تداعيات اغتيال السفير الروسي في تركيا (تقرير)

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 11:36 م
 تداعيات اغتيال السفير الروسي في تركيا (تقرير)
محمود علي

أثارت واقعة اغتيال السفير الروسي في أنقرة العديد من ردود الأفعال الدولية الغاضبة، فبينما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قد تغلق سفارتها في أنقرة للاشتباه بوقوع حوادث مشابهة، تُثير بعض التحليلات مخاوفها بشأن السيناريوهات المحتملة بعد هذا الحادث.

وكان من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران في موسكو اليوم الثلاثاء، لإعادة إطلاق محادثات للتوصل إلى حل بشأن الوضع في مدينة حلب السورية، حسبما قال مسؤول في الخارجية التركية، لكن تؤكد «سكاي نيوز عربية» أن الحادث الأخير قد يكون له تداعيات على هذا الاجتماع، وقالت: «يبدو أن عملية اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة ستلقي بظلالها على هذا الاجتماع؛ بل إنه في الغالب سيتم تأجليه، بيد أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت لاحق أن الاجتماع سيقام في موعده».

واغتيل كارلوف مساء الاثنين أثناء مشاركته في افتتاح معرض فني، حيث يتعرض لهجوم من رجل غاصب صرخ قائلاً: "هذا جزاء القتلة في حلب".

من جانبه قال محمد حامد الباحث المتخصص في الشؤون التركية أنه سيكون لهذا الحادث تداعيات وآثار ستدوم لسنوات عدة، مشيرًا أن هذا الحادث سيعيد العلاقات بين البلدين خطوات للخلف بعد أن سعي الرئيس التركي ترميم العلاقات مع موسكو منذ أن أعتذر عن مقتل الطيار الروسي في يونيو الماضي.

واضاف حامد في تصريحات لبوابة صوت الأمة إن الاغتيال يأتي في ظل تقارب تركي روسي سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا استخباراتيًا، وتدهور العلاقات التركية الأوروبية، مشيرًا أن الحكومة التركية في موقف محرج ولا يحسد عليه، لأنها فشلت في حماية سفير دولة عظمى وهو مستهدف، خاصة أن الحكومة التركية دعمت كافة التظاهرات المنددة بالتدخل الروسي منذ أن حدث في سبتمبر عام 2015، مشيرًا أنه منذ  أن تقدم الجيش السوري وحلفائه في حلب، والشارع داخل تركيا في حالة غليان كبيرة. وتتحدث تقارير صحفية حول أن الأمور خارج السيطرة خاصة في ملف حلب والتضامن معها. 

وأكد أن اغتيال السفير الروسي يُعد أكبر تهديد للأمن القومي الروسي منذ أن تدخلت في الأزمة السورية، ويدل على فشل تركيا في حماية البعثات الدبلوماسية وهذا مخالف للقانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية، ويؤثر سلبًا عن سمعة الحكومة دوليًا.

في نفس السياق يقول الباحث بالمركز العربي للبحوث والدراسات،  هاني سليمان إن حادث اغتيال السفير التركي يُعد بمثابة ضربة موجعة في العلاقات التركية الروسية، على خلفية أزمة الطائرة الروسية التي تم تجاوزها بشق الأنفس، مؤكدًا أن الحادثة ستؤثر كثيرًا على العلاقات بين البلدين، ربما البعض يشبه الحادث بما تم قبيل الحرب العالمية الأولى كشرارة أدت لاندلاعها، لكن يرى سليمان أنه سيتم تجاوز الأمر برمته دبلوماسيًا. 

أمنيًا يضيف هاني في تصريحات خاصة لبوابة صوت الأمة أن هناك تأثير كبير بالتأكيد في الداخل التركي، وربما تحدث أمور مشابهة وتتكاثر العمليات الأخرى في الداخل التركي، خاصة مع التفاعلات الاجتماعية والثقافية مع اللاجئين وقضاياهم، والتأثير المتبادل، خاصة في ظل وجود أكبر عدد لاجئين في تركيا، مشيرًا أن ربما تتكرر أيضًا عمليات انتقامية بشكل فردي أو منظم في المحيط الأوروبي كما حدث في برلين، مؤكدًا أن العالم يحتاج مدخل مختلف لتفسير تلك الأحداث التي تعبُر كونها عمليات إرهابية إلى نتيجة أكثر صعوبة؛ وهي فشل النظام الدولي في معالجة الأزمات الكبرى المستمرة في المنطقة والتي تعاني منها العديد من الشعوب.

وعلى المستوى الاقتصادي، توقع أنه سيكون امتداد لمعاناة تركيا الاقتصادية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، والتي استمرت حتى مطالبات أردوغان للأتراك بدعم العملة الوطنية وتحويل الدولار لليرة التركية، معتقدًا أن هذا الحادث سيكون له صدى مضاعف وتأثير كبير على الداخل التركي اقتصاديًا، خاصة لأنه ليس حادث عادي ولكنه محل اعتبار واهتمام دبلوماسي كبير للعالم.

وأكد أن روسيا ستستفيد كثيرًا من هذا الحادث في إطلاق يدها بشكل أكبر في الشأن السوري، وانفرادها بالهيمنة وتوجيه ساحة الحرب والقرار هناك، علاوة على شل يد تركيا في العمليات الداخلية وعملية درع الفرات، فلن يكون هناك نفس التنسيق والترحيب بانتشار تركي على نفس المستوى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق