5 أسباب وراء تهنئة «أدرعي» المصريين بالمولد النبوي (تقرير)

نشر أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تدوينة يهنئ فيها المصريين بذكرى المولد النبوي الشريف، في لفتة لم تكن الأولى من نوعها، وحملت التهنئة القصيرة جرعة مركزة من الخبث أرفقها بفيديو يظهر فيه مبتسما وغامزا بطرف عينيه في نهاية الفيديو عندما ذكر أن تزامن حلول ذكرى المولد النبوي مع يوم السبت المقدس لدى اليهود.

ما حقيقة الدور الذي يلعبه أفيخاي أدرعي الإسرائيلي ذو الأصول العربية؟ وما سر حرصه في المناسبات التى يحتفل بها العرب على أن يقدم واجب التهنئة والأمنيات؟ وما حقيقة الرسائل المفخخة التي تحتويها صفحته بكل ما تنشره من محتوى؟

قال الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمعهد الدراسات العربية إن أفيخاي أدرعي شخص خبيث وشديد الذكاء، تلقى كورسات مكثفة في التواصل وآليات السيطرة والاحتواء، يتحمل الشتائم العربية بهدوء، وتكمن خطورته في أن وتيرة العداء له بدأت تخفّ شيئًا فشيئًا على المدى الطويل بل بدأ يبث رسائل فكرية لنشطاء على «فيس بوك» تنادي بالتطبيع مع الاحتلال.

وأضاف فهمي أن أدرعي هو عنوان مشروع إسرائيلي يهدف للتمهيد للتطبيع الشعبي، وفي نفس الوقت ينشر أفكارا سامة في أحاديثه، خاصة وأنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة كأي «شامي»، ويملك زمام السخرية مثل العرب، ويطلق النكات على طريقة المصريين، يحفظ قدرا كبيرا من الأمثال الشعبية، وأحيانا يردد الأدعية الإسلامية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وأوضح مسؤول وحدة الدراسات الإسرائيلية، لبوابة «صوت الأمة» أن السبب وراء تهنئة أفيخاي أدرعي بمناسبة المولد النبوي هو تذكير العرب باختلافهم خاصة وأنه أشار إلى أن المولد اليوم، مع العلم بأن مصر تحتفل به يوم الأحد، إضافة إلى استخدام أسلوب جر الشكل في بوسطاته وخاصة بوست التهنئة الذي يبدو كمن يريد أن يتفاعل العرب معه ويردون في التعليقات بالتهنئة لليهود بسبت القداسة.

ولفت إلى أن صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تنشر فيديوهات للتسليح الإسرائيلي وقدرات الطيارين في الجيش وغيرها من الرسائل الضمنية بجاهزية الجيش الإسرائيلي وهو ما يدل على وجود قلق إسرائيلي من تصاعد تسليح الجيش المصري.

ورأى الدكتور أحمد أنور أستاذ الإسرائيليات بجامعة الإسكندرية، أن أفيخاي يهدف من وراء تهنئة المولد النبوي إلى استفزاز العرب والمسلمين عبر صفحته ودفعهم إلى كتابة مضامين ناقدة وكارهة، لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن العرب هم من يصدرون العداء والكراهية لليهود، مضيفا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ينشر مضامين تؤكد رؤية إسرائيل المستقبلية حول امتداد إسرائيل من النيل إلى الفرات ولكن بطريقة مبهمة وغير ظاهرة لأنه يلعب على العقل الباطن ومنها هاشتاج «من العظيم إلى الأعظم».

ولفت أنور إلى أن أدرعي يعتمد في تسويقه للجيش الإسرائيلي طريقة الحملات المضادة، أو الشهرة بالعداء، مع المراهنة على أن العداء سيقل مع الوقت، ويمكن أن يتغيّر إلى شعور آخر، وهو اللاعداء واللاحب، بمعنى أن الجمهور يهتم به من دون أن يستمر في كراهيته له.

وأوضح أنه اذا تجاهل الجمهور العربي التفاعل مع منشور التهنئة بالمولد النبوي سيكون بذلك لعب على وتر أنه كان حريصا على احترام عادات واحتفالات ومناسبات العرب الدينية والوطنية فيما لا يظهر العرب نفس الاهتمام لليهود في مناسباتهم واحتفالاتهم.

ولد أفيخاي أدرعي في حيفا عام 1982، لجدين عراقيين، انضم إلى الجيش الإسرائيلي في العام 2001، عقب تخرجه من إحدى المدارس الثانوية، خدم في وحدة 8200 من سلاح الاستخبارات، ثم تم إرساله إلى دورة إعداد ضابط، وحصل بعدها على رتبة رائد، ثم ترأس شعبة وسائل الإعلام العربية، وصار المتحدث بلسان الجيش الإٍسرائيلي في العام 2005. يعتبر ثاني من تقلد هذا المنصب في إسرائيل، حيث شغله بعد إيتان عروسي، الذي لم يحقق شهرة كبيرة كشهرة أدرعي.