خبراء يشتبكون مع دعوة «تجديد الخطاب الديني» لـ«السيسي»: عليكم بـ«علم النفس»

بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الاحتفال بمولد النبوي للمؤسسات الدينية، بضرورة تجديد الخطاب الديني من خلال تشكيل لجنة من كبار العلماء في التخصصات الدينية والاجتماعية والأخلاقية، أكد عدد من العلماء والمتخصصين، أن ملف تجديد الخطاب الديني، يزداد يومًا تلو الآخر اشتباكًا وخطورة، ويحتاج إلي ضرورة تكاتف أهل العلوم الانسانية المختلفة، وذلك بعد تزايد الحوادث الارهابية علي الساحة وآخرها التفجير الارهابي بالهرم، الذى استهدف رجال الأمن المركزى بمنطقة الهرم، مما أدى إلى سقوط 6 من شهدائنا الأبرياء، وإصابة 3 مجندين.
الملف يزداد تشعبًا وبحاجة لتكاتف المتخصصين
في البداية، قال هشام النجار الباحث في شؤون الاسلام السياسي، إن قضية الخطاب الديني تزداد صعوبة يومًا بعد يوم مع تزايد الحوادث الإرهابية كحادث الهرم، مؤكدًا أنها باتت متشعبة ولها جذور اجتماعية وأسباب مجتمعية مثل البطالة والفقر وضعف أداء المجتمع المدني ومنظماته بجانب الأسباب الفكرية المعروفة.
وأضاف "النجار" في تصريح خاص لبوابة "صوت الأمة"، أن القضية مرتبطة بحاجات نفسية للتميز والحضور وربما الشهرة والمكانة في كيانات افتراضية والملف بالفعل له علاقة بعلم النفس والتأثيرات السيسيولوجية وهناك دراسات كثيرة لعلماء اجتماع وعلماء نفس تعالج الظاهرة الإرهابية من تلك الزوايا.
وأكد الباحث في شؤون الإسلام السياسي، أنه يجب تشكيل لجان أو هيئات مكونة من تخصصات علم النفس والاجتماع بالإضافة للمفكرين الإسلاميين فلا شك سيضعون تصورا شاملًا لمعالجة القضية بكافة تشعباتها.
مركز علمي قومي لمواجهة الإرهاب
وفي سياق مشابه، قال طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن الواقع الحالي يتطلب تدشين مركز قومى متخصص فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، يضم خبراء وعلماء فى علوم على صلة مباشرة وغير مباشرة فى قضية الإرهاب.
وأضاف البشبيشي في تصريح خاص لبوابة "صوت الأمة": "حتى الآن لم نبحث بطريقة متخصصة داخل نفسية من يعتقدون فى هذه الأفكار، ولم نخترق علميا كيانات وتنظيمات التطرف والإرهاب".
وأوضح القيادي المنشق عن الإخوان، أن علماء الاجتماع والاجتماع السياسى متخصصون فى تفكيك أفكار وطرق التجنيد داخل هذه الجماعات والتنظيمات.
واختتم البشبيشي قائلًا: "أطالب بهذا المجلس المتخصص تحت رعاية رئيس الجمهورية وأقترح أن يضم علماء وخبراء في الأمن والقانون والإعلام والبرمجيات الإلكترونية والدين والدبلوماسية والقانون الدولى والتربية والتعليم وأجهزة المعلومات في الدولة".

علم النفس موجه رئيسي لرجال الدين ضد الإرهاب
ومن جانبه، قال الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة عين شمس، إن أحد أبرز اهتمامات علم النفس، هو كيفية تشكيل الاتجاهات والقيم، موضحًا أن مساندة علماء النفس بتجديد الخطاب الديني يكون من خلال مساعدة رجال الدين في كيفية غرس القيم الدينية في الأفراد، بتزويدهم بالأساليب العلمية في كيفية التفاعل مع الأفراد وفقا للفئة العمرية لهم، ووفقا لمستوياتهم الثقافية والعلمية والاجتماعية والثقافية.
وأضاف الشرقاوي، في تصريح خاص لبوابة "صوت الأمة"، أنه يجب تدريب رجال الدين بالأساليب العلمية للإرشاد النفسي والسلوكي وكيفية إدارة التواصل والاتصال والحوار والإقناع مع الناس.