تفاصيل صفقة الأسلحة الأمريكية مع 4 دول عربية.. تشمل 48 مروحية للسعودية و27 للإمارات مقابل 7 مليارات دولار.. المغرب تدخل القائمة بـ1200 صاروخ مضاد للدبابات.. ودبلوماسي سابق: ابتزاز من واشنطن للخليج
السبت، 10 ديسمبر 2016 06:01 ممحمود علي
في ظل الحديث عن توتر العلاقات الأمريكية مع دول الخليج خاصة السعودية، بعد تلويح الكونجرس الأمريكي بقانون «جاستا» الذي يسمح برفع دعاوي قضائية ضد المملكة بسبب هجمات 11 سبتمبر، وافقت الولايات المتحدة على سلسلة صفقات تفوق قيمتها 7 مليارات لتوريد مروحيات عسكرية وطائرات وصواريخ لأربعة من حلفائها العرب (السعودية وقطر والإمارات والمغرب)، الأمر الذي يثير تساولاً حول ماهية هذا التحرك في هذا التوقيث وهل له علاقة بالمشهد السياسي الراهن في الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن الموافقة على الصفقة التى قالت إنها ستشكل انتعاشا آخر لشركة «بوينج»، عملاق صناعة الطائرات، على أن تبيع شركتا «بوينج» و«هانيويل أيروسبايس» للسعودية 48 مروحية شحن من طراز «شينوك سى إتش- 47 أف» مع محركات احتياطية وأسلحة رشاشة بـ3.51 مليار ، وسيعمل ما يصل إلى 60 أمريكيا فى السعودية لصيانة الطائرات.
كما ستبيع شركتا «بوينج» و«لوكهيد مارتن» للإمارات 27 مروحية هجومية من طراز «أباتشى آى إتش- 64 إى» بالإضافة إلى معدات دعم، مقابل 3.5 مليار، أما قطر فطلبت 8 طائرات شحن عسكرية من طراز «سى- 17»، إلى جانب محركات احتياطية فى عقدين بـ781 مليون دولار، ووافقت واشنطن أيضا على أن تبيع شركة «رايثيون» الأمريكية لصناعة الأسلحة 1200 صاروخ «تاو 2 آى» مضاد للدبابات للمغرب بـ108 ملايين دولار.
من جانبه يقول السفير شريف ريحان مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر السابق في عدد من الدول العربية إن مبيعات السلاح الأمريكي لدول الخليج هي «بيزنس» لا ترتبط في مجملها بالسياسة الخارجية الأمريكية التي تتبعها في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذه المبيعات مرتبطة أكثر بتشغيل مصانع الأسلحة الأمريكية وستزال مستمرة حتى في إطار توتر العلاقات بين واشنطن والدول الخيلجية.
واضاف «ريحان» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن مع ذلك فإن السياسة الأمريكية تجاه الشرق ما زالت تتشكل في إطار المرحلة الانتقالية بعد فوز الرئيس الجديد دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أنه لم تظهر سياسة واضحة للوافد الجديد للتعامل مع المنطقة وأن كان الرئيس الأمريكي الجديد وصل في أكثر من مناسبة رسائل خاصة للمملكة العربية السعودية بان عليها أن تدفع الاموال مقابل حماية واشنطن لها ، مؤكدًا أن تصريح ترامب يعني أن الخليج سيكون مصدر للتمويل كضريبة له مقابل الحماية الأمريكية له في الشرق الأوسط.
وأوضح ريحان أنه لا يغفل على أحد محاولات الضغط الأمريكية والغربية على السعودية في الفترة الأخيرة ومحاولة محاصرتها اقتصاديًا وسياسيًا بالاضافة إلى ترك اللاعب الإيراني يصعد بقوة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أنه على الرغم من صعوبة الوصول إلى نتائج هذا الضغط الأمريكي، إلا أنه واضحًا أن هناك ابتزاز أمريكي للخليج وخاصة السعودية ، مشيرًا أن صفقات السلاح التي ليس لها حاجة للخليج في الوقت الراهن تعتبر «إتاوة أمريكية» لدول الخليج.
من جانب آخر تتطابق السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق في الرأي مع السفير شريف ريحان، مؤكدًا أن صفقة الأسلحة الأمريكية إلى 4 دول سعودية وقطر والإمارات والمغرب منفصله عن ما يحدث من تطورات على المشهد السياسي الأمريكي الخليجي، مؤكدًا إنها ضمن تعاقدات وتفاهمات سابقة، مشيرًا إلى وصول هذه الصفقات إلى مراحلها النهائية.
وبسؤاله عن دعاوي بعض من اعضاء الكونجرس الأمريكي لرفض تسليح دول خليجية وعلى رأسهم السعودية بسبب ملف حقوق الإنسان والحملة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، اضاف هريدي في تصريحات خاصة لبوابة «صوت الأمة» أن هذه المطالبات فشلت في تحقيق أهدافها.
وعن التقارير التي تحدث عن ارتباط هذا القرار الأمريكي بزيارة رئيسة وزراء بريطانيا إلى الخليج وحضورها القمة وتداول تقارير عن إستعادة بريطانيا إرثها القديم أكد السفير المصري السابق، أن أمريكا ستظل هي الحليف الأول لدول الخليج مهما حدث وستكون لها اليد الطولي، مضيفًا أن زيارة تريزا ماي جاءت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.