مراحل هامة في هزيمة الفصائل والميليشيات السورية المسلحة (تحليل خبري)
الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 04:48 م
بثت وكالة الأنباء السورية، م قطعًا مصورًا للرئيس بشار الأسد، مهنئًا جنوده بالإنتصار الذي حققوه في مدينة حلب، والتي كانت تهدف الميليشيات المسلحة المعارضة إلى السيطرة عليها، حيث أستمرت الحرب فيها لأكثر من عام، ما بين كر وفر لتلك الميليشيات، ولتصبح عام 2016 شاهدة على نهاية على هزيمتهم الكاملة في مدينة حلب شمال سوريا.
شهدت مدينة حلب مراحل متعددة من الصراع ما بين الأطراف المتصارعة فيما بينها من مختلف الميليشيات والفرق المتناحرة بهدف السيطرة على المدينة لحساب طرف على طرف أخر بمشاركة ودعم من قوى إقليمية، وعلى مدى عام كامل من الحرب المستعرة إستطاعت القوات النظامية الحكومية التى يقودها بشار الأسد وبدعم روسي وإيراني، وبغطاء جوى عسكرى وقوات مدرعة إستطاعات القوى الداعمة للنظام السورى من استعادة المدينة، فى ظل حملة من التنديد كانت تقوم بها الميليشيات أملا فى أن يخف الضغط الدولي عليها، إلا أنها تلقت هزائم عدة من المرجح أن تغير من خريطة الصراع في سوريا بالكامل.
وبرغم الخسائر المتلاحقة التى من منيت بها الحركات المسلحة والتنظيمات الأرهابية المتطرفةك" جبهة النصرة " لجأت تلك الحركات المسلحة إلى عدة أمور للتخفيف من وقع الخسائر، بداية من محاولات جبهة النصرة، الذراع الأقوى لتنظيم القاعدة التابع لأيمن الظواهري، الهروب من وقع الضربات الأمريكية، بإعلان إنفصالها عن التنظيم وتغيير أيدولوجيتها الجهادية، والاندماج في صفوف الفصائل، تحت إسم جديد "فتح الشام"، وأن إنفصال جبهه النصرة المدعوم من الظواهري لم يؤكد سوى الهروب من قائمة الإرهاب الأمريكية، ورفعها من قوائم ضربات التحالف.
كما لم يكن الأنفصال كفيلًا بتغيير وجه المعركة، حيث لجأت الميليشيات إلى محاولات للتوحد إلا أنها باءت جميعا بالفشل، بسبب تغير الأهداف والأستراتيجيات والمصالح الضيقة الحاكمة لكل فصيل من الفصائل المسلحة المتناحرة فى الأستحواز بمدينة حلب، فمنذ إنطلاق الثورة على الرئيس بشار الأسد فى منتصف مارس عام 2011، بدأت الأطماع فيما بينهم وتحديدا بعد إستحواذ كل فصيل منهم على بعض الأماكن داخل معظم الأراضي السورية.
ففي سبتمبر الماضي، أعلنت الميليشيات عن عودة جيش الفتح مرة أخرى، وإنطوت تحته العديد من الفصائل لدخول معركة حلب، وأصبحت مقسمة تحت جيشين هما الأبرز "الفتح والإسلام"، وبدأوا معركة حلب الكبرى، وتمكنوا خلالها من السيطرة على مواقع للنظام السوري، وتوقفت المعارك بعد هدنة طالبت بها روسيا، لتعود مرة أخرى مسألة طرح المقترحات وتوحيد تلك الفصائل تحت لواء واحد بعد ضغوط دوليةة لتبدأ مرحلة جديدة تحت ما أسموه "ملحمة حلب الكبرى" لتعود الأنشقاقات في ضرب صفوف الفصائل مرة أخرى.
وإعلان 16 فصيلًا مسلحًا إستعدادهم لحرب كاملة ضد جماعة "جند الأقصى"، وذلك بعد 4 أشهر من إعلان "جند الأقصى" إنفصالها عن راية جيش الفتح، بعد خلافات حول علاقتها بتنظيم داعش الإرهابي، حتى أن إقتتال وقع بينهما، إنتهى بإعلان بيعة جند الأقصى لجبهة فتح الشام، وهو ما إعتبره البعض تغييرًا لخريطة الفصائل واندماجها مجددًا، وأن تلك البيعة جاءت لتوقف الاقتتال بين الفصائل المسلحة.
وعلى الرغم من إعلان جميع المليشيات السورية للتهدئة بين فصائلها وعدم وجود خلافات، ودمجها في تكتل مسلح جديد بمسمى "جيش حلب"، للحد من خسائرها الفادحة في معاركها ضد الجيش السوري، إلا أنها عاودت الانقسام من جديد، حيث إقتحمت عناصر جبهة فتح الشام، معسكرات ومستودعات جيش الإسلام، وفيلق الشام في مدينة حلب بدعوى عدم مساندة تلك الفصائل للمحاصرين في شرق المدينة.
قرار إقتحام المستودعات جاء من قبل مجلس قيادة حلب، الذي يضم جميع الفصائل المحاصرة، بسبب عدم مؤازراتهم أو التزامهم بالرباط، رغم الحاجة الملحة لهم ولأسلحتهم، الأمر الذي بدأ معه العد التنازلي لهزيمة تلك الميليشات وأنها تعاني من نقص حاد في الأسلحة ومشاكل كبيرة، أكد بدوره نجاحات الجيش السوري في حربه ضد الفصائل، الذى قاد حربًا مخابراتية من الطراز الأول، نجح خلالها في توسيع الشقاق بين الفصائل في ظل تزايد الضربات عليها في حلب، حتى أن الجيش رفض الهدنة الأخيرة التي أقرها مجلس الأمن داعيا عناصره إلى إستمرار القتال حتى إنتهاء المعارك.
يقول الجيش السوري إن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدمًا كبيرا في جنوب المدينة، وصلت إلى أكثر 90 % من مساحة المدينة، وأن مسلحي المعارضة لم يعد أمامهم إلا الاستسلام أو الموت، فيما تسيطر قوات الحكومة السورية الآن على أكثر من 97 في المئة من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب التقارير الرسمية السورية التى تؤكد قيام القوات السورية على باستكمال إستعادة المدينة بأكملها.