الأسد: أردوغان مضطرب نفسيا سقط مشروعه التخريبي في سوريا
الخميس، 08 ديسمبر 2016 06:10 م
محمود علي
وصف الرئيس السوري بشار الأسد نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه شخص غير سوي ومضطرب نفسياً، مؤكدًا أن علي سوريا أن تضع كل الاحتمالات، عندما تتعامل مع شخص غير سوي نفسياً، مضيفًا أن المنطق يقول إنه ليس هناك أي مصلحة لسوريا وتركيا إلا بالعلاقات الجيدة.
وأضاف خلال حديثه لصحيفة الوطن السورية أن الحس الشعبي في تركيا، كما في سوريا، لا يزال بهذا الاتجاه المنطقي، ولكن بالمحصلة عندما يكون هناك تدخل تركي، فمن حق سوريا أن تدافع عن أراضيها، هذا شيء بديهي، مؤكدًا أن هناك أولويات عسكرية تفرض نفسها ولكن بالمبدأ لنا الحق بالتأكيد، متمنيًا أن يتمكن الواعون في تركيا حتى ذلك الوقت من دفع أردوغان باتجاه التراجع عن حماقاته ورعونته بالنسبة للموضوع السوري، عندها نتفادى مثل هذا الاصطدام.
وفيما يخص العلاقات الروسية التركية وهل من الممكن ان تؤثر على الملف السوري، أكد الرئيس السوري: «يبقى لدينا دائماً نوع من الأمل، رغم أنه في كثير من الأحيان لا نصل إلى نتيجة، خاصة من خلال معرفتي الشخصية بأردوغان، هو شخص غير سياسي، هو شخص عقائدي بالمعنى الديني المنحرف، وهذا النوع من الأشخاص عنيد، لا يمكن أن يقرأ الواقع بشكل صحيح».
وأضاف : لا شك في أن اضطراب العلاقات بين روسيا وتركيا أضعف أردوغان في الداخل وأثبت إخفاق سياسته، لكن أعتقد بأن هناك ضغطاً على أردوغان من الداخل لتصحيح العلاقة مع روسيا، مؤكدًا أن بكل تأكيد روسيا ستستغل هذا الشيء من أجل إقناعه بالتخلي عن الإرهاب.
وعن معركة حلب والتقدم السوري أكد قرار تحرير كل سوريا متخذ منذ البداية، بما فيها حلب، موضحًا أنه لم يفكر في أي يوم من الأيام بتركِ أي منطقة من دون تحرير، لكن تطور الأعمال القتالية في السنة الأخيرة هو الذي أدى لهذه النتائج العسكرية التي نراها مؤخراً، مؤكدًا إن عملية تحرير المنطقة الشرقية من حلب مؤخراً لا تأتي في إطار سياسي وإنما في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية.
واضاف إن حلب ستغير تماما مسار المعركة في سوريا، في إشارة إلى التقدم الكبير الذي أحرزته قواته باجتياحها أجزاء واسعة من الأحياء الشرقية التي كانت خاضعة للمعارضة، وتابع أن حلب كانت آخر أمل للمعارضة (المسلحة) وداعميها بعد فشلهم في معركتي دمشق وحمص، حسب تعبيره.
وتابع الأسد: " كلنا نعلم اليوم بأن كل الدول الغربية والإقليمية تعتمد على تركيا في تنفيذ مشروعها التخريبي والتدميري في سوريا، ودعم الإرهابيين، فلأن تركيا وضعت كل ثقلها و(الرئيس التركي، رجب طيب) أردوغان وضع كل رهانه على موضوع حلب، ففشل المعركة في حلب يعني تحول مجرى الحرب في كل سوريا، وبالتالي سقوط المشروع الخارجي، سواء كان إقليمياً أو غربياً، لهذا السبب، صحيح أن معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا."
وعن الهدن المتكررة ، أوضح أن الهدن كانت لفتح "المجال أمام المدنيين للخروج ولإدخال المساعدات الإنسانية وإعطاء فرصة للإرهابيين لإعادة التفكير في موقفهم".
ورأى الرئيس السوري أن المعارضة السورية ليست كلها عميلة وقال "نحن مستعدون للحوار مع كل معارض لا يدعم الإرهاب ولا يرتبط بدول". مؤكداً أن المصالحات هي حل حقيقي وعملي وفيها سلبيات وإيجابيات.
أما عن إدارة الإعمار، علق الأسد قائلاً "لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل بأن تأتي شركات من دول معادية لتقوم بإعادة الأعمار".
وتطرق الرئيس السوري إلى حوار جنيف وقال إنه كان بين "سوري وطني وسوري عميل"، وبالنسبة للأسد فإن حوار جنيف لم يبنى على أسس واضحة بل كان وسيلة لكي يحقق الإرهابيون ما لم يتمكنوا من تحقيقه في الميدان، ورأى أن حوار جنيف ولد ميتا منذ البداية.
وعن علاقته بإيران أكد الأسد إن إيران دولة، والدولة تبني سياستها على المبادئ بالدرجة الأولى، ولكن العلاقات بين الدول ليس من الضروري أن تبنى فقط على المبادئ المشتركة، مشيرًا إلى عدم وجود مبادئ مشتركة بين الدولة الإيرانية والإخوان، وأنه ضمن دور الدولة الإيرانية في خلق الاستقرار في المنطقة، فهي تسعى إلى فتح علاقات في كل الاتجاهات بما فيها مع الدولة التركية.
وتابع : أردوغان إخونجي، ونظامه يأخذ الاتجاه نفسه، مع ذلك فإن الحوار الإيراني التركي لا يتوقف، هذا لا يعني أن المبادئ والرؤى مشتركة، وإنما الجانب الإيجابي في هذه الحالة يشبه العلاقة الروسية التركية، هي محاولة تخفيف الأذى والضرر، الشيء نفسه هو حوار إيران مع الإخوان المسلمين، هي محاولة جلب هذه المجموعات ربما باتجاه أن يكونوا معارضة سياسية بعيدة عن الإرهاب.
وأكد أنه ليس لدية أمل في أن يتغير الإخوان، مضيفًا أن سوريا كأي دولة أو جهة تحاول إبعاد هذه الجماعة عن الإرهاب وخاصة أنه في السابق، في الثمانينيات، هناك مجموعات خرجت من الإخوان ونبذت العنف، أي على المستوى الفردي هناك مجموعات عادت إلى سوريا وعادت إلى الحالة الوطنية، وعاشت وماتت في سوريا، فهذا الشيء ممكن على المستوى الشخصي ولكن يبقى بأمل محدود.