«السلخانة».. حي يعيش على «فواكه اللحوم»

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 12:04 م
«السلخانة».. حي يعيش على «فواكه اللحوم»
«السلخانة».. حي يعيش على «فواكه اللحوم»
محمد الشوبري

«فواكه اللحوم»، اسم يُطلقه من يعيشون في مستوى مادي مرتفع، على طعام البسطاء، الذي يعتبر في نظرهم «بقايا لحوم»، أما الفقراء والبسطاء يطلقون عليها «الحلويات»، فهي بالنسبة إليهم أفضل ما يمكن الحصول عليه من الذبائح لدى الجزارين، كما تتنوع طرق إعدادها العديد، فهي تحتاج لمهارة خاصة تبدأ من عملية التنظيف الجيد قبل مرحلة الطهي مرورًا بطهيها بطرق عدة.

وفي محافظة الغربية، تحديدًا في طنطا، يعيش حي بأكمله على «فواكه اللحوم» ويكسب منها قوت يومه، فمنطقة «السلخانة» بجميع شوادرها تمتلئ بالسيدات اللاتي يعملن في مهنة الجزارة وتنظيف بقايا اللحوم، فكثير بمنهم تُنظف سيقان المواشي «الكوارع» وتجري بعد ذلك عملية السلخ ومن ثم تزيل «الوبر والشعر» منها، ويقوم المواطنون بشراؤها بعد ذلك لطهيها على الفور.

وعلى قارعة الطريق، نصب بائعو «فواكه الجزارة» الشوادر بمنطقة السلخانة التابعة لحي ثانٍ طنطا، مشعلين مواقد الغاز واضعين عليها الأواني الكبيرة لتستوعب سيقان ورؤوس المواشي لتنظيفها بالماء المغلي، تبدأ بعدها مرحلة استخدام أسلحة الجزارة في استكمال عملية التنظيف، ثم مرحلة الغسيل جيدًا لتصبح خالية تمامًا من أي أثر للشعر، وهناك من يشتري تلك الحلويات دون تنظيف، لانخفاض سعرها على أن يتم تجهيزها بالمنزل، توفيرًا للأموال.

«حالة من المرح تحيط بهؤلاء الباعة أثناء إعداد الكوارع والفشة والبمبار، إلا أن الفترة الأخيرة أصبح عدد الزبائن محدودًا بسبب ارتفاع الأسعار»، هكذا وصفت أم بسيوني، المسؤولة عن أحد الشوادر حال بائعو فواكه اللحوم، وهي تقطع الكوارع على منضدة من الخشب تسمى «الأورمة»، لافتة إلى أن فواكه اللحوم هي الأنسب للمواطن محدود الدخل وكان يستطيع شراء كيلو لحمة الرأس بـ30 جنيها، ويأكل لحمة مثل الغني، إلا أنها سعرها حاليًا تجاوز 60 جنيهًا.

ويضيف نجلها «بسيوني»، «الفشة – أي رئة الذبيحة- الكيلو منها كان بنفس سعر لحمة الرأس، وأصبح 50 جنيهًا، والكرشة كانت بـ 35 جنيهًا، وارتفع إلى 60 جنيهًا واللسان حاليًا بـ 35 جنيهًا، و رأس الخروف كاملة بـ 55 جنيهًا، والكارع الواحد بـ35 جنيهًا، أما البمبار" المعروف بأنه سجق الغلابة، الذي يتم حشوه بالأرز والخضراوات فارتفع سعره بشكل كبير».

ويستكمل «بسيوني» أن الكرشة النظيفة بـ50 جنيها ، بعد إزالة الفضلات الموجودة بها، أما الأخرى 35 جنيها، مؤكدًا أن زبائنه من جميع المستويات من حيث الدخل، فهناك العديد من أبناء مدينة طنطا يقبلون على شراء «حلويات الجزارة»، حيث تتوقف أمامه السيارات الفارهة، وينزل أصحابها يطلبون ما يريدون من المعروضات، مشيرًا إلى أن الكوارع أكثر الأكلات المفضلة لدى زبائنه لما أثير حولها من الفائدة التي تعود على من يتناولها صحيًا.

ويوضح «أنعام»، صاحبة شادر لحلويات الجزارة، أن سبب إقبال الزبائن على شراء هذا النوع من اللحوم التأكد أنها لحوم بلدية وليست مستوردة، مؤكدة أنها ليست لحوم الفقراء فقط وأن هناك العديد من الأغنياء الذين يفضلون هذا النوع من اللحوم، فضلًا عن أنها أرخص كثيرا من اللحوم التي تباع لدى الجزارين التي وصل سعرها 120 جنيها للكيلو.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق