مقتطفات من تاريخ الكاتدرائية.. افتتحها عبد الناصر وإمبراطور إثيوبيا بعد نزاع مع حكومات الملك
الأحد، 11 ديسمبر 2016 02:51 م
«باسم الله القوى في يوم الثلاثاء 25 يونيو 1968، الموافق 18 بؤونة 1684، فى ذكرى العيد المئوى التاسع عشر لاستشهاد القديس مرقس الإنجيلى».. تلك الكلمات المكتوبة بماء الذهب على لوحة رخامية، أزاح الستار عنها الرئيس جمال عبدالناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى، في حفل افتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور البابا كيرلس السادس.
الكاتدرائية، رمز مؤسسة الكنيسة المصرية الوطنية، تعود قصة بنائها إلى ما قبل ثورة يوليو، وتحديدا في العام 1937، عندما نشب نزاع على أرضها، نظرا لحساسية موقعها بمنطقة العباسية، حيث طالبت الحكومة بملكيتها، فيما كانت تستخدم كمدافن وتحمل اسم الأنبا رويس، وظلت المفاوضات بين الدولة والكنيسة البطرسية المالكة للأرض، والتى بناها بطرس باشا غالى، حيث أراد وزير الداخلية في سنة 1937م الاستيلاء على أرض الأنبا رويس.
وطلبت الحكومة نقلها إلى أرض الجبل الأحمر الذي تبرعت به، ثم بعد ذلك أرادت أن تستحوذ على الأرض الأصلية لسعتها ولأهمية موقعها، فظلت المفاوضات بين الكنيسة وبين وزيريّ الداخلية والصحة حتى سنة 1943م. خلال هذه السنوات كتب حبيب المصري ثلاث مذكرات دفاعًا عن حق الأقباط في ملكية هذه الأرض؛ إحداها لرئيس الديوان الملكي وكتب الاثنتين للوزيرين.
وبعد نجاح مسعاه قرر الوزيران ووافقهما رئيس الوزارة على أن الكنيسة تملك أرض الأنبا رويس بشرط بناء منشآت عليها لا تدر أي ربح خلال خمس عشرة سنة وإلا تستولي الحكومة على الأرض، وطلب البابا كيرلس السادس، من الرئيس جمال عبدالناصر، الموافقة على بناء الكاتدرائية، وعلي الفور استجاب له عبد الناصر، ليس هذا فحسب، بل وتبرع من أجل بنائها بمبلغ 3 الآف جنيه، ووضع حجر أساس البناء، عام 1965، مواكبًا لاحتفالات ذكرى الثورة فى 24 يوليو.
وبعدها بثلاث سنوات، افتتح الرئيس جمال عبدالناصر، والبابا كيرلس السادس، بحضور إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى، الكاتدرائية الجديدة، فى حضور جموع غفيرة من المصريين، فى مشهد رصده العالم كله، ووضع تصميم الكاتدرائية الشقيقان عوض كامل، وسليم كامل، بعد أن أجريت مسابقة فازا بها، حيث كان المهندس عوض كامل وقتها عميدًا لكلية الفنون الجميلة، وشاركهما في التصميم المهندس ميشيل باخوم، الذي يعد أشهر مهندس للإنشاءات فى مصر، فيما نفذت البناء شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة «سيبكو» حسب تقارير صحفية منشورة وقتها.
وفي صباح الأربعاء 26 يونيه 1968 احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية، وفى نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية.
وشهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تتويج البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثاني كبطاركة لكرسي مارمرقس ليصبح البابا رقم 118 فى تاريخ الكنيسة، والبابا الثاني في عمر الكاتدرائية.
وأصبحت كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية بالأزبكيه المقر الباباوى في القاهرة حينما قرر البابا مرقس الثامن رقم108 (1796 - 1809م). (1796 م - 1809 م) أن تصبح هذه الكاتدرائية الكبرى المرقسية الكبرى بالأزبكية وبنى بجوارها المقر الباباوى والتي كانت موجودة في كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم، وفى1800 قام البابا مرقس الثامن بتدشين الكنيسة المرقسية الكبرى في الأزبكية ومعه جمع من الآباء الأساقفة والكهنة والشعب.