اللواء «البسيوني»: حادث الكاتدرائية الإرهابي «ضربة حظ».. والإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. كاميرات المراقبة في الأحياء والشوارع تساعد على منع زرع العبوات (حوار)

الأحد، 11 ديسمبر 2016 02:29 م
اللواء «البسيوني»: حادث الكاتدرائية الإرهابي «ضربة حظ».. والإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. كاميرات المراقبة في الأحياء والشوارع تساعد على منع زرع العبوات (حوار)
هبة شورى

وصف اللواء مجدي البسيوني، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية للأمن العام الأسبق، التفجيرات التي وقعت في الكنيسة البطرسية بالعباسية، بأنها «ضربة حظ» يعتمد عليها العناصر الإرهابية بعد تلقيها ضربات قوية، مؤكدا في حواره لبوابة «صوت الأمة»، أن تلك العناصر تنفذ منهج الضربات العشوائية وعمليات غير مدروسة ومتفرقة تدل على أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وإلى نص الحوار.

لماذا زادت التفجيرات في هذا التوقيت؟

فى البداية لم يقل أحد إن الحرب على الإرهاب انتهت، وطالما تتلقى الجماعات الإرهابية ضربات ستصدر رد فعل، وبصفة عامة علينا ان نضع فى اعتبارنا ان الشتاء فصل مناسب لتكثيف العمليات في الأحياء السكنية والشوارع، لأن ساعات الاسترخاء الأمنى تكون فيه أطول من الصيف الذي يسهر المواطنين فيه إلى الفجر، والوقت الذهبي لزرع العبوات في الشوارع هو التوقيت الذي يتزامن مع صلاة الفجر وحتى السابعة صباحا، أى مايقرب من 4 ساعات كافية لزرع العبوات ونقلها والاختفاء عن الأنظار، ومن واقع خبرتي الأمنية أستطيع أن أجزم أن العناصر الإرهابية تعتمد منهج «الضربات العشوائية المفرقة» التي تعتمد على الحظ وإرهاق العناصر الأمنية من خلال بلاغات كاذبة وتفجيرات صغيرة هنا وهناك، تماما مثل «الملاكم المفلس يلجأ فى نهاية الماتش إلى تنفيذ لكمات في الهواء ودون رؤية».

البعض ينزعج من نبرة التطمين خاصة وأن الضربات العشوائية اليوم طالت مبنى الكاتدرائية؟

دعينى اتحفظ على انزعاج البعض من نبرة التطمين التي تبدو في حديثي، أنا أولا لا اطمئن، وطوال خدمتي كمدير أمن أسيوط في عز معمعة الجماعات التكفيرية كنت أرفض أن أسمع أي نبرة تطمين، لكن احقاقا للحق وأي مواطن يتابع الأحداث بقليل من التحليل سيدرك أننا أمام خصم يتلقى ضربات في مقتل مر بفترة هدوء ليلملم أنفاسه ويؤمن معاونين جدد ثم يبدأ في العمل الارهابي، لكن القوات الأمنية لم تمهله، حيث تم تصفية 3 من أخطر العناصر في أسيوط كانوا يختبئون بقرية شعلان، ثم التصفية التي تفذتها القوات الأمنية في دهاليز منطقة الخانكة الشعبية، ثم نجاح قوات الأمن في القبض على ابن مرسي العياط ، وإغلاق مايزيد عن 11 صفحة على الفيس بوك تحرض ضد الأمن، وآخر تلك الانجازات الأمنية من وجهة نظرى فشل الحشد في «11-11» ، كل تلك أدلة على السيطرة الأمنية.

كيف تنفذ حركة «حسم» التي أعلنت مسؤليتها عن تفجيرات مسجد السلام في الهرم عملياتها؟

مبدئيا دعينا نتفق على حقيقة أنه لايوجد مايسمى حركة «حسم» ولا غيره، فهي مجرد كيان هيكلى يتخفى وراءه الإخوان، أى أنها «برافان» للجناح العسكرى للإخوان، وإعلان مسؤليتها عن العمليات في أحيان كثيرة تكون محاولة لتضليل الأمن، وتشتيت جهودة والتغطية على العناصر المنفذة، هي مجرد ستار للإخوان لديهم موقع الكتروني ولا وجود فعلي لهم على الأرض، سوى عبر نشر البيان بالتبني للعملية، يتم تنفيذ العمليات بطريقة عنقودية عن طريق عناصر لاتتواصل سوى من قيادات ضيقة، يتم اختيارهم بسهوله، وتجنيدهم بسهوله أيضا لاتمام عمليات الرصد وجمع المعلومات.

كيف تقع التفجيرات؟ ومتى علينا أن نقلق من العمليات الإرهابية؟

علينا أن نقلق عندما تنفذ عمليه مسلحة، تخرج جماعة مسلحة تحمل ذخيرة حية وتعمل إطلاق النار في المحيط، تماما كما حدث في باريس، لكن إلقاء العبوات التفجيرية في الشوارع يعتبر عملا جبانا يستغل فيه المنفذون ساعات الاسترخاء الأمني وغياب الوعي المجتمعي، وبنظره متمعنة للآلية الإجرائية التي تعتمدها العمليات الإرهابية، سنجد أنه يتم تصنيع العبوات الناسفة في إحدى الشقق بأحد الأزقة والأحياء الهادئة، يتم الحصول على طريقة التركيب ونسب التفجير عبر الإنترنت، أما بالنسبة لعملية تفجير الكاتدرائية المقصود بها إشعال فتيل فتنة طائفية في ذكرى المولد النبوي، ولكن الله سيرد كيدهم في نحرهم.

ما هي الصعوبات في تعقب منفذي عمليات زرع العبوات الناسفة؟

الجماعات الإرهابية تنفذ هذه التفجيرات بمبدأ العمل العنقودي، أي أن كل عنصر تبدأ وتنتهى علاقته واتصالاته من الشخص الذي يمنحه المال نظير معلومات التتبع والتعقب والرصد للأهداف الإرهابية، ويصعب تتبع هؤلاء الأشخاص لأنهم مواطنين عاديين يستغل الإرهابى ظروفهم الاقتصادية واحتياجهم للمال، أما المشكلة التي تواجه رجال الأمن فهي صعوبة تعقب واضع عبوة ناسفة بعد الفجر في غياب الشهود، وعدم وجود كاميرات مراقبة ترصد محيط زرع العبوات.

الجماعات الإرهابية تستدرج العناصر الأمنية عن طريق قنبلة هيكلية لا تنفجر، ليذهبوا للمحيط ويتم تفجير أخرى معدة سلفا، فما هو الحل الأمني؟

تعاني قوات الأمن من آلية السحب والاستدراج التي تلجأ اليها العناصر الإرهابية لإحداث خسائر في الأرواح كبيرة، وأنا شخصيا عندما كنت مديرا لأمن أسيوط كان يتم استدراجنا ببلاغ كاذب للزراعات وحقول القصب ويتم إطلاق سيل من الأعيرة النارية على رجال الشرطة، وهذه الألية تعتمد على عقيدة الشرطة المتمثلة في عدم تجاهل أى بلاغ، وبالتالي لايجب أن نركن إلى احتمالية كذب البلاغات ولانتحرك أمنيا، والحل في هذه الحالة أن تتحرك قوات الأمن وهي تضع في اعتبارها ان العناصر الإرهابية تعد لها كمينا وتستدرجها، وبالتالي يبدأ التمشيط من مسافة 100 متر قبل مكان البلاغ ويجب أن نحرص على تسليح قواتنا بأحدث التقنيات التكولوجية، وجهاز كشف المفرقعات عن بعد بحيث يصل مدى الحساسية للجهاز لـ100 متر.

ما العمل لمواجهة الإرهاب وتقليص احتمالات وقوع تفجيرات؟

علينا أن نثق أولا في أن الحرب على الإرهاب ليست سهلة وممتدة وطويلة الأمد، والجماعات التكفيرية لن تستسلم أبدا طالما مرسى وبديع في السجن، وأن ندرك أن مواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن مسؤلية مجتمعية مشتركة، ويجب أن تعود الصحوة الأمنية لدى المواطن البسيط ، فيكون حسه الأمني عالي وأن يرتاب لأي سلوك غريب من حوله، وعلى مجلس النواب أن يسرع في إصدار تشريع تأمين المساكن والوحدات السكنية والتجارية، ينص على إخطار قسم الشرطة بعقود الإيجار الجديد لكل وحده سكنية او تجارية فى فترة زمنية لاتتجاوز 15 يوما، وتغليظ العقوبة على عدم الإخطار، لأن صاحب العقار الذي يؤجر وحدة سكنية أو مخزن أو خلافه دون أن يخطر الجهات الأمنية يعد شريكا ضمنيا في العمل الإرهابي الذي قد يقع داخل الشقة، النقطة الثانية من خطة المواجهة، أن تلزم الأحياء وأجهزة المدن أصحاب العمارات والمحال التجارية بتركيب كاميرات مراقبة أو أن تركبها هي وتحصل رسم مقابل كاميرات المراقبة لأنها عنصر هام في تحقيق الأمان في الشوارع وضبط وتضييق المجال على عمليات زرع المتفجرات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة