«عبد الباسط عبد الصمد».. تحت سيطرة الجماعات المسلحة (فيديو)

السبت، 17 ديسمبر 2016 10:43 ص
«عبد الباسط عبد الصمد».. تحت سيطرة الجماعات المسلحة (فيديو)
أحمد مرجان

«تحلم أن تعيش ليوم واحد في أمن وأمان، كغيرها من القرى الآمنة، بعد أن أصبحت مهددة من قِبل جماعات مسلحة مجهولة تتردد عليها بشكل مستمر، يتحدثون بلهجات عربية غير مألوفة، ويقودون سيارات ذات شكل غريب، وأصبحوا يقاسمون الأهالي عيشتهم».

«قطاع طريق.. انتشار عمليات التنقيب عن الآثار.. استحواذ على الأراضي الزراعية.. عمليات سرقة.. تجارة المخدرات.. تجارة السلاح»..هذا هو حال قرية «عبد الباسط عبد الصمد»، التي تبعد 45 كيلو مترًا عن منطقة برج العرب بالإسكندرية، والتي تظهر عليها معالم الحياة البدائية نظرًا لافتقارها جميع الخدمات التي يستطيع أهالي القرية العيش من خلالها، وغياب المسؤولين عنها.

بنوع من المخاطرة والمشقة البالغة، تجولت بوابة «صوت الأمة» في قرية «عبد الباسط عبد الصمد»، لترصد عن قرب حقيقة ما يدور داخل القرية ومعاناة المواطنين بها.

وفي ظل ظروف غاية الصعوبة يعيش أهالي القرية وسط الكثير من المشاكل التي تمثل لهم أبجديات الحياة مثل عدم وجود صرف صحي، أو مواصلات أو مركز شباب أو رعاية صحية أو مدارس تعليمية، أو كهرباء ومحولات، إذ يحتاج بعضها إلى إحلال وتجديد، وبعضها يحتاج نقلة، فبقائها بهذه الصورة، يمثل خطرًا جسيما على أرواح المواطنين.

ويعد عدم وجود صرف صحي بالقرية، من أكثر المشكلات التي تواجه المواطنين، ما يدفعهم لحفر «أبيار» في الأرض يبلغ عمقها 25 مترًا، بديلًا عن الصرف الصحي، ما يسبب العديد من حالات الوفاة نتيجة الغرق فيها.

وأكد عدد من الأهالي أنه تم تخصيص 15 فدان أرض لإقامة مشروع للصرف الصحي منذ عام 2006، إلا أنه لم يتم تنفيذ المشروع إلى الآن دون معرفة السبب.

كما تعاني القرية من عدم توافر أي وسائل مواصلات، فضلًا عن تردي أوضاع الطرق المؤدية إليها، والتي أطلق عليها البعض «طرق الموت»، حيث كانت سببًا في وفاة العديد من أهالي القرية وأصبحت تشكل خطرًا على حياة المواطنين، حيث لم يتم رصفها منذ قرابة 30 عامًا، كما أنه لا يوجد طرق نهائيا داخل القرية.

«تردي الأوضاع الصحية»

وتفتقر القرية لجميع أنواع الرعاية الصحية، رغم وجود مستشفى كُتب على أحد جدرانها «الصحة عنوان الحياة»، ولكن الحقيقة على النقيض تمامًا، فالمستشفى مغلق طوال الـ 24 ساعة، ولا يوجد به أطباء، غير مدير المستشفى الذي يتردد عليه مرة كل أسبوع لبضعة دقائق لتوقيع الحضور، ولا يوجد سوى شخص واحد لحراستها.

وحاول محرر «صوت الأمة»، دخول المستشفى، مدعيًا أنه يعاني من ألم ويريد طبيبًا لتوقيع الكشف عليه، فقال حارس المستشفى إنه لا يوجد أطباء، وعندما شك في أنه صحفي، قام بطرده خارج المستشفى، قائلًا:«النهاردة الجمعة إجازة ومفيش كشف»، علمًا بأن اليوم كان يوم الأحد وليس الجمعة، ما يكشف واقعة فساد مالي وإداري لتقاضي أطباء المستشفى والعاملين به رواتب دون عمل، كما أنه يُعد تلاعبًا بأرواح المواطنين.

«المدارس مهجورة»

وتفتقر القرية للخدمات التعليمية أيضًا، حيث يوجد بالقرية مدرسة تضم مرحلتي «ابتدائي وإعدادي»، وتحتوي على ما يقرب من 12 فصلًا، ويوجد بها ما يقرب من 10 معلمين، كما يوجد مبنى لمعهد أزهري من المفترض أن به ما يقرب 10 معلمين، ولكن في الحقيقة لا يتواجد بالمدرسة والمعهد سوى 3 أو 4 مدرسين فقط طوال أيام الأسبوع، وفقًا لما ذكره الأهالي، كما أنه لا يتم إجراء اختبارات للطلبة بهما.

مركز شباب «مغلق»

أما مركز شباب القرية، فهو عبارة عن مبنى قديم يكاد يكون مهجورًا، نظرًا لعدم تواجد العاملين به بشكل مستمر، ولا يوجد به سوى غرف مغلقة بالأقفال، وطاولة «بينج بونج» متهالكة وأسلاك الكهرباء متساقطة قريبة من الأرض، ما يشكل خطرًا على حياة المواطنين، ولا يوجد بالقرية أي أنشطة سوى ملعب لكرة القدم يتم استئجاره للشباب بالساعة.


تهريب السلع التموينية

وطالب عدد من الأهالي، بتوفير منفذ لبيع المنتجات والسلع الغذائية، حيث أن الجمعية الاستهلاكية بالقرية مغلقة بشكل دائم وما يأتي لها من سلع تموينية تقوم ببيعها لأصحاب المحال التجارية بالقرية بسعر الجملة، ليتم بيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة مستغلين عدم وجود محال تجارية أخرى بالقرب من القرية، وهو ما لا يتحمله الأهالي، نظرًا لصعوبة حالتهم المعيشية.

«جماعات الليل»

كما طالب الأهالي بتوفير نقطة شرطة بالقرية لحفظ الأمن، حيث يعيش الأهالي في حالة من عدم الأمن نتيجة لتردد جماعات مسلحة مجهولة على القرية بشكل مستمر، ويتحدثون بلهجات عربية غير مألوفة لأهالي القرية الأصليين، ويقودون سيارات ذات شكل غريب، ما يثير الذعر بين الأهالي، كما أنهم متخوفين من أن تكون هذه الجماعات ذات صلة بالجماعات الإرهابية، خاصة وأن القرية بها العديد من الأشخاص المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، كما اتخذ العديد من هؤلاء الأشخاص القرية مسكنًا لهم.

ويعاني الأهالي من انتشار حالات السرقة والاستحواذ على الأراضي الزراعية عنوة، كما يعانون أشد المعاناة من قطاع الطريق مع حلول الليل، وتتحول القرية ليلًا إلى ظلامٍ دامس، نظرًا لعدم وجود أعمدة إنارة بها، ويدخل الأهالي إلى منازلهم لا يخرج منها أحد خشية السرقة وخوفًا من الجماعات المسلحة التي تتردد إلى القرية مع حلول الليل، كما يسمع الأهالي بشكل يومي وبصفة مستمرة أصوات طلقات لأعيرة نارية غير معلوم مصدرها.

وتنتشر بالقرية العديد من عمليات التنقيب عن الآثار، والسرقة، وتجارة المخدرات، وتجارة السلاح، والذي ينتشر بالقرية بنسبة كبيرة، وسط غياب تام للأجهزة الأمنية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق