هذا وحسب بل أعطاها الحادث دفعة قوية ليس فقط إقليميا ودوليا وحتى في الداخل الروسي الذي يطالب بالقصاص للسفير الروسي.
ما تقيمك لحادث إغتيال السفير الروسي في تركيا؟
من الواضح أن هناك قوى دولية وإقليمية لا ترغب في تفاهم روسي تركي ولا في تطوير التعاون بين البلدين في نقطتين في غاية الأهمية، الأولى تتعلق بالملف السوري بشأن عام بعد التعاون التركي الروسي والخدمات الإستخباراتية التي قدمها الجانب التركي للجانب الروسي في حلب، وهو ما كان من المفترض أن يتم مناقشه وبلورته بشكل كبير في الإجتماع الثلاثي الذي كان من المفترض أن يتم اليوم، أما النقطة الثانية التي أرى أنها أكبر أهمية، هو مشروع«السيل الجنوبي» لنقل الطاقة من روسيا إلى أوروبا مباشرة، وللأسف الغرب عامة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عموما كانوا لا ترغبون في إتمام هذا المشروع الحيوي والذي توقف العمل فيه بالفعل، وبالتالي لا ترغب في إتمام مشروع «السيل التركي» البديل لمشروع «السيل الجنوبي» وهو ضرب للتعاون الروسي التركي وضرب للتفاهمات بشأن الملف السوري.
في رأيك من يقف خلف حادث مقتل السفير الروسي في أنقرة؟
لا أعتقد أن تنظيم داعش الإرهابي فقط هو من يقف خلف حادث الإغتيال أعتقد أن هناك قوى إقليمية ودولية كبرى تقف خلف الحادث وداخلية في تركيا، ولا أعتقد أن عبدالله جولن وحده هو من يقف خلف الحادثوأعتقد أن الموضوع أكبر منه بكثير، للأسف تركيا الأن منقسمة إلى حد كبير وفيها قوى تعارض أردوغان وسياساته، كما أرجح أن هناك غضب داخلي أستغل من قبل القوى الإقليمية والدولية ودفعوا بهذا الضابط، وبالتالي هي مجموعة عوامل أدت لوقوع هذا الحادث ومن المؤكد أن التفاهمات التركية الروسية الأخيرة في الملف السوري كانت لا تروق للكثيرين داخل تركيا.
هل عملية أغتيال السفير تهدف لعمل شرخ في العلاقات الروسية التركية؟
بالطبع يهدف هذا الحادث لعمل شرخ في العلاقات بين البلدين وخصوصا أن حادث الطائرة الروسية عمل شرخ كبير جدا وكان من المتصور أن حادث بهذه البشاعة والحجم أكيد سيضرب العلاقات الروسية التركية بشكل أكبر، لكن من الواضح أن البلدين تخطوه بدليل أن وزير الخارجية التركي اليوم في زيارة لروسيا، كما أن التصريحات التي صدرت عنهم تشير إلى أن البلدين تجاوزوا الحادث، بجانب إشادة وزير الخارجية الروسي «لابروف» بردود أفعال تركيا تجاه الحادث ومن الواضح أنهم توصلوا إلى تفهمات أن هذا الأمر يجب تخطيه أو تجاوزه مع الحرص أن يكون لروسيا قصاص كامل في هذا الأمر.
هل يمكن إعتبار الحادث رسالة لروسيا باستهداف سفراتها حول العالم من قبل التنظيمات الإرهابية؟
روسيا بشكل عام مستهدفة، وتنظيم داعش الإرهابي أعلن في يونيه 2015 وبعدها أن روسيا عدو له وأنه يستهدفها في كل مكان، لكن أعتقد أنه أن الأوان الأن أن يكون هناك حذر أكبر وتشديدات أمنية حول المسؤلين والدبلوماسيين الروس، وأن تؤمنهم كل دولة بشكل أكبر وتحديدا الدول الصديقة لروسيا لأن التنظيمات الإرهابية موجودة في كل دول العالم، ومنها مصر وتركيا وغيرها من الدول الصديقة لها، ومن الوارد أن يتم تحريك تلك العناصر الإرهابية لضرب المصالح الروسية مع الدول عن طريق استهداف ممثليها الدبلوماسيين، بجانب أن روسيا لم يكن لها أي سياسات عدائية تجاه الحكومات العربية والعالم العربي، بعكس الدبلوماسيين الأمريكيين المستهدفين طوال الوقت نتيجة للسياسات الأمريكية العدائية التي تنتهجها أمريكا تجاه العرب وللإسف أصبح الإرهاب يطول الجميع الأن.
هل يمكن إعتبار تركيا كإحدى ملاعب الإرهاب الدولي؟
بالتأكيد تركيا للأسف الشديد تأوي أعداد كبيرة جدا من أعضاء التنظيمات الإرهابية والمتطرفين، ليس فقط أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بل من غيرها من مختلف الجماعات الإرهابية والتي تم تيسير دخولها لسوريا في وقت من الأوقات، والأن تفر مرة أخرى لتركيا لأنها أساسا متوطنة في تركيا، وللأسف تركيا حاضنة كبيرة للإرهاب.
هل يمكن أن يغضب القيصر الروسي أم سيقتصر الأمر على التصريحات لحفظ ماء الوجه؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وعد بالقصاص ومعاقبة الفاعلين الأساسيين، وبالفعل هناك بعثة روسية وصلت أنقرة بالفعل لمتابعة سير التحقيقات مع الجانب التركي، فمسألة أن تترك روسيا القصاص لدم سفيرها ومعرفة من يقف وراء الحادث أمر مستبعد تماما حتى بعد أن قتل الضابط القاتل، وأرى أن روسيا لن تهدأ إلا بعد أن تصل إلى الجهات والهيئات التي تقف وراء هذا الضابط الشاب أو القوى الإقليمية والدولية التي تقف وراء الحادث وفضحها أمام الرأي العام الدولي وتحريك الدعاوى القانونية ضد تلك القوى، كما أن روسيا لا تطلق التصريحات الرنانة إلا إذا كانت تملك بين يدها دلائل حتى وإن تأخرت لفترة بسيطة حتى تستطيع مواجهة أي طرف إقليمي أو دولي أو داخل تركيا.
هل يكمن أن يؤثر حادث مقتل السفير على العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟
لا أرى أن الحادث سيؤثر على العلاقات بين البلدين لأن مصالح روسيا لدى تركيا حيوية جدا وغاية في الأهمية، بجانب أن مشروع «السيل التركي» يتبناه الرئيس الروسي شخصيا وحريص عليه جدا، هذا غير ملف الأزمة في سوريا، كما أن تركيا لديها كثير من الأوراق التي تحرص عليها روسيا للتفاهم مع تركيا بشأنها.
ولماذا لم تتخذ روسيا نفس الإجراءات التي أتخذتها مع مصر في حادث سقوط الطائرة الروسية؟
بالطبع هناك حالة إختراق أمني في كلا الحادثين سواء حادث سقوط الطائرة الروسية في مصر أو في حادث إغتيال السفير الروسي، لكن الحادثين يختلفان تماما، ففي الحالة المصرية يقدر الروس مصر، لكن ربما لا تكون مصر تمتلك نفس الأوراق التي لها أهمية في اللحظة الراهنة كما تمتلك تركيا بالنسبة لروسيا، وروسيا تقدر مصالحها في المقام الأول والتي لها أولاوية قصي مع الجانب التركي.
ما هي تداعيات الحادث على روسيا وعلاقاتها في الشرق الأوسط؟
من المؤكد أن مخطط الوقيعة بين روسيا وتركيا فشل بجدارة كما سبق وفشل المخطط في اوكرانيا، ومن حسن حظ روسيا أنه كلما نصبوا لها فخا يسقط فيه الأخرين أو بمعنى أخر يمكن القول أنه دائما ما «ينقلب السحر على الساحر» ولا تسقط روسيا في الشراك التي تنصب لها.
وما مستقبل روسيا في منطقة الشرق الأوسط بعد الحادث؟
الحادث أعطى لروسيا وعلى الحملة الروسية على الإرهاب في الشرق الأوسط فرصة شرعية كبيرة جدا ولن تستطيع قوة دولية أو إقليمية أو أي أحد مسائلة روسيا متى ستقف حملتها أو لماذا، كما لن يستطيع أحد لومها على أي إجراءات تتخذها للقضاء التام على الإرهاب وأعطاها مساحة كبيرة للتحرك في الشرق الأوسط بحرية، ليس هذا وحسب بل أعطاها الحادث دفعة قوية ليس فقط إقليميا ودوليا وحتى في الداخل الروسي الذي يطالب بالقصاص للسفير الروسي.