حكايات الشهادة لـ«عرائس الملكوت».. الغدر يقتل البريئات
الإثنين، 12 ديسمبر 2016 07:59 م
بابتسامة هادئة، ووجه صبوح، وبعينين دافئتين، تنظر مارينا فهمى إلى عدسة هاتفها المحمول، وتلتقط صورة لها عند مدخل الكاتدرائية لترسلها إلى صفحتها بـ"فيس بوك" كما هى عادتها عندما تذهب كل صباح أحد إلى الكنيسة، تبرر ذلك لصديقاتها بأنها تذكر أحبابها ومتابعيها بألا يبتعدوا عن الكنيسة. تكتب هذه المرة على صورتها "ندعو من الرب أن يقبلنا فى ملكوته" لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها شرف الشهادة.
مارينا ذات العشرين ربيعا، كانت مرتبطة بآباء الكنيسة، تعشق رائحة البهو الكبير، تستهويها طقوس العبادة وإشعال الشموع، كانت فتاة بريئة طاهرة تحب الجميع، ولاتضن بالمساعدة على أحد.
صفحتها على "فيس بوك" تسجل لها مشاركتها فى الأعمال الخيرية: توزع البطاطين فى الشتاء على الفقراء فى المناطق النائية، وتحضر كورسا للإسعافات الأولية لتكون على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة للجميع.
الجميلة مارسيل جرجس، حسب روايات نشطاء "السوشيال ميديا" كانت تستيقظ صباح الأحد، تسرع فى إعداد الطبق المفضل لجارتها المسلمة، وتحمل علبة حلوى المولد التى اشترتها فى المساء وتطرق الباب، فتفتح لها أم محمد وقد تهللت أساريرها: "إنتي أول حد يعيد عليا النهاردة"، فتبادرها مارسيل: "كلها ساعات والعيال يطبوا عليكى، ويسهروكى للصبح"، تدعو لها الجارة: "روحى ربنا ينور طريقك ويغمر حياتك بالرحمات"، وكأن ابواب السماء تلقفت الدعوى لتلقى مارسيل سيد الرحمات يسوع بعد أقل من 5 ساعات.
سامية جميل ذات الثلاثين ربيعا، تتمتع بجمال أخاذ، ووجه وضاء، دائمة التردد على الكنيسة المرقسية، تخرجت من الجامعة الأمريكية، تحمل الكثير من الأفكار والمشاريع الواعدة، حصلت على جائزة الابتكارات الشبابية، كل من يعرفها يصفها بانها كانت دينامو نشاط وحركة وأفكار، كانت نموذجا واعدا للشباب الذي يحمل في جعبته مشروعات كبرى وحلولا وأفكارا مختلفة، كتبت على صفحتها فى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، في حفل تخرجها: "أهم ما تعلمته فى الجامعة العمل ضمن فريق، مشكلتنا أننا لا نقدر جيدا منهج "team work".
روجينا رأفت، كانت على موعد مع الفرح بعد أسابيع، فقد تحدد أخيرا موعد الجبنيوت "العقد الأصغر" للزواج، لتجتمع فى الحلال مع من أحبت منذ سنوات، تتورد وجنتيها خجلا كلما بادرتها كلمات التهنئة من الحضور فى الكنيسة، توزع الوعود والدعوات لموعد الفرح والعقد الأكبر، بالرغم من انشغالها بترتيبات الفرح إلا أنها لم تشأ أن تتغيب عن الصلاة، تدعو الله من قلبها أن يرزق المحبة لصديقاتها فلن تكتمل فرحتها بدونهن.
وقفت برفقة والدتها فى قداس الصلاة، وقد اغرورقت عيناها بالدموع شكرا لله على نعمه، تشكره لانه اختار لها السعادة وجمعها بمن تحب، لم يخطر ببالها أن الرب اختار لها أن تكون برفقته فى الملكوت.